ا يران واللعب على الشخصيات العشائرية.. رهان على أ حصنة خاسرة
يروت: بقلم الصحفي الدولي هامو موسكوفيان/ تعمل إيران مجدداً على اللعب على وتر العشائر العربية في الجزيرة السورية من خلال محاولة استقطابهم وحثهم على مواجهة قوات سوريا الديمقراطية, لكن في الحقيقة هي لعبة خاسرة وفقاً لجميع المعطيات على الساحة والتجارب السابقة الفاشلة.وزار وفد من ما أسموا أنفسهم بشيوخ عشائر الجزيرة السورية طهران، الأسبوع الماضي، والتقى مستشار المرشد الإيراني في الشؤون الدولية علي أكبر ولايتي.
تسعى إيران بحسب المصادر إلى محاولة حث العشائر إلى تشكيل خلايا تابعة لها في الجزيرة ضد التواجد الأمريكي وقوات سوريا الديمقراطية, إلا أن السؤال الأبرز هل سيخرج شيء جديد عن هذه الزيارة أم إنها ستكون كسابقاتها.
ولم يكن هذه الحراك الإيراني هو الأول من نوعه في الجزيرة, حيث سبق وأن قامت إيران بمحاولة تنظيم العشائر العربية لكنها فشلت في ذلك لأسباب عديدة.
ومن أبرز هذه الأسباب بأن الشخصيات التي تلتقيها إيران لا تملك أي شيء تستطيع تقديمه.
ومن الشخصيات التي تتعامل معها إيران في الجزيرة هو محمد الفارس أبن عم شيخ قبيلة طي وهو عضو في ما يسمى مجلس الشعب التابع للنظام, وهو لا يملك القرار على أفراد القبيلة التي ينتمي إليها, ومثل محمد الفارس في هذه الزيارة المدعو فيصل العازل الذي لا يملك أي ثقل اجتماعي في المنطقة.
كما تعتمد إيران في الترويج لمشروعها في المنطقة على المدعو نواف البشير وهو الذي كان في بداية الأزمة من أشد المعارضين للنظام ودعم المجموعات المسلحة في رأس العين وبحسب مصادر تابعة للنظام بأنه ساهم بشكل مباشر بقتل العشرات من عناصر قوات النظام, ليعود بعدها إلى الحضن الإيراني.
أن البشير وبعد مرحلة التقلبات التي قام بها على مدار الأزمة السورية لم يعد محل ثقه من قبل أبناء العشائر ولا حتى من قبل النظام السوري.
وجاءت هذه الزيارة إلى طهران بعد ثلاثة أسابيع من اجتماع عقده “علي مملوك” رئيس مكتب الأمن الوطني مع نفس الوجوه من الوجهاء في مطار القامشلي في محاولة لتحريضهم على سحب أبناء العشائر العربية من صفوف قوات سوريا الديمقراطية.
إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل كون هؤلاء الوجهاء كما ذكرنا سابقاً لا يملكون أي ثقل لدى العشائر التي ينتمون إليها, وأن أبناء العشائر المنضمين إلى قوات سوريا الديمقراطية لم ينضموا بتوجيه من رموزها بل حملوا السلاح للدفاع عن قراهم في وقت كانت هذه الشخصيات تقطن المربعات الأمنية وفنادق العاصمة دمشق.
وبحسب مصادر عشائرية بأن من التقوا مملوك ليس لديهم أي شخص منضم في صفوف قوات سوريا الديمقراطية, وهم أصلاً لا يتواجدون في الجزيرة بل يقضون أغلب أوقاتهم في فنادق دمشق ويعملون كسماسرة للأفرع الأمنية تحت غطاء ما تسمى لجان المصالحة الوطنية.
حيث يتساءل كثيرون بأنه كيف لشخص يدعي بأنه شيخ عشيرة وعند اعتقال النظام لأي شخص من أبناء عشيرته يقوم بأخذ مبالغ طائله من ذويه مقابل أن يحاول الإفراج عنه من قبل النظام, وغالباً ما تكون عمليات احتيال.
وتذكرنا هذه التحركات الإيرانية بما حاولت قيامه سابقاً بتشكيل ميلشيا المغاوير في قامشلو وحاولت عبر ذات الشخصيات تطويع أبناء العشائر فيها إلا أنها فشلت وقامت فيما بعد بإلغاء الميلشيا المذكورة.
في الحقيقة ومن خلال هذه المعطيات نجد بأن الجعبة الإيرانية في المنطقة فارغة, فهي برهانها على هذه الشخصيات العشائرية كأنها تراهن على أحصنة خاسرة.