ن تسمى روسيا دولة المافيا هذا ليس من فراغ, لكن المافيا الروسية لا تقتصر على الاقتصاد فقط إنما تشمل السياسية أيضاً, حيث تمارس هذا الأسلوب في الشرق الأوسط بشكل عام ومع القضية الكردية على وجه الخصوص وذلك على الرغم من التصريحات التي تخدع فيها الرأي العام.
كما في كل مراحل وجودها في سوريا؛ اعتمدت روسيا الخداع إلى جانب التدمير الدموي؛ استراتيجية لدعم النظام السوري. فاوضت المجموعات المسلحة في الغوطة ووقعت معها اتفاق خفض التصعيد، وعندما حان الوقت؛ أعلنت فصائلها إرهابية، ودمرت الغوطة، وهجّرت أهلها، وتجاهلت الضمانات التي منحتها لمن قبِلَ بالمصالحة.
في درعا؛ السيناريو نفسه. أقنع الروس، في الصيف الماضي، فصائل الجنوب بالدخول ضمن مناطق خفض التصعيد، في إطار تفاهم مع الولايات المتحدة وبوساطة أردنية، “لتسريع وتيرة المساعي للتوصل إلى حل سياسي في سوريا”، وعندما جاء دور درعا، أعلنت قاعدة حميميم “انتهاء فترة خفض التصعيد في جنوب سوريا”،
سمعنا كثيراً من المسؤولين الروس تصريحات إيجابية بشأن القضية الكردية في سوريا, لكن هذه التصريحات دائماً تأتي معها رائحة الخداع والمكر الروسي.
ومنذ انطلاق الأزمة السورية كان الروس أول من تحدثوا عن النظام الفيدرالي في سوريا, وأول مكتب تمثيلي للإدارة الذاتية في الخارج تم افتتاحه في موسكو, لكن هذا لم يكن عن حسن نية, بل هو أسلوب المافيا التي مارستها آنذاك ضد خصمها تركيا.
ورغم التصريحات التي قالها المسؤولون الروس حول العلاقة مع الكرد وحقهم في الحصول على حقوقهم إلا أن ذلك لم يحدث على الأرض.
واستمر العقل المافياوي الروسي بالاستثمار في القضية الكردية عند حدوث أي خلاف مع تركيا, فلو كانت صادقة لكانت ضغطت على النظام السوري كونها الراعي الرسمي له لحل مشكلة القضية الكردية في سوريا.
إلا أنها في الحقيقة دأبت خلال الفترة الماضية على المكر والخداع حيث تطلب من تركيا بإطلاق التهديدات لشمال وشرق سوريا وفي الوقت نفسه تبدأ بوضع شروطها على الإدارة الذاتية بطريقة غير مباشرة, حيث تبدأ بالترويج لخطط وبنود تفاهم بين الإدارة والنظام.