[
في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها المواطن السورييمكن القول وصفه أن البقاء على قيد الحياة يمكن وصفه بالمعجزة والقادم ربما يكون أسوأ
فإضافة الى الفقر والتشرد مع مظاهر الغنى الفاحش يشعر المواطن برعب من الآتي في ظل تعامي المجتمع الدولي عن الكوارث المعيشية في سورية التي أصبحت بوابة الأمل لإنجاز شراكة روسية أمريكية تركية متفق عليها
ووفقا لخريطة حديثة فإن سيطرة القوى على الأرض باتت معروفة ففي الشمال تركيا وفي شرقي الفرات أمريكا وباقي المناطق تخضع لسيطرة المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية وايران وروسيا ولا قرار للسوريين على أرضهم فالسوري اليوم بات رهنا للصراعات الدولية وكل حل سياسي مرهون بتفاهمات الدول المحتلة وفي ظل هذا الصراع المحتدم تناسى العالم المتحضر مأساة شعب شرد وأفقر وهجر قسرا
وما الهجوم الكاسح الذي يشنه اليوم اردوغان في الشمال السوري إلا جزء يسير من المخطط المتفق عليه في ظل اشتباك المصالح حيث تكمن أولويات تركيا في منع تشكيل منطقة مستقلة للأكراد على حدودها وتواجه خطرا محدقا من قبل روسيا وهي باعتقادي الفائز الوحيد من هذه اللعبة التي تسمى اشتباكات المصالح المتفق عليها مسبقا
لكن ماهي عواقب اللعب على دول الاتحاد الأوروبي وهو الملتزم بميثاق حقوق الإنسان وقوانين اللجوء ؟
هذا الميثاق رفضته اليوم كل من اليونان وبلغاريا أمام لعبة أو ورقة تدفق اللاجئين التي لعبها اردوغان بجدارة بهدف جر أوروبا الى المستنقع السوري وهو ما يستبعده الاتحاد الأوربي بدوله المتعددة حيث ان الخوض في هذا المستنقع غير معروف النتائج ولن ينجرف الاتحاد الأوربي الى الوقوع في هذا المستنقع الآسن ، كما انجرفت روسيا التي لم يكن تدخلها في سوريا إلا لغايات استراتيجية تتعدى حدود البلد من خلال السيطرة الكاملة على سوريا بدء من ميناء طرطوس ومناجم الفوسفات وحقوق التنقيب عن الغاز والبترول واتفاقات طائلة فرضت فرضا طبقا للمصالح الضيقة وعلى حساب دمار الدولة وإنهاك الشعب وإفقاره .. لكن هذه السياسة الضيقة مازالت مرهونة بتفاهمات وصراعات الدول المحتلة الأخرى فكل دولة لها نصيب من الكعكة السورية .
* الكاتب والصحفي السوري ومدير تحرير جريدة الفداء اليومية في مدينة حما ه ========= علي عادلة كاتب وصحفي سوري في جريدة تشرين والفداءومدير مكتب جريدة الديار اللبنانية في سوريا