يا لهذا المساء وهو يسدل دونما خجل ستائره غير عابئ بحكم قبضته على مفاتن الحياة . وأنت يا أيتها الأنا تلوذين مني هاربة ودونما التفاتة .. تتقاذفك المنعطفات حزنا في مساحات الروح ، تتكورين في ذاتك تلوكين أوجاعك فترتمين هائمة كالسكارى بلا حراك وتسردين نزيفي . هذا المساء الأرض حزينة وباردة كروحي الخاوية ، هشة هشاشة بعثرتي وعلى مدار اللحظات . ذلك الأحساس الذي يزداد عبثية واتساعاً حيث تواري القمر وراء السحب حين غفلة لأهيم بسوداوية الحزن . كانت تلك ملامحك وهي تغمرني كطوفان هائج ، تغزوني لأجد نفسي داخل حلقة مفرغة دونما حراك فأحال إلى ذرة وفي فراغ مستدام مهين !! تتدلى كأولى قطرات الندى من على الأغصان ومع أول شعاع شمس تبقى أنت وتلك الروح لتغمرني بعذوبة وفيض هدوء !! أجدني على قمة شلال في ملاسنات التيار .. تيار من التيه المحض . يالتلك الذاكرة التي تطارد الأمس البعيد ،تلك التي تتفتح براعمها في بحر من اللازورد وبأصابع متوهجة أدوّن بعضا من حروفي في سرد تفاصيلك فتعاودني ذكراك من جديد . فكيف للموت أن يحيلني إلى كائن أخر ؟! الى ظل هلام يتوارى في الظلام ، إلى ذاكرة من رماد فتزاول بكينوتها انحلال ذاك البريق المحض مذ كانت تتقد كجمر وسط حفنة من الأشتعال لتبقى شاهدة ذكراك العالقة في ايضاحات روحك بهدوء وتمرس مقيت . لا أعلم إذ كان قمر هذا المساء سيغمرني بحزمة من الضياء ومتأنقاً كعادته فيلامس روحي المنهكة ربما بخطوتين قبل الميعاد ربما ..ربما ؟! دلشا آدم