لم تكن قد بلغت الثامنة عشر بعد ، فكانت دمية ( الباربي ) هو عالمها البريئ ،لتتحول كل تلك البراءة في لحظة وبقرار أتخذ في حالك الظلام الى رماد أحلام وذكريات مهدورة . فكيف لتلك اللحظات الثقيلة أن تجري بسرعة اكثر دون ان تخلف ندوب وجراحات ابدية ؟ ولتلك الخطى أن تتناغم وحيرة قلب عذراء قاصر ؟! اتحدث هنا عن زواج القاصرات ،تلك الآفة المجتمعية التي مازلنا نعاني منها كمجتمع شرقي في الوطن وخارجه . رغم كل التطورات التي طرأت على الحالة المعيشية والأجتماعية والأنفتاح الفكري ،الحضاري والثقافي . وما لهذا الزواج من تبعات وأثار جسدية ،نفسية ،جنسية واجتماعية على المرأة والأسرة والمجتمع . فكيف لروح طفلة أن تمارس دور امراة بالغ راشد ،كيف لهذا الجسد الذي لم يكتمل نموه بعد أن يتكيف وطبيعة العلاقة الزوجية المعقدة ومتطلباتها . كيف لهذه الطفلة ان تمارس دور الأم بكل قدسية وهي ماتزال تحلم بحديقة ألعابها وصندوق ذكرياتها المفرغ من الأمال .. فأية امال تكمن خلف جدران الاغتصاب تحت مسميات قانونية وبشرعنة الشيوخ ومباركة الوالدين . ويكون هذا غالبا بسبب صعوبة الظروف المادية والمعيشية او لكثرة عدد الأطفال (الاناث) في الأسرة او تحت مسمى (السترة) والجهل الفكري والروحي للأشخاص والمحيط العائلي . وكأن الفتاة عبئ ثقيل يجب التخلص منه بأول فرصة متاحة . ولكن الوضع الاكثر كارثية هو انتشار الحالة بين أفراد مجتمعنا في دول الاغتراب ايضا رغم معاصرتهم للإنسانية والحضارة بارقى سماتها وأشكالها . إلا أن جهل الشرقي للنفس البشرية ومتطلباتها تجعله أسير فكرة الشرف والكرامة والعفة التي تتمثل في شخص المرأة وعذريتها ! ومن ثم تتوالى الازمات والمشاكل الأسرية من عدم التفاهم إلى المشاكل الجسدية والنفسية التي تلحق بالمرأة جراء علاقة غير صحية وسليمة لتتفاقم أزمة الطلاق كنتيجة حتمية لعدم التكافئ الفكري ،الجسدي والعمري بين الزوجين . فإلى متى ستبقى المراة ضحية شرف الشرقي وعنجهيته ،هذا المصطلح والفكر الذي لاوجود له الا في قاموس وعقلية الذكر الشرقي الذي يحتويه كقناع لفرض ذكوريته واناه المريضة . وهنا يكمن دور المرأة الحقيقي بأن تمارس حقها في اتخاذ القرارات بصرامة أكثر فيما يتعلق بمستقبل أبنائها ،رغم صعوبة الأمر وتعقيداته في مجتمعاتنا لكنه ليس بالأمر المستحيل تحقيقه . ولكل تلك الأسباب والمعطيات وماعانته المرأة الشرقية ومازالت تعانيه في هذا المجتمع الذكوري البحت.. عليك سيدتي أن تتسلحي بحبك لأنوثتك وقوة المعرفة لتكوني انت سيدة الموقف لا اولى القرابين في ليلة هوى عابرة .
دلشا آدم كاتبة واعلامية سورية