النجف:بقلم عبد الأمير العبدلي/ المعاني السامية لعيدنوروز

 

عند الكورد يعتبر النوروز عيدا قوميا يحتفلون به في جميع أنحاء العالم. وفي كوردستان العراق يعتبر عيد نوروز مناسبة رسمية إذ تعطل كل الجهات الحكومية والأهلية اعتباراً من 20 آذار ولمدة أربعة أيام ، ويتم إيقاد شعلة نوروز في كل المدن الكوردية، والتي تسمى شعلة كاوه الحداد. والنوروز الذي يصادف اليوم الأول للسنة الكردية (21 آذار) هو العيد القومي لدى الشعب الكوردي وعدد من شعوب شرق آسيا، وهو في نفس الوقت رأس السنة الكردية الجديدة ( K2626 )وهو من الأعياد القديمة التي يحتفل بها الكورد والفرس والآذريين، ويصادف التحول الطبيعي في المناخ والدخول في شهر الربيع الذي هو شهر الخصب وتجدد الحياة في ثقافات عدد من الشعوب الآسيوية، لكنه يحمل لدى الكورد بعدا قوميا وصفة خاصة مرتبطة بقضية التحرر من الظلم، وفق الأسطورة ان إشعال النار كان رمزا للانتصار والخلاص من الظلم الذي كان مصدره أحد الحكام المتجبرين.
إنّ النسخةَ الكورديةَ للنيروز هي أسطورةُ (كاوى) الحداد الذي تشبه قصته القصّة في أسطورة الشاهنامة الذي تقُول : ُ بأنّه في قديم الزمان كان هناك ملكُ شريّرُ سَمّى ( الضحاك ). كان هذا الملك ومملكته قد لُعِنا بسبب شرِّه. الشمس رَفضتْ الشْروق وكان من المستحيل نَمُو أيّ غذاء. الملك (الضحاك) كان عنده لعنة اضافية وهي امتلاك افعيين ربطتا بأكتافه ، عندما تكون الافاعي جائعة كان يشعر بألم عظيم والشيء الوحيد الذي يرضي جوع الافاعي كانت أدمغة الاطفال لذا كل يوم يقتل اثنين من اطفال القرى المحلية وتقدم ادمغتهم الى أفاعي ( كاوى ) كان الحداد قد كره الملك لقتله من 16- 17 من اطفاله قدمهم غذاء لافاعي الملك عندما وصل الدوى لطفلته الأخيرة وهي بنت، سوف تقتل جاءَ بخطة لانقاذها. بدلاً مِنْ أنْ يَضحّي ببنتِه، ضَحّى (كاوة الحداد) بخروفِ وأعطىَ دماغَ الخِروفَ إلى الملكِ. عندما سمع الاخرون عن خدعة (كاوى) عَمِلوا جميعاً نفس الشئ، في الليل يُرسلونَ أطفالَهم إلى الجبالِ مَع (كاوى) حيث الامان.كبر الأطفالِ و( كاوى) خَلق جيشاً منهمِ لإنْهاء عهدِ الملكِ الشريّرِ. عندما أصبحت اعدادهم كبيرة بما فيه الكفاية، نَزلوا مِنْ الجبالِ واقتحموا القلعةَ. ف(كاوى) بنفسه كان قد اختارَ الضربةَ القاتلةَ إلى الملكِ الشرير (ِالضحاك). لإيصال الأخبارِ إلى اناسِ بلاد ما بين النهرينِ بَنى مشعلا كبيرا أضاءَ السماءَ وطهّرَ الهواءَ من شر عهدِ (الضحاك). ذلك الصباح بَدأَت الشمسُ بالشروق ثانيةً والأراضي بدأتَ بالنَمُو مرةً أخرى. هذه هي البِداية “ليوم جديد” أَو نيروز (نه‌وروز) كما يتهجى في اللغةِ الكورديةِ نيروز عيد الربيع حيث تكسؤ أﻻرض بالخضار والورد البري في شمال العراق الحبيب أما نحن في العراق فنذهب الى الحقول والبساتين حيث الشواء والعاب الاطفال ومرحهم بهذا اليوم اذ نعيش يوم ربيعي جميل وعلى الهواء الطلق بعد ان نقضي ليلة جميلة بوضع الشموع وسبعة انواع تحوي على الخضار والحلوى تبدأ بحرف السين وهي عادة متأصلة عندنا نحن العرب منذ قديم الزمان في العراق وسوريا وتركيا وايران وخاصة اخوتنا الكورد علما بان عيد نوروز في ايران يستمر لمدة اسبوعين وهو يسمى بعيد الشجرة و كانت محافظة البصرة ولازالت تحتفل بنوروز عيد الربيع في مراسيم لاتتكرر بكاوى كاوه و نه وروز يعنى يوم جديد بالنسبة للكورد. انه اهم أعياد راس السنة الكوردية وتقريباً كل الشعوب الآرية ويحتفل الكورد في جميع أنحاء العالم به وايضا الفرس والأذريين وغيرهم… في ليلة ٢٠ اذار تشعل النيران في كل مكان وعلى سفوح وقمم الجبال. حيث الملابس الكوردية الجميلة وذات الالوان البراقة والرقص الكوردي على انغام الموسيقى التقليدية عند الكورد وترمز للنور في الزرداشتية وايضا انتصار الخير على الشر بانتصار كاوه الحداد على الملك الظالم بالأسطورة الكوردية وفِي اليوم التالي يخرج الجميع الى خارج المدن او المنتزهات…. للاحتفال بالعيد… وفي لندن تجري انواع الاحتفالات والحفلات.. وحتى بلدية كينسينكتون تقوم بحفل استقبال بمناسبة عيد نوروز مساء ٢٠ اذاربل لأنه احتفال أكدي/بابلي و هو عيد السنة الجديدة. احتفالا بإلهة الخصوبة و الحكمة عشتار، و منه العيد اللاتيني المشهور ب Easter عند النصارى ؟
وفي هذه اللحظات الجميلة بتساقط ونزول الغيث على مناطقنا في العراق ازف اجمل التهاني والتبريكات لكل شعوب الارض التي تحتفل بهذا اليوم الخالد ..مبارك لكم عيدكم وكل عام وانتم بخير
عبدالامير مسلم آل ملا سهيل العبدلي / مدرس متقاعد / العراق / النجف