كُنْ على حذر، تعقّبْ الأثر التركي… وفشل أردوغان

 

/   تقرير : نوس سويال /

                                                                   ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

 

كتب أليكسي بوديموف، وبيوتر نيناروكوف، في “فوينيه أوبزرينيه”، عن ضرورة الحذر من احتمال غدر تركيا بروسيا.وجاء في المقال: لا يمكن لأنقرة الرسمية ورجب طيب أردوغان شخصياً إلا أن يزعجوا واشنطن، وبالتالي حلفاء تركيا في الناتو. ومع ذلك، فلا رفض الانضمام إلى العقوبات ضد روسيا، ولا التوسط في الصراع مع السلطات الأوكرانية الحالية، وهو في الواقع مشكوك فيه للغاية، يلغيان الشيء الأهم. فما هو هذا الأهم؟ الأهم هو أن تركيا لم تكن، ولن تكون أبدا، حليفة لروسيا. هي شريك مخلص يمكن التعامل معه، إن أمكن، بندية، أو على الأقل بمنفعة متبادلة. ولكن ليس أكثر.

في الوقت نفسه، فإن “السيل التركي”، خلاف “السيل الشمالي”، يكتسب جميع التفضيلات الممكنة في ظل أزمة الطاقة. وأخيرا، فحتى السفن التي تحمل الحبوب الأوكرانية ذهبت إلى مضيق البوسفور. ومع ذلك، وعلى الرغم من التزام ضباط الأركان العامة في روسيا بالصمت، فقد أصدر العديد من الخبراء العسكريين تحذيرات جدية، في الواقع. والسؤال، أليس يخفي هذا العمل الإنساني تحضيرات لعملية خاصة لضرب جسر القرم؟ ففي نهاية المطاف تراهم في تركيا مستعدون دائما لوضع قدمهم أمام أرجلنا ودعثرتنا، وإذا لزم الأمر، الاعتذار منا بعد ذلك.لا تزال أمثلة القسوة حية وقريبة في الذاكرة. لقد قتلوا طيارنا، وقتلوا سفيرنا … فحاولوا معي تقديم مثال عن فعل مشابه واحد على الأقل جرى من جانبنا.وهكذا، فهل ستبتلع القيادة الروسية حقا بناء مصنع في أوكرانيا لإنتاج الطائرات التركية المسيرة؟

 

مهمة أردوغان محكوم عليها بالفشل: العملية الخاصة في أوكرانيا ستنتقل إلى العام 2023

 

 

تحت العنوان أعلاه، كتب ميخائيل روستوفسكي، في “موسكوفسكي كومسوموليتس”، حول محدودية قدرة أردوغان، والمؤشرات الواقعية التي تفيد بأن الصراع في أوكرانيا سوف يستمر لفترة طويلة.

وجاء في المقال: سافر الرئيس التركي أردوغان، بعد لقائه مع الرئيس بوتين مؤخرا في سوتشي، إلى لفوف بأوكرانيا في مهمة سلام ووساطة للقاء زيلينسكي والأمين العام للأمم المتحدة.

يمكن لأردوغان تحقيق اختراقات تكتيكية في المفاوضات (وسيكون هذا أيضا إنجازا كبيرا)، إنما، من الناحية الاستراتيجية، سوف ينتقل الصراع في أوكرانيا، بل والصراع الأساسي الأكبر بين روسيا والغرب، بالتأكيد إلى العام 2023. والعام 2024 على بعد خطوة من العام 2023، وهكذا عاما بعد عام.

لا أحد من الطرفين (روسيا والغرب) مستعد للاتفاق على حل دائم وراسخ. فببساطة، ليس هناك مجال لحل وسط يناسب الجميع بشكل أو بآخر. وبدلاً من ذلك، فإن كل جانب مصمم على مواصلة الضغط على الآخر.

موسكو، عازمة على ترتيب “شتاء مفرح” لأوروبا، تستمتع فيه بنقص الطاقة وما ينجم عن ذلك من مشاكل اقتصادية وسياسية؛ والغرب، مصمم على تسريع إعادة تسليح قوات كييف وتجهيزها. وهكذا، فحتى لو كان هناك هدوء نسبي أو حتى كامل في الخريف والشتاء، كما يتوقع بعض الخبراء، فمن المرجح أن تستأنف الأعمال القتالية بقوة متجددة في الربيع.

هل هذا كله يجعل جهود أردوغان عديمة الجدوى؟ لا، الأمر ليس كذلك. فكما سبق أن كتبت، حتى المواجهة يجب أن تكون تحت السيطرة، وضمن الالتزام بقواعد معينة. زعيم تركيا هو السياسي الوحيد القادر على توفير قدر نسبي على الأقل من هذه القابلية للإدارة. إنما، من المهم جدا الآن عدم المبالغة في التوقعات.