بقلم:الدكتور توفيق حمدوش/ في شمال شرق سوريا الكل مسؤول

يتعرض المجتمع الدولي هذه الأيام لاختبار حقيقي، ومنعطف هام في ظل الحالة لاتي تعيشها بسبب تفشي فيروس كورونا في أكثر دول العالم، وبخاصة الدول المتقدمة تكنولوجياً وطبياً، حيث أثر عليها الفيروس بشكل أكبر من حيث الانتشار السريع فيها، والدول الأوروبية المتقدمة والولايات المتحدة من أولها، حيث باتت هذه الدول على أبواب كارثة كبرى ستكون نتائجها وخيمة عليها، وعلى اقتصادها وعلى العالم بأسرها. وكشف هذا الوباء بأن الأنظمة والقوانين المتخذة من قبل حكوماتها لم تكن بالشكل المطلوب، وأكدت هشاشة النظام الطبي فيها، وعدم استعدادها لتحمل تبعات هذه الجائحة الغير متوقعة أصلاً، وعندما انتشر الوباء في الصين لم يتخيل الأوروبيون والأمريكيون وغيرهم، بأن هذا الوباء سينتشر كانتشار النار في الهشيم وستطال بلدانهم، وقفوا موقف المتفرج من كل ما حدث في الصين وفي مدينة ووهان.
ومع كل اسف فأن الخطأ الأكبر الذي أدى إلى انتشار الوباء في دولهم أنهم استقدموا مواطنيهم من الصين، دون الأخذ بعين الاعتبار الشروط التي كان يجب اتخاذها عند وصولهم لبلدانهم، وهؤلاء كان غالبيتهم مصابين بالفيروس، ولم تكن هناك اية ضوابط واحتياطات لدى تلك الدول ولا حجر صحي، ولا حتى تعليمات بخصوص الفيروس، بل الأنكى من ذلك اتخذوا من الفيروس في الصين مجالاً للسخرية واللامبالاة، حتى تمكن الفيروس من الانتشار بزمن قياسي في البلدان الأوروبية بخاصة، حيث باتت الدول الأعلى في أرقام الموتى والمصابين وفي طليعتهم إيطاليا واسبانيا.
وما يهمنا من كل هذا المقدمة هو ما يعيشه أهلنا في روج آفا وشمال شرق سوريا، وما اتخذته الإدارة الذاتية من احتياطات لدرء خطر انتشار الوباء، وعدم وصوله إلى تلك المناطق، والتي حسب هيئة الصحة فيها لم يتم تسجيل اية حالة في مدن روج آفا وشمال شرق سوريا، وهذه تباشير خير لدينا. ولذلك على الإدارة الذاتية الاستمرار في اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة، وبخاصة حظر التجوال وعدم الاجتماعات والسهرات التكتلات خلال فترة الحظر المفروضة، ومن الواجب اتخاذ إجراءات إضافية من توفير المستلزمات الطبية والمستشفيات وصالات الحجر الصحي، وجميع الأدوات التي تخص الكشف المبكر عن الفيروس، لأن التدابير والاحتياطات من الأمور الضرورية في هذه الفترة، والوقاية خير من العلاج، وكلنا أمل ألا يصاب أهلنا في روج آفا وشمال شرق سوريا بهذا الوباء الذي هز عرش العالم بأسره.
وعلى الجميع عدم التهاون والتقاعس في تطبيق أعلى درجات الحيطة والحذر في مواجهة هذا الفيروس، لأن عدم اللامبالاة في مثل هذه الحالات يخلق فوضى كبيرة عند أول إصابة، وهناك الكثير من الأدلة على ذلك، وما حدث في دول العالم ليس ببعيد. لذلك يجب أن تطبق القرارات المتخذة من قبل الإدارة الذاتية، لأنها من مصلحة الجميع وانتشار الجائحة لا سمح الله في روج آفا وشمال شرق سوريا، ستخلق كارثة كبيرة في ظل الظروف المحيطة والآنية التي تعيشها المنطقة.
والأحزاب والقوى السياسية في روج آفا تتحمل جزء من المسؤولية أمام شعوب المنطقة في القيام بمسؤولياتها في درء خطر انتشار هذا الوباء والوقوف مع القرارات المتخذة من قبل الجهات المختصة في الإدارة الذاتية، والمساهمة في تنفيذها ونشر الوعي بين جماهيرها، للحيلولة دون وقوع المحظور وما لم يكن في الحسبان.
الدكتور توفيق حمدوش
رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر