الجمع بين أكثر من جنس أدبي مشروع للكاتب شريطة أن يتوفر له الوعي، ولكن يبقى الهدف من الكتابة أهم رهانات كل كاتب وكاتبة، إذ الكتابة ليست مجرد متعة أو لهو أو ترف وترفيه، إنها رسالة، وهذا ما تؤمن به الكاتبة والشاعرة السورية فاتن ديركي، التي كان لـ العرب معها هذا الحوار حول تجربتها ورؤاها الكاتبة والشاعرة السورية فاتن ديركي أخذها الأدب إلى عالمه، شغوفة بالعمق الإنساني، الذي يشغله دوما، ويحجز لنفسه فيه المكانة الآسرة والأهم، ليسحر مبدعتنا وتبقى ساعية إلى ما هو أجمل في الحياة من خلاله، فقد جذبها الأدب لكونها صاحبة موهبة عريقة، تعبر عن همومها وهموم مجتمعهالا تزال الكاتبة باحثة عن هدفها بين آفاق الإبداع الزاخرة بالجمال، لتقول كلمته تجاه الحياة، معلنة عن مسؤوليته بقوة، مشيرة في الوقت ذاته إلى المشهد الأمثل في كل جانب من جوانب الحياة. تسعى الأديبة عبر كل المجا ت شعرا ورواية ومسرحا لتقول كلمتها وآراءها ومواقفها كما نتبين في حوارها مع العرب
السرد والقصائد
هدف الكتابة مخاطبة العقل والوجدان وتحفيزهما ليكون الإنسان أكثر وعيا وإيجابية في تعامله مع الناس والحياة والكون بداية بد من المرور على مسيرتها الأدبية وبمن تأثرت من الأدباء، إذ تقول ديركي كان للكلمة في نفسي أثرها الخاص، وقد بدأ شغفي بالأدب حين اطلعت على تجربة الأديب الفيلسوف جبران خليل جبران والأديبة كوليت خوري وغادة السمان ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم. كنت أكتب منذ نعومة أظفاري الشعر والقصة والخاطرة، ولكنني لم أبدأ بالطباعة إلا في عام 2010 حيث نشرت مجموعتي القصصية نسائم ملوثة وهي قصص واقعية من أروقة المحاكم تركز على مشاكل المرأة في مجتمعنا وتكشف الوجه السلبي لمجتمع وقوانين تسلبها حقوقها وكيانها وكرامتها
نسألها إن كانت تحاول الدفاع عن المرأة في كتاباتها، لتجيبنا كثيرا ما سئلت عن سر تركيزي على مشاكل المرأة وتبني قضيتها، والحقيقة أقول بكل بساطة إنني أقوم بهذا الدور إيمانا مني بدور المرأة بصفتها قوة تغيير في المجتمع، وإن هذه القوة لا يمكن لها أن تكون فاعلة بوجود أي نوع من أنواع التمييز ضدها، وكذلك لأنني أعتبر الأسرة نواة المجتمع وصمام أمانه، فهي التي تبني الإنسان من خلال تربيتها لأطفالها، ولا بد أن تتمتع باستقلاليتها وتأخذ حقوقها، وتشعر بكيانها ووجودها وكرامتها وامتلاكها لزمام نفسها، كي تغرس هذه القيم في نفوس أطفالها، ففاقد الشيء لا يعطيه
وتضيف ديركي لقد ركزت على هذه الفكرة في رواية القطار الأزرق وهي رواية تشاركية مع ستة كتاب سوريين هم: الأدباء عماد نداف، محمد الطاهر، سهيل الذيب، محمد الحفري، جمال الزعبي والأديب المغترب مقبل الميلع. تحكي الرواية عن فترة الحرب، التي عشناها، وتأثيراتها، وعن دور المثقف السوري في تجاوزها، وكذلك دور المرأة السورية، التي وقفت إلى جانب الرجل متحملة كل الآلام والمسؤوليات في غيابه. ثم كانت مجموعتي القصصية رسالة اعتذار من طائر الفينيق ، وهي أيضا قصص اجتماعية من الحياة
وتذكر الكاتبة أنها شاركت بالمسابقة الروائية التي أعلن عنها الأكاديمي محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب عام 2020، والتي كانت تحت ثيمة التكافل الاجتماعي في زمن الكورونا ، برواية عنوانها سمسق وقد كانت من بين الروايات الفائزة. كما تلفت إلى أنها أنجزت.