سوريا: بقلم بيار روباري/ قضية … وموقف يا أشباه المثقفين

————–

هناك مجموعة من أشباه المثقفين والسياسيين الكرد، مصابين بمرض عضالي مزمن إسمه: “المناطقية” و”التحزب الديني”، وهذا يشمل كل من غرب كردستان وجنوبها.
على مدى أكثر من ستين عامآ، وهو عمر الحركة الوطنية الكردية في غرب كردستان، ورغم عدد الأحزاب الهائل، إلا أن قيادة جميع هذه الأحزاب كانت من منطقة القامشلي هذه المدينة حديثة العهد، رغم أن إثنان من مؤسسي البارتي عام 1957 كانوا من عفرين.
بإستثناء حزبيين البارتي واليكيتي، لم يكن لأي حزب من هذه الأحزاب وهم بالمئات، وجود في منطقة عفرين الكردية العريقة، ولا في كوباني وحلب ومنبج والباب ودمشق والحسكة، حيث الثقل الكردي. لقد إختصر هؤلاء السياسيين الإنتهازيين الأوباش، غرب كردستان كلها في مدينة القامشلي وعامودا فقط.
هل تعلمون أن زعماء ستة أحزاب كردية هم من مدينة واحدة وهي من أصغر من مدن غرب كردستان، هذا إن إعتبرناها مدينة بالأساس.

لم نجد كرديآ علويآ أو زاردشيآ أو أيزيدآ مباركآ، في قيادة تلك الأحزاب الخلابية، هذه ليست صدفة، وإنما سياسة ممنهجة من قبل العنصر الكردي المسلم (السني)، لأنه يرى في نفسه فقط الكردي الجيد والوطني وكل من عدا أقل شأنآ وقيمة.

وهذه الفكر والثقافة المريضة المقية، إنتقلت وللأسف إلى ما يدعون أنهم مثقفين، وفي الحقيقة هم أشباه أميين، وأخذوا يمارسون نفس تلك الممارسات المناطقية القذرة والعهر، وحاولوا ويحاولون بدورهم إختصار غرب كردستان في ذات المدينتين.
وإذا كان هناك عشرة مثقفين في غرب كردستان، وبرأي العدد لا يزيد على ذلك، فبالتأكيد أربعة منهم من منطقة عفرين وأنا على رأسهم. هذه المنطقة العريقة بتاريخها وإرثها الإنساني العظيم، وهي منطقة كردية خالصة وإسمها الصحيح (جيايه كرمينج). وعندما أتحدث عن منطقة عفرين، بالضرورة يكون الحديث عن جبل ليلون، الذي يضم بين جنباته مئات المعابد الزاردشتية والأيزيدية والأديرة والقلاع، والمدن القديمة كمدن الهوريين والكوتيين والجوديين.

هناك يجب القول، حزب الإتحاد “ديمقراطي”، التنظيم السياسي الوحيد، الذي لم يمارس هذه السياسة المناطقية البغيضة، وبدليل أن مسؤولي هذا الحزب من مختلف مناطق غرب كردستان.

بسبب هذه الثقافة المناطقية المقية، كان رفضي الإنضمام إلى أي تجمع من هذه التجمعات، بغض النظر عن أسمائها وألوانها. ولا واحد منهم يعبر عني ولا أعترف بأي شيئ يصدر عنهم. وهؤلاء ليسوا سوى أبواق رخيصة لهذا الحزب أو ذاك. و90% منهم أشباه مثقفين، لأن المثقف بالضرورة أن يكون مستقلآ وأن يكون ضليعآ باللغة التي يكتب بها (الكردية والعربية)، وهؤلاء مريدين و99% منهم لا يتقنون اللغتين.
وأتحداهم في برامج تلفزيونية حية ومباشرة على الهواء، لكشف عورة هؤلاء الكذابيين، الذين يدعون الثقافة زورآ وبهتانآ. لأنه ليس كل من وضع عشرة أوراق فوق بعضها البعض، ووضع لها غلافآ ملونآ وإسمآ، أصبح كاتبآ أو باحثآ أو شاعرآ أو روائيآ.

ومن هنا أقول على الملأ، أي بيان أو تصريح يصدر بإسم تجمع يحمل إسم “مثقفي كردستان” أو إسم “مثقفي غرب كردستان” لا يمثلني ولا يعبر عن رأي نهائيآ. وأنا واثق من أن هناك العشرات من الإخوة المثقفين يوافقونني الرأي.
ولا قيمة لتلك البيانات التي يصدرونها، لأنها تعبر فقط عن أراء اولئك الأشخاص، الذين يصدرونها لا أكثر. وعليهم أن يتوقفوا بالحديث بإسمنا. لأنه لم يكلفهم أحد بذلك، ولم يمنحهم هذا التفويض. وأي حديث بإسمنا يعتبر قرصنة وتزوير في وضح النهار.

في الختام، إن الهدف من هذا البيان، هو القاء الضوء على هذه القضية، ووضع أبناء شعبنا الكردي في الصورة كي يكونوا على دراية، بأن كل ما يصدر من تصريحات وبيانان عن هذه الجهة أو تلك، قطعآ لا تمثلنا، فهي تمثل أصحابها فقط. وفي الواقع لا يوجد إتحاد لمثقفي كردستان، فما بالكم بغرب كردستان؟! كل ما تشاهدونه، مجرد دكاكين للإسترزاق لا أكثر، مثلها مثل الأحزاب الكردية في غرب كردستان.

14 – 03 – 2020
——————-