بقلم الكابتن جورج خزوم : استيقظوا يا أبنائي الدم لم يجف بعد

 

درجت المسيحية منذنشأتها أن تحمل لواء الشهادة المتمثل بالصليب, وهو العلامة الفارقة لأتباع الناصري شهيد الجلجلة, (( من لايحمل صليبي ويتبعني لايستحقني )) إنها ذكرى مجازر السيفو لإبادة شعبنا السرياني التي تعرض لها أباؤنا وأجدادنا في منتصف العقد الثاني من قرن العشرين الماضي من سلطات الخلافة الإسلامية المزيفة العثمانية الحاقدة, التي طالت الشعبين السرياني والأرمني والمسيحيين عامة, ( جريمة لاتغتفر بحق شعب آمين مسألة فيهانظر )… فيهاآلام وآحزان وجراحات التاريخ الذي لاينسى عند شعبنا السرياني الجريح, عبر تاريخ عثماني للطورانية المقيتة تخجل الإنسانية ذكرها لشدة المأسي التي تعرض لها الشعب السرياني والأرمني المسيحي, فإن الخلافة الإسلامية العثمانية المزيفة تسترت بالدين ومارست أبشع جرئم التاريخ وأمام هذه الصورة المؤلمة الذئاب والأسود والنمور والوحوش أكثر رحمة من العثمانية الطورانية المجرمة التي طالت فيما بعد الشعب الكردي أيضا.

وأمام هذا الواقع لابد هنا أن نقول : استيقظ يابني فما تسمعه لم يكن حلما.. جدتك تصيح.. يا للمصير وهي تسحل وتشد من شعرها على طرقات المنافي… وأجدادك صلبوا بالمئات.. هذا غيض من فيض, ولكن من المعيب والمخجل أيضا, كل ماحصل لاعين تدمع..ولاقلب يخشع, وأذن تسمع ولا حواس تتحرك وتدافع عن ناس أبرياء, لاذنب لهم سوى كونهم مسيحيين.الهدف هو محو وطمس الوجود الهوية المسيحية في المنطة.لقد تحولت نهارات المسيحية إلى ليال من ظلام وظلم وطغيان..ومازال الجرح ينز ف وكل شئ بالتاريخ محفوظ بما فعل وجرى, ونحن المسيحيون هنا في شمال شرق سوريا الوطن الغالي شردتنا مجازر السيفو وبطش الطورانية الحاقدة والخلافة الإسلامية المزيفة بكل شعاراتها الدينية, والسؤال هنا  : أين العدالة على الأرض ؟.. وأين المواقف الإنسانية للدول الكبرى ؟.. من قتل الأبريا85ء ؟.. ويبقى السؤال الأكبر : هل ذرفت البشرية دموع الأسى والندم ..؟.. على أمة أعطت العالم حضارة عريقة وفكرا وإبداعا… حضارة مابين النهرين أغنت الحضارات الإنسانية بعلومها وفنونها, وبقيت مجازر السيفو في ذاكرة الشعب السرياني المسيحي آلام ومآسي مريرة وقاسيةما بين أعوام مليئة بالأحزان وآهات الجراح من عام / 1885- 1915/  ارتكب خلالها بني عثمان مجازر وحشية بربرية بالفتل والذبح بيد المجرم السفاح العثماني القائد العام أنذاك طلعت باشا وزير داخلية

السلطنة العثمانية التي جعلت من الدين ستارة للقضاء على شعوب المنطقة من مسيحيين و يزيديين و آشور وكلدان وأرمن وكرد أيضا, وقد أعلن طلعت باشا قائلا : لم أعدأتحمل المسيحيين في بلادي, وما ذكرناه ليس إلا غيض من فيض ونقطة دم من بحر الدماء التي سفكت وسالت في حرب الإبادة بحق شعبنا السرياني البرئ المسالم المستمد ثقافة المحبة والسلام من أجداده حضارة بين النهرين حضارة الثقافة والعلم والحب والسلام,
إن هذه المجازر ذهب ضحيتهاأكثر من مليونيين مسيحي, وهذا مما أوجد خلل ديمغرافي في التركيبة السكانية للمنطقة في المدن والقرى المسيحية, وبالتالي سبب إضعاف للوجود المسيحي, وتحول هذا الشعب, من شعب أصيل في وطنه التاريخي إلى أقلية دينية, وبالرغم من كل ما حصل من مجازر وقتل وذبح وإبادات جماعية, (( فنحن الشعب السرياني باقون وصامدون )).. وفتشوا التاريخ بإ نه سيعلمكم بإننا شعب مثل المسيح لايموت أشجارنا ستذهر في كل ربيع.. نسقي أشجارنا وزهورنا مروية بدماء القديسة الشهيدة فبرونيا … يا أبناء شعبنا السرياني العظيم مدوا أياديكم لنرمم بيتنا من جديد,فنحن باقون في البيت… استيقظوا يابنائي .. فما نسمعه لم يكن حلما فالدم  لم يجف بعد.