اللاذقية: بقلم الكاتبة السورية سمر دواي / هلوسات دموع ليلة العيد

كلّ شيءٍ غائبٌ هذا المساء ..فستانُ العيد..طاولةُ العشاء..كأسُ الفرحِ المعتّق ..آهات تمردت حدَّ الاختناق لتزفرَ انفاساً مسعرة وخلعُ رداءٍ بازدراء !

خالجه صمتٌ يعتصر شوقاً
دقائق مسعورة .. ها هو رقّاص ساعة الحائط يركض لاهثاً لاجتياز حدود عالم الأمس كي يصافحَ العالم عاماً جديداً .
يقفَ الزمن خلسةّ على عتباتِهِ كلّ ما فيه مجهول.. أرقامٌ رماديّة فقط تزّين كرّاستنا المدرسيّة .عصفُ ريح..زلزلة أصوات ..هي حرب…؟ لا أعلم!!.. عام يقضم من أجسادنا أملاً جديداً .. ينهش أرواحنا بشهية !.تشيخ ذكرياتنا !!
ليلة السنة.. ..باندول الزّمن يناظرني حدّ القهر، أرقبه ُُيُمنة ويُسرة أتجرّعه حدّ الثّمالة والخمد .. تبكي ذاكرتي دماً !!.حربٌ عاهرة ..شهيد يناشد شهيد ..سماء تذوب قهراً .. قمر يحترق، ينير درب مسافات جنة للخلود ..
وحيدة أنا يلتحفني رداءَ الخوف ..البرد ..الوجع.. قشعريرة تلاعبني ..قهقاتُ حيطان بائسة .. أهتزُ بكرسيّ غريبةٌ ، أرقبُ ستائرَ ترتجف ..شباك ينهمر حزناً .. هلوسات حلمٍ تحدى الأرقام ..
أيّ زائر أنت! ثقيل الخطى ،طاووس بألف لون ولون!…… علتِ الصيحات 4-3-2-1 دقّت السّاعة .. جنّ الليل ، سقطت نجوم السماء ..تراقصت الغيمات أملاً لا ينتهي ..القمر ؟!غاب تلك الليلة! كعادته منذ أعوام في قريتي الموجوعة .
تسابقت دموعي ! خجولة ضيفتي الوحيدة همساتها لا تفارقني؟.. غداً أجمل ياصديقتي ..لمعت عيوني تيهاً وحباً ..تاهت الدمعة لتنساب فوق وجنتيّ المحمرة لتواصل حلمها …!طموحها ..تحلق بعيداً بعيد تعتكز خيط أمل وابتسامة تشق بعمق طريقها .. عام جديد .. بدل فستانه بآخر … نعم أتذكر! ..لا .. لا أتذكر! هل ارتداه يوماً؟؟ أو أن يومي لا يجد ترجمان الزمكان … حتماً سينزعَ الليلُ جلبابه وتدقّ نواقيس قريتي لتحركَ النواميس النائمة ، لعلها ترقص وأرقص معها يوماً ما في عامنا الجديد !؟