حوار مع الكاتب السوري حسن ظاظا : حول الانتخابات التركية ومآلاتها ..

 

 

 

نقلاً عن موقع وجه الحق حوار أجراه الكاتب السوري حسان يونس

 

كشف أ.حسن ظاظا رئيس تحرير موقع “نوس سوسيال” لموقع “وجه الحق” عن رؤيته للتحولات المرتبطة بالانتخابات التركية سواء في تركيا او في الجوار الاقليمي، وحول توقعه لمجريات الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية المقررة في 28 آيار الجاري، أوضح ظاظا ان “هناك ثلاثة مرشحين للانتخابات الرئاسية التركية وفي الجولة الأولى كانت المنافسة محتدمة بين أردوغان ومنافسه كمال كليجدار أوغلو وكثير من استطلاعات الراي كانت تشير الى تقدم كليجدار اغلو على اردوغان وهذا ما تسبب في حدوث توتر عند أردوغان وأنصاره وحزبه.

من المعروف أن أردوغان فصّل السلطة على مقاسه وزجّ كبار ضباط الجيش في السجون التركية وغيّر الدستور على مقاسه ايضا، بحيث توسعت صلاحياته وانتقل نظام الحكم التركي من برلماني الى نظام رئاسي، ما أدى  إلى الاستبداد والقمع. ولذلك فإن هذه الانتخابات تعد مفصلية بالنسبة لاوردغان ولحزبه، فهي مسألة حياة أو موت واعتقد لو شعر بالخسارة فإنه سوف يستخدم القوة من خلال منصبه الرئاسي مهما كان الثمن من اجل الحفاظ على السلطة، وهو قادر على منع اي مشروع للمعارضة”.

وحول مآل تفاهمات استانا في حال فاز اردوغان ومسار تطبيع العلاقات بين دمشق وانقرة، قال ظاظا “بالنسبة لتفاهمات استانة فهي هي روسية تركية لأن علاقات حسن الجوار هي الأساس في استمرار العلاقات على الصعيد الدبلو ماسي والاقتصادي والتجاري والعلاقات السياسية التكتيكية بين البلدتن، تماشيا مع السياسة الروسية السورية والاقليمية وعلى ركيزة المصالح المشتركة بين الدول الاقليمية روسيا إيران وتركيا وسوريا.
وتفاهمات هذه الدول في استانا جاءت على حساب مكونات المجتمع في هذه الدول. والقضية الكردية تخيفهم لأنها أصبحت الرقم الصعب في الشرق الاوسط”.

وتوقع ظاظا مصيرا دمويا لكيليجدار أوغلو في حال فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية
” من الصعب استمرار كليجدار اغلو، لو فاز في الانتخابات الرئاسية لأن وجوده وسياسته الاتاتوركية مع الأحزاب السته المتحالفة هي سياسة قومجية شوفينية لاتقبل الاخر وإذا نجح اغلو سيكون مصيره القتل مثل الرئيس التركي الأسبق توركت اوزال، فالعقيدة الإسلامية والاتاتوركية القومجية وجهان لقناع واحد”.

وحول الصراع القومي الديني الذي تشهده تركيا رأي ظاظا “بدا موقف اوردغان قبل الانتخابات ضعيفا وسط ما تعانيه البلاد جراء معدلات تضخم هائلة، فضلا عن الآثار المدمرة التي خلّفها الزلزال والذي أسفر عن مصرع 50 الف شخص. ورغم كل هذه الويلات التي حلّت بالبلاد نال اوردغان اصوات  متقدمة ومتقاربة مع كليجدار اغلو وذلك لايمان المجتمع التركي وتمسكه بالعقيدة الإسلامية واستغلالها من قبل الإسلام السياسي، ومن هنا  فإن فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية ممكن لان رياح الشعارات الإسلامية جارفة خدٍاعة وسوداوية في إبادة ثقافة الشعوب”.

اعتبر ظاظا ان اردوغان خلال العقدين الفائتين أقام نظام حكم شبيه بالخلافة العثمانية من حيث الارتكاز على الممارسات القمعية والقتل والذبح والتنكيل بالشعب ونكران حقوق الآخرين في العيش المشترك حيث يوجد  في تركيا 35 مليون كردي فأعلن الحرب عليهم وزج بقادتهم في السجون. وهكذا هو الإسلام السياسي يعيش على جماجم الشعوب واردوغان منذ نشأته تربٍّى وعاش تربية إسلامية، مصدرها الفكر الإخواني الاسود”.