نوس سوسيال : واشنطن تستهدف صناعة المسيّرات الإيرانية بإجراءات جديدة

                                           / تقرير : نوس سوسيال  /

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

 

الطائرات المُسيرة الإيرانية معادلة خطيرة في أمن الشرق الأوسط

يقول خبير أمريكي إن حماس استخدمت مؤخراً طائرات إيرانية مُسيرة جديدة. كما اخترقت مُسيرة إيرانية، قادمة من سوريا، المجال الجوي الإسرائيلي. وحذر من ذخائر إيران الدقيقة وإمكانية توظيف وكلائها في الشرق الأوسط.

    

                                        الطائرة الإيرانية المسيرة شهيد-129

قبل شهر ونصف الشهر، اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا إيران بتنفيذ هجوم بطائرة مُسيرة استهدف الناقلة “ميرسرستريت” قبالة خليج عمان. وأدى الهجوم إلى مقتل اثنين من طاقم الناقلة.

ويوم السبت الماضي (11 سبتمبر/ أيلول 2021)، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس من أن إيران ” تقوم بتدريب ميليشيات من العراق واليمن ولبنان وسوريا على استخدام طائرات مُسيرة متقدمة، في قاعدة تدعى كاشان”.

“طائرات مداها آلاف الكيلومترات”

ويقول الدكتور سيث فرانتسمان، المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليلات السياسية، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية، إن غانتس أطلق هذا التحذير في المؤتمر السنوي للمعهد الدولي لمكافحة الإرهاب بجامعة رايخمان، حيث قال إن “إيران تطور إرهاباً بالوكالة تنفذه جيوش إرهاب تساعد إيران في تحقيق أهدافها الاقتصادية والسياسية والعسكرية”. وأضاف: “تعتبر الطائرات المُسيرة التي يبلغ مداها آلاف الكيلومترات إحدى أهم الأدوات التي تستخدمها إيران ومن يعملون لحسابها. وهناك مئات من هذه الطائرات منتشرة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. كما تحاول إيران نقل التقنية المطلوبة لإنتاج الطائرات المسيرة إلى غزة”.

ويضيف فرانتسمان أنه في مايو/ أيار الماضي، استخدمت عناصر من حماس طائرات إيرانية مُسيرة جديدة لأول مرة. وقد اسقطتها إسرائيل باستخدام نظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية” . كما اخترقت طائرة مُسيرة إيرانية، قادمة من سوريا، المجال الجوي الإسرائيلي في مايو/ أيار واسقطتها إسرائيل أيضاً.

ويرى فرانتسمان أن تهديدات المُسيرات الإيرانية واستخدامها من قبل جماعات في العراق وسوريا ولبنان واليمن أصبح سمة من سمات الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة. وغالباً ما يستخدم الحوثيون الذين تدعمهم إيران في اليمن المُسيرات ضد المملكة العربية السعودية.

واستخدمت إيران المُسيرات لمهاجمة منشأتي نفط في محافظة بقيق السعودية في سبتمبر/ أيلول عام 2019.

تحذيرات من ذخائر إيران الدقيقة والوكلاء

وعلاوة على ذلك، تستهدف المليشيات الموالية لإيران في العراق القوات الأمريكية من حين لآخر باستخدام المُسيرات. وكان الهجوم بطائرة مُسيرة على مطار أربيل الدولي شمالي العراق، والقريب من قنصلية الولايات المتحدة في المدينة، في 11 سبتمبر/ أيلول الجاري هو أحدث تلك الهجمات. وقال غانتس إن” قاعدة كاشان في شمال مدينة أصفهان تستخدم لتدريب إرهابيين من اليمن والعراق وسوريا ولبنان. ويتم تدريب هؤلاء الإرهابيين على استخدام المُسيرات التي تنتجها إيران. وتعتبر هذه القاعدة نقطة رئيسية يتم منها تصدير الإرهاب الجوي إلى المنطقة”.

