بقلم الكاتبة السورية سمردواي/ الجشع والفساد.. طوابير تنخر البلاد والعباد

بعد تسع سنوات من حرب أذاقت الشعب السوري كافة أنواع الفقد والحرمان والتشريد ليأتي فيروس كورونا متمماً ومكملاً لمعاناته وآلامه من ويلات الحجر وزعزعة الوضع الإقتصادي وزيادة اللوعات لوعة فحكومة الأزمات مغيبة تماماً عن متطلبات المواطن واحتياجاته و استفحاش التجار واستغلال هذه الأزمة ليغدوا حيتان هائجة لا تقل خطراً عن الإرهاب والمدعو كورونا وفرض آلية جديدة سميت في مصطلحاتهم الإقتصادية ( البطاقة الذكية ) فلا برامج اقتصادية مدروسة ولا خطط استراتيجية تهتم بالبنى التحتية للإقتصاد السوري وكيفية النهوض لتحقيق العدالة الإجتماعية فالأمر سيان قي ظل غياب الرقابة وغياب الضمير والهوية الوطنية .. رغم كل هذه الظروف من حرب ارهابية تلتها حرب بيولوجية تأتي الحكومة لتفرض حرب ثالثة على المواطن فغلاء الأسعار استفحل حد القهر والموت فتحولت أغلب فئات الشعب إلى طبقة تحتانية تعاني المجاعة والعوز حيث تنامى الفرز اليومي باتجاه التسول والتشريد والحكومة هي شريكة التجار في نهب المال العام وإغلاق سبل العيش حتى في حدوده الدنيا ! المجتمع السوري أصبح تحكمه طبقة سياسية اقتصادية وطبقة تجار وجدوا من قوت الشعب جسراً للجشع والثراء الفاحش .. سورية بلد الزيتون ! بلد القمح !بلد الحمضيات والقطن والفواكه !بلد الإكتفاء الذاتي وأكثر تعيش الآن فقرا مدقعا ًبلد تغنت بخيراته اكثر الدول غناً واستقراراً فخبزنا كما وصفوه من أرضنا فهابتنا دول عظمى واسستباحته قلة من السلطة إن لم نقل كلها اليوم لا أرض ولا خبز إلا لذوي السلطة وأدواتها فالحرب من ورائنا وكورونا من أمامنا والقيد يلف عنقنا فأين المفر ؟