قريلان: على حكومة دمشق ألاّ تقع في الخطأ

/   نوس سوسيال الدولية – هاوار وكالات /

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

 

 

 


طالب عضو اللجنة التنفيذية في حزب العمال الكردستاني مراد قريلان حكومة دمشق بعدم الانجرار إلى السياسات التركية القذرة، مذكّراً بدور الكرد في حماية وحدة الأراضي السورية.

حديث قريلان جاء خلال حوار متلفز على فضائية (Stêrk TV)، تحدّث فيه عن الذكرى السنوية الـ 24 للمؤامرة الدولية واللقاءات الجارية بين روسيا، ودولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق.

وفي إجابته على سؤال متعلق بالمقايضات التي تجري على سوريا، قال قريلان ” إنّنا نتابع هذا. هناك مخططات مختلفة تتعلّق بحركة التحرّر الكردستانيّة، فقد كانت روسيا أيضاً متورّطةً في المؤامرة الدوليّة، ربّما لم تكن الفاعل الرئيس فيها لكنّها في كل الأحوال لعبت دوراً فيها. نحن نأمل ألّا تعادي روسيا حركة التحرّر الكردستانيّة، لكنّ الجميع يبحث عن مصالحه وهذه حقيقة في سياسات اليوم. ولكنّ التي أوصلت سوريا إلى ما هي عليها اليوم، هي سياسة رجب طيب أردوغان، فهو دمّر سوريا وجمع حوله جميع المرتزقة في سوريا وسعى إلى القضاء على السياسة الكرديّة، ثمّ قال: “سأصلّي في دمشق” أي أنّه عدو الشعب السوري”.

                      ‘السياسة الكرديّة لم تقف ضدّ سوريا’

وذكّر قريلان بمساعي دولة الاحتلال التركي لاستخدام الكرد في حربها على سوريا “في البداية كان لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب أيضاً علاقاتٍ مع تركيا. فقد زار الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم تركيا عدّة مرّات، حينها كانت هناك عملية وقف لإطلاق النار بيننا وبين تركيا. وُصفت تلك المرحلة بـ “الحل” لكنّها لم تكن كذلك. كان حزب العدالة والتنمية يعتبرها كجزءٍ من الحرب الخاصة. لكن مع ذلك كان هناك حوار. حينها أرادت الدولة التركية أن يحارب الكرد أيضاً دمشق. وقالوا بوضوح؛ سيطروا على قامشلو، ذاك الباب المفتوح لتركيا، باب الجمارك، سيطروا عليها وسنقدّم لكم كل شيء. بعدها في حلب؛ اضربوا النظام في حي شيخ مقصود لتسقط حلب، فقد أرادوا أن تسقط حلب ويستولوا عليها ويتّجهوا إلى دمشق”.

وأعاد قريلان إلى الأذهان الموقف الكردي الذي أسهم في بقاء سوريا ” لم يقبل الكرد بهذا، ويمكن القول إنّ أردوغان غيّر سياساته تجاه الكرد وروج آفا، وكان هذا أحد الأسباب، صحيح؛ قد لا تكون جميع الأسباب؛ لكنّها كانت إحداها. لقد أصرّت السياسة الكرديّة على نهجٍ معيّن، ولم تقف ضدّ سوريا، ولو فعلت ذلك لكانت سوريا قد سقطت. تتّجه سوريا اليوم وتلجأ إلى روسيا وإيران، لكنّ المسألة كانت منذ البداية أي منذ عامي 2012 و2013 فلو وقف الكرد مع تركيا كما أرادت لكانت سوريا قد سقطت. وإن كانت لم تسقط إلى اليوم، فهذا نتيجة السياسة التي انتهجها الكرد في روج آفا وإنشائهم اليوم لإدارةٍ ذاتيّة في شمال وشرق سوريا. لقد أدّت تلك السياسة إلى توحيد الكرد والعرب. وهكذا هزم العرب المؤيّدين للديمقراطيّة داعش، وإلّا لكان داعش قد سيطر على تلك المناطق. لكنّهم هزموه ومكّنوا سوريا من الصمود. هذه هي الحقيقة”.

وطالب حكومة دمشق “ألّا تقع في الخطأ. على بشار الأسد ألاّ يقع في الأخطاء، عليه النظر إلى التاريخ. فعلى سبيل المثال؛ كيف تمكّن السيّد حافظ الأسد من الصمود أمام كلّ هذه الهجمات، لقد تمكّن من ذلك بدعم الكرد له سواء بشكلٍ رسميّ أو غير رسمي”.

وتابع في السياق ذاته بالقول “مرّةً أخرى، لو تعامل صدّام الحسين مع الكرد وأنشأ العلاقات معهم، وأحدث بعض التغييرات، لربّما لما كانت نهايته بهذا الشكل، إنّ الكرد هنا مجتمع راسخ هنا، ولا ينبغي لأحدٍ أن يخطأ ويستهدف القاعدة التي تُبنى عليه وجوده. ونحن نأمل ألّا تخطئ حكومة دمشق هنا وألّا تعزّز من قوّة أردوغان. يضع رجب طيّب أردوغان اليوم تكتيكاتٍ انتخابيّة. إنّه في وضعٍ حرج الآن، فلم ينجح في سياساته تجاه سوريا، ومقاومة شمال وشرق سوريا هي أكبر سببٍ لذلك؛ أي أنّه فشل في سياساته في سوريا. لذا فهو مضطّر إلى مراجعة كلّ ما قام به سابقاً. لقد وجّه الشتائم، وقام بمختلف أنواع السوء وهو يسعى الآن إلى تخطّي كلّ ذلك، لماذا؟ لأنه لم يحقّق أي نتائج. كما أنّه يدخل مرحلة الانتخابات وهذا يجعله يخسر فيها. ولهذا يلقي بنفسه عند قدمي سوريا. وهنا على سوريا الردّ وعدم قبول ذلك. وفي حال قبلت بذلك فهي ترتكب خطأً كبيراً، إذ ستفقد صداقتها الدائمة مع مواطنيها. وعليها ألّا تقع في هذا الخطأ. إنّ هذا نظام فاشي ودمويّ يعادي سوريا والكرد وكافة أشكال السياسة الديمقراطية. إنّه مستاء جدّاً من التحالف الكردي- العربي، ولهذا يسعى إلى الهجوم، وعلى سوريا ألّا تقف معه بل ضدّه. ونحن نأمل أن يتعلّم النظام السوريّ من هذه التجارب وألّا ينخرط في سياسةٍ قذرةٍ كهذه. لقد اتّخذت شعوب المنطقة قرارها وستقف معاً ضدّ هذا الاعتداء الشوفيني والطوراني التركي. وسيقاومون في جميع الظروف وعلى الدوام، لقد اتّخذت الشعوب هذا القرار ونأمل أن تأخذ الحكومة السوريّة هذه الحقيقة بعين الاعتبار وتتجنّب الأخطاء.

نقلا عن وكالة هاوار الكردية