ويقول فرانتسمان إن هذا يعتبر تحولاً مهماً لأن إسرائيل تزعم أن إيران تدرب مشغلي الطائرات المُسيرة الآن في إيران.

يشار إلى أن إسرائيل تصعّد الآن من الحديث عن خطر المُسيرات الإيرانية، بعد سنوات من دقها ناقوس الخطر بالنسبة للذخائر الإيرانية الموجهة الدقيقة. وفي ذلك الوقت، كانت إسرائيل تشعر بالقلق من أن إيران تقوم بنقل هذه الذخائر من العراق إلى حزب الله في لبنان، عبر سوريا، أو أنها حتى تسعى لقيام حزب الله بإنتاجها محلياً.

وأوضح فرانتسمان ان الذخائر الدقيقة، بما في ذلك المُسيرات، يمكنها استهداف البنية التحتية الاستراتيجية، مما يعني أنها تمثل تهديداً أكبر. كما حذر من استخدم إيران للوكلاء في المنطقة.

               البيت الأبيض يستهدف الطائرات الإيرانية

قال البيت الأبيض الأربعاء إن الولايات المتحدة تبحث وسائل لاستهداف إنتاج الطائرات المُسيرة الإيرانية من خلال فرض عقوبات وضوابط على التصدير.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون، في بيان إن واشنطن “تتواصل مع شركات خاصة تُستخدم أجزاء من إنتاجها في إنتاج تلك الطائرات الإيرانية“.

وأضاف البيان: “نقيّم الخطوات الإضافية التي يمكننا اتخاذها فيما يتعلق بضوابط التصدير لتقويض وصول إيران إلى التكنولوجيا المستخدمة في الطائرات المُسيرة“.

وفرضت الولايات المتحدة في السابق عقوبات على شركات وأشخاص اتهمتهم بإنتاج أو نقل طائرات مُسيرة إيرانية تستخدمها روسيا في عمليتها العسكرية بأوكرانيا.

واتهم الغرب طهران بتزويد روسيا طائرات انتحارية بلا طيار، كما تحدث البيت الأبيض سابقا عن وجود جنود إيرانيين في شبه جزيرة القرم لمساعدة الروس في التعامل مع هذه الطائرات.

                                     المسيّرات الإيرانية

  • في نوفمبر الماضي، أظهرت معلومات استخباراتية تم جمعها من طائرات بدون طيار إيرانية تم إسقاطها في أوكرانيا أن غالبية أجزاء الطائرات يتم تصنيعها من قبل شركات في الولايات المتحدة وأوروبا ودول حليفة أخرى.

  • وأثارت المعلومات القلق بين المسؤولين والمحللين الغربيين، ودفعت الحكومة الأميركية إلى إجراء تحقيق، وفقا لأشخاص مطلعين على المسألة والوثائق التي راجعتها صحيفة “وول ستريت جورنال”.

  • تقدر المخابرات الأوكرانية أن ثلاثة أرباع مكونات الطائرات الإيرانية المسيرة التي أسقطت في أوكرانيا هي أميركية الصنع.

  • جاء التوصل إلى هذه النتائج بعد أن أسقط الجيش الأوكراني العديد من الطائرات بدون طيار، بما في ذلك طائرة إيرانية بدون طيار من طراز مهاجر-6.

  • تم التحقق من المكونات، التي حددتها المخابرات العسكرية الأوكرانية، من قبل منظمة غير ربحية مقرها كييف قامت بتفتيش الطائرات.

  • عرضت المنظمة التي تشمل خبرتها تقييم العقود والأسلحة العسكرية، تقريرها إلى صحيفة “وول ستريت جورنال”.

  • من بين أكثر من 200 مكونا تقنيا حددها المحققون الأوكرانيون والتي تشكل الأجزاء الداخلية للطائرة بدون طيار التي تم الاستيلاء عليها، تم تصنيع نصفها تقريبا بواسطة شركات مقرها الولايات المتحدة، وحوالي الثلث بواسطة شركات في اليابان، وفقا للتقرير.