بقلم حسان يونس : بين فزعة حوران وفزعة القطان

 

 

 

شهدت سورية مؤخرا حدثا ثوريا حقيقيا، يعكس انتماءا بالغ العمق والروعة ومستوى عالي من

الوعي بمفاهيم التنمية المحلية هو “فزعة حوران” او “فزعة أهل الخير” التي انطلقت من بلدة

داعل وعمت كل مدن وبلدات درعا من ابطع ونوى والشيخ مسكين والسفيرة ….. وغيرها. حسب

المعلومات المتداولة تجاوز مجموع ما جمعه أهالي درعا 33 مليار  ليرة خلال أسبوع من انطلاق

الفزعة وهو رقم يتصاعد مع انضمام المزيد من المشاركين المحليين والمغتربين الطامحين إلى

تدوين أسمائهم في “سجل الكرام”.عشرات المليارات ستم انفاقها للنهوض بالواقع الخدمي في

مدن وبلدات المحافظة ( إنارة وتعبيد طرق ، خدمات ، مستوصفات ،مساعدة المحتاجين ، طاقة

شمسية ، آبار مياه …الخ ) دون الحاجة الى الاعتماد على موازنة مركزية محكومة بروتين

وبيروقراطية وفساد إداري وسياسي موجه وممنهج.لا نبالغ اذا قلنا ان درعا تطلق اليوم ثورتها

الحقيقية،التي أصابت بالعدوى عموم الشارع السوري، فالاصوات بدأت تتعالى في حلب ودمشق

وسائر المدن والمناطق “أين أنتم ايها الاغنياء؟”.غير بعيد عن فزعة درعا، اطلق رجل الأعمال

واامين سر غرفة تجارة دمشق وسيم القطان فزعته الخاصة فاقام عرسا في لبنان، كلف حسب

المعلومات المتداولة حوالي 750 ألف دولار واحياه مطرب العتابا راغب علامة.أثار عرس القطان لغطا

كبيرا، خاصة أنه أحد أثرياء الحرب وصاحب منصب شبه رسمي وخاصة أن هناك  ملابسات شابت

وصوله إلى أمانة سر غرفة تجارة دمشق وكان من بين المتدخلين في انتخابات غرفة التجارة، بغية

ايصاله، وزير التجارة الداخلية.هناك مفارقة كبرى بين فزعة درعا و فزعة القطان، مفارقة تلخص

المشهد السوري بكل ما فيه من كوميديا سوداء وتشير باصبع الاتهام إلى الطرف الباغي بكل وضوح ودون اي مواربة.