القمة العربية الصينية.. نقطة انطلاق لعالم جديد

                                     /   متابعة:نوس سوسيال الدولية  /

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

 

                     القمة بعيون خبراء: 

أمل عربي بالعودة إلى النهضة والتقدم بعد قمة عربية صينية اختتمت أعمالها بالمملكة العربية السعودية مساء أمس الجمعة.

خبراء أكدوا لـ ” نوس سوسيال الدولية ” أن القمم العربية مع الصين تشكل نقطة انطلاق جديدة، مشددين على أن البيان الختامي الصادر عن القمة يشير لنجاح العرب في ضم الصين للمطالبين بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، ودعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بالإضافة لإيجاد حلول سياسية للأزمات سوريا وليبيا واليمن تحفظ وحدتها وسيادتها، ورفض التدخلات الأجنبية في هذه الدول ومواجهة التنظيمات الإرهابية. 

المحلل السياسي السعودي جهاد العبيد، قال يتضح من البيان الختامي جدية العمل على تطوير العلاقات بين الدول العربية والصين، والرغبة في مشاركة بكين في القضايا الإقليمية، سواءً إيران أو فلسطين أو قضايا الأمن المائي لمصر والسودان.  


البيان الختامي للقمة العربية الصينية.. خارطة تعاون وتكامل ودعم للسلام

وأضاف أن البيان كان واضحاً في تطوير الاستثمار بين الطرفين والاشتراك بشكل مباشر مع الصين في طريق الحرير، مشيرا إلى أن الدول العربية تعي أن التغيّر في النظام العالمي بدأ، وتريد المشاركة في ذلك، وكذلك تعي الصين أن المنطقة تزخر بالفرص الواعدة، وكلاهما يعارض أي ضغط خارجي لتقرير المصير أو التوجه، ولذلك شدد البيان الختامي على رفض المعايير المزدوجة في التعاطي مع قضايا الدول وتسييس حقوق الإنسان، واتباع نهج متوازن لتعزيز النمو في الاقتصاد العالمي.

وأوضح أن التشديد والتأكيد على سياسة الصين الواحدة ورفض استقلال تايوان بأي شكل من الأشكال رسالة راحة تحصل عليها بكين في موقفها تجاه الاستفزازات الغربية.

جسر بين الشرق والغرب

ومن جانبه، أكد الكاتب ورئيس تحرير صحيفة “البلاد” السعودية، حمد صالح مطبقاني، أن القمة السعودية الصينية دعمت توجه المملكة لتوظيف موقعها الحيوي، لتكون جسرًا بين الشرق والغرب يربط بين قارات العالم، وذلك من خلال “خطة المواءمة” بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية .

وأضاف في حديثه لـ” نوس سوسيال الإخبارية” أن القمة تمخضت عن (12) اتفاقية ومذكرة تفاهم حكومية للتعاون في مجالات الطاقة الهيدروجينية، والقضاء، وتعليم اللغة الصينية، والإسكان، والاستثمار المباشر، والإذاعة والتلفزيون، والاقتصاد الرقمي، والتنمية الاقتصادية، والتقييس، والتغطية الإخبارية، والإدارة الضريبية، ومكافحة الفساد، بالإضافة لـ 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين القطاع الحكومي والخاص.

وشدد على أن قمة العربية الصينية للتعاون والتنمية، حدث مفصلي في تاريخ العلاقات الصينية العربية، وإنها دبلوماسية السعودية في “القمم المتزامنة” حيث انعقدت ثلاث قمم حضرها أكثر من 30 قائد دولة ومنظمة دولية.

وشدد على أن البيان الختامي كرس تاريخاً طويلاً للعلاقات الصينية – العربية والعلاقات الصينية – الخليجية وتكريس للصداقة التاريخية بين الصين وبين الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي.

                                       خارطة طريق

وفي السياق ذاته، قال الكاتب والمحلل السياسي والاقتصادي السعودي علي الحازمي، إن البيان الختامي خارطة طريق للعلاقات العربية الصينية في المجمل ومرحلة جديدة للتعاون بين البلاد العربية وبكين.

وأضاف الحازمي في حديثه لــ” العين الإخبارية” أن القمة والبيان الختامي نجح في الحصول على توافق مع الصين في القضايا العربية وطريقة حلها أبرزها الأزمة الفلسطينية.

وأوضح أنه من الجانب الاقتصادي فإن الشراكة بين دولنا والصين وتبدأ من 2023 إلى 2027، خاصة أنه خرجت باتفاقيات تطبق على أرض الواقع بدلا من مذكرات تفاهم، وهذا مكسب كبير، فالصين تؤمن بأن العرب شريك مهم، وهناك فوائد كثيرة ستعود على منطقتنا بشكل عام.

ولفت إلى أن البيان الختامي أرسل رسالة واضحة أن مصير الصين والعرب مشترك، والدول العربية جزء لا يتجزأ من التطور السعودي، موضحا أن كافة الدول العربية اجتمعت منفردة مع الجانب الصيني، لافتًا إلى أن الفوائد ستشمل المجالات الاقتصادية، وحتى عوائد المستوى الأمني والسياسي، خصوصًا أن الصين ذات ثقل سياسي واقتصادي مهم، ولها تأثير في المنطقة بشكل أو بآخر.

