ربما كان هذا العالم بحاجة لوباء كبير يفوق الطاعون والكوليرا لتجلس الدول الكبرى المتغطرسة بعيداً عن التفكير أطماعها وأهدافها إستمرارية الحروب والإدمان على القتل والنهب من أجل النفط والغاز تلك الدول التي سرقت كل أحلامنا وزرعت القهر في قلوب كبارنا وعجائزنا فقط لأنهم كانوا يتوقون لحياة حرّة و كريمة بين الأولاد والأحفاد على الأرض التي نشئوا وترعرعوا عليها أرض الآباء و الأجداد جائوا إلينا بأفواه فاغرة ومخالب شرسة فمنهم الذئب والدب والثعلب ومنهم الرئيس والسلطان والقيصر شموا روائح خيراتنا وجبالنا التي تغطيها أشجار الزيتون والصنوبر والسنديان وسمعوا اصوات ضحكاتنا في سهراتنا الصيفية تحت عرائش الياسمين لم يهنأ لهم العيش وهم يرون كل هذا الحب الذي يغمر الضفة الاخرى من العالم ..
ربما كان هذا العالم بحاجة ماسّة لأن يعرف بأن الله حق وأن لا قوة تفوق جبروته في أساطيرالخلق وحده الله يرى كم اصبح هذا العالم متوحشاً بعد أن خلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف لا أن نتقاتل ..
هذا الصراع المتوحش الذي ساد كوكب الأرض وتلك الفنون التي تعجز الفانتازيا التاريخية عن وصفها بقتل وتعذيب الإنسان بشتى الوسائل من أجل من ؟؟
ولماذا .. ؟؟
أليست الروح هي أمانة الخالق في كل الأديان السماوية ..؟؟
أليست الأخلاق هي المعيار الأسمى لإنسانيتنا التي طالما قرأنا عنها في كتب ابن خلدون وأفلاطون وسقراط ..؟
إن حضارات الشعوب يا سادة لا تقاس بتكنولوجيا قتل البشر ولا بترسانات الأسلحة ولا بضخامة و قوة مفاعلٍ نووي ..
ربما حلّ هذا الوباء عقاباً لنا لأننا ابتعدنا عن عن الحب والسلام وتحولنا إلى جيف تمشي على قدميها بلا روح او مشاعر إنسانية ..
هذه الحروب البشعة والشرسة هذا الوباء الصغير الكبير الذي يحلّ علينا ك لعنة إغريقية إنها فرصة حقيقية للولادة من جديد إن نجونا ..فرصة أن نكون بشراً ونتعامل على أسس الحب والإحترام ..فرصة أن ننصت إلى أعماقنا ونسمع صهيل صحوتنا الأخيرة عند حلول الفجر او بعده . الكاتبة صحفية سورية كتبت العديد من المقالات والدراسات