ورجح المحلل السياسي والاقتصادي السعودي أن تشهد الفترة المقبلة زيادة وتسارع ونمو كبير في قيمة التبادل التجاري العربي الصيني، متابعا ربما تكون الثورة الصناعية الرابعة وتبعاتها التكنولوجية واحدة من الصناعات التي سوف تعمل عليها الصين ودولنا العربية مستقبلاً.  

     القمة الثنائية الصينية السعودية.. والقمة الخليجية الصينية


انعقدت 3 قمم صينية عربية في العاصمة الرياض، خلال الفترة الممتدة من 7 إلى 10 ديسمبر الجاري، بحضور 30 قائد دولة ومنظمة دولية، برئاسة العاهل السعودي وولي عهده والرئيس الصيني.

 قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية، وقمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية أيضا, بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.

وتم خلال القمتين مناقشة سبل تعزيز العلاقات المشتركة في المجالات كافة، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي. وعلى هامش القمة السعودية الصينية، وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والصين، وخطة المواءمة بين رؤية السعودية 2030.واعلن إطلاق جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين.

و قد شارك كل من الرؤساء العرب في هذه القمة العربية الصينية، الرئيس التونسي قيس سعيد، وهي القمة العربية الأولى من نوعها، تمتد من 8 إلى 10 ديسمبر 2022، تلبية لدعوة الملك سلمان بن عبد العزيز. حضر ها الرئيس  المصري عبد الفتاح السيسي , كما حضرها الرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني، ، يرافقه عدد من الوزراء وكبار المسؤولين. وأمير دولة  قطر تميم بن حمد ,  الرئيس الوزراء العراقي  محمد شياع السوداني على رأس وفد حكومي رسمي, و  ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي, كما يشارك في القمة رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان،و الملك حمد بن عيسى, وممثل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة , وتأكد غياب كل من سلطان عمان هيثم بن طارق ويشارك نيابة عنه نائب رئيس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد، وفق وكالة الأنباء الرسمية، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ويشارك نيابة عنه رئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن، وفق وسائل إعلام محلية.

كما يشارك ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح موفدا من أمير البلاد، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في ظل الفراغ الرئاسي، إضافة إلى نظيره العراقي محمد شياع السوداني، وفق وسائل إعلام محلية.

                   لماذا القمة الصينيةالعربية  ؟

قمة زعماء مجلس التعاون لدول الخليج العربي في الرياض، بمشاركة الرئيس الصيني شي جين بينغ.

تهدف مشاركة شي في القمة الإقليمية إلى تأكيد توسيع علاقات الصين مع دول المنطقة تعميقها، بالتوازي مع تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.وصلت المفاوضات بشأن إنشاء منطقة تجارة حرة بين الصين والدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلتها النهائية.

في دول مجلس التعاون الخليجي، يُنظرون إلى الولايات المتحدة، بشكل متزايد، كشريك غير جدير بالثقة. كما تريد الدول العربية الاستفادة من العالم متعدد الأقطاب الجديد. بالمناسبة، سيساعدهم هذا في تعزيز مواقفهم في المفاوضات مع الولايات المتحدة، التي لن يقطعوا العلاقات معها، بطبيعة الحال. ربما تكون الورقة الرابحة الرئيسية لواشنطن هي استمرار وجودها العسكري القوي في جميع دول المنطقة. فالجيش الأمريكي يُعد رادعًا قويًا. ولعل الرياض ترغب في التحول من الدولار إلى اليوان في بيع النفط، لكنها لا تستطيع القيام بذلك بسبب القواعد العسكرية الأمريكية على أراضيها. بطبيعة الحال، لا يسع بكين إلا أن تفرح بتدهور العلاقات بين الحلفاء القدامى، وهي مستعدة في أي لحظة لملء الفراغ الذي قد ينشأ بعد الانسحاب الأمريكي.

لا شك في أن طريق التعاون بين بكين والرياض لا يسير في اتجاه واحد. فضرر سعر النفط الباهظ لا يقتصر على الولايات المتحدة، فالصين أيضا تتضرر منه. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الصين بعلاقات وثيقة مع إيران، الخصم الرئيس للمملكة العربية السعودية. ولا ينبغي أن ننسى أن الصين غير قادرة على تقديم بديل عن الدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة للمنطقة.

بالمناسبة، ينبغي الاعتراف بدقة حسابات واشنطن، على الأقل في العلاقات مع السعوديين. فالولايات المتحدة لا تطلب من الدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، التخلي عن المفاضلة بينها وبين الصين، إنما على الأقل أن تكون “عقلانية” و”حذرة” قليلاً وأن تفكر في العلاقات التي تقوم ببنائها مع الدول الأخرى.

 

 متابعة: وكالات –  نوس سوسيال الدولية                

كتب حسن ظاظا