الجاسوسة ماريا بوتينا “عيون الكرملين” في واشنطن

 

                                             /  واشنطن جوليا عبد النور  /

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 

 

 

شملت العقوبات الأمريكية التي أقرت الجاسوسة الروسية السابقة، ماريا بوتينا، والتي كانت قد سجنت في الولايات المتحدة قبل إطلاق سراحها وعودتها لبلادها.

وذكر موقع “نيويورك بوست” أن بوتينا (33 عاما) تعتبر واحدة من بين 328 عضوا في مجلس الدوما الروسي، التي ستخضع للعقوبات التي أقرت الأربعاء.

وأشار التقرير إلى أن مجلس الدوما الروسي يدعم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في حربه على أوكرانيا، ناهيك عن دعم سياسات حظر وصول المعلومات، وانتهاك الحقوق الأساسية للمواطنين في روسيا.

 

 

بدورها قالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، في بيان حول العقوبات “ندعو المقربين من بوتين إلى دعم وقف الحرب وإدانتها”.

وكانت بوتينا قد أمضت 15 شهرا في الحبس في الولايات المتحدة بعد إدانتها في قضية محاولات روسيا بالتدخل في السياسة الداخلية الأمريكية، وأطلق سراحها في 2019، حيث عادت إلى روسيا، وانضمت لمجلس الدوما في 2021.

وظهرت قضية بوتينا إلى العلن أول مرة في 2018 عندما حكم عليها بالسجن 18 شهرا في سجن مشدد بفلوريدا بعد الكشف عن محاولاتها لاختراق الأوساط السياسية الأمريكية.

ودخلت إلى الولايات المتحدة عام 2016 بتأشيرة طالبة للدراسة في بواشنطن، وسعت بعدها بشكل حثيث لإقامة وتطوير علاقات مع سياسيين أمريكيين.

ووظفت بوتينا التي تترأس مجموعة صغيرة روسية تنادي بحق حمل السلاح، علاقاتها بـ “الاتحاد الوطني للأسلحة”، لوبي السلاح الأمريكي الواسع النفوذ، لبناء شبكة اتصالات قوية مع جمهوريين.

وخلال فترة نشاطها في العاصمة الأمريكية، كانت تقدم نفسها بأكثر من صفة لكي تتمكن من التقرب من قادة المنظمات المحافظة، ومن بين تلك الصفات: مصرفية روسية وصحفية وممثلة للحكومة الروسية ومدافعة عن الحق في حمل السلاح، حسب تقرير سابق لصحيفة “ديلي بيست”.

وكان تقرير سابق لصحيفة نيويورك تايمز قد كشف عن علاقة بوتينا مع مسؤول سابق في الحكومة الروسية ألكسندر تورشين وهو أحد الأشخاص الخاضعين للعقوبات الأمريكية.

وعملت الشابة مساعدة لتورشين في 2011، وكانت قد استطاعت تنسيق اجتماع في 2013 حول الحق بعمل السلاح شارك فيه جون بولتون.

وتسببت علاقة بوتينا ببعض الأشخاص لتقديم استقالتهم من عملهم، مثل ما حصل مع باتريك بيرن رئيس موقع التجارة الإلكترونية “أوفرستوك.كوم” الذي استقال في أغسطس 2018 بسبب لقائه أكثر من مرة مع الشابة الروسية.

ومع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، زعمت بوتينا أن تسليح المدنيين في أوكرانيا يعد أمرا خطيرا وقد يؤدي إلى إصابة أطفال أولئك الأشخاص بالرصاص عن طريق الخطأ.

وقالت في تصريحات خلال برنامج بثه التلفزيون الروسي الرسمي أن تسليح أكثر من 18 ألف أوكراني مدني قد يكون أمرا خطيرا على أطفالهم في منازلهم، زاعمة أنهم لا يعرفون كيفية استخدام تلك الأسلحة، بحسب صحيفة “إندبندنت”.

وتعد بوتينا من أشد المؤيدين لبوتين ونشطت في برامج على المنصات الاجتماعية التابعة للتلفزيون الرسمي للسخرية من معارضي الكرملين في بلادها.

تفاصيل مثيرة حول اعتقال الجاسوسة الروسية في الولايات المتحدة

                                     صورة للعميلة الروسية ماريا بوتينا

ذكرت وزارة العدل الأميركية أنه جرى اعتقال امرأة روسية تعيش في واشنطن وتبلغ من العمر 29 عاما وتوجيه الاتهام لها بالتآمر للتجسس لصالح الحكومة الروسية بينما كانت تسعى لإقامة علاقات مع مواطنين أميركيين واختراق جماعات سياسية، بحسب وكالة رويترز للأنباء.وقالت الوزارة إن السلطات ألقت القبض على ماريا بوتينا، التي درست في الجامعة الأميركية بواشنطن وأسست جماعة  الحق في حمل السلاح (رايت تو بير آرمز) الروسية المدافعة عن حمل السلاح، يوم الأحد واتهمتها بالعمل بتوجيه من مسؤول رفيع المستوى في البنك المركزي الروسي يخضع لعقوبات فرضها عليه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية ولم تذكر سجلات المحكمة اسم المسؤول.

وظهرت بوتينا في عدة صور على صفحتها على فيسبوك مع ألكسندر تورشين، نائب رئيس البنك المركزي الروسي الذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات في أبريل نيسان. وأبلغ شخص مطلع على القضية رويترز بأن بوتينا عملت مساعدة له.

 

وسائل إعلام أخرى عن علاقة عمل بين بوتينا وتورشين.

وقال روبرت دريسكول محامي بوتينا إنها ليست عميلة روسية وإنها تتعاون مع السلطات الأميركية وسبق لها حضور جلسة مغلقة اللجنة المختارة من المجلس الشيوخ بشأن المخابرات. وأضاف أن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) داهم شقتها في أبريل نيسان.

وتابع قائلا “السيدة بوتينا تعتزم الدفاع عن حقوقها بقوة وتتطلع لتبرئة ساحتها”.

وقالت وزارة العدل إن بوتينا عملت مع مواطنين أميركيين لم تسمهما ومسؤول روسي لمحاولة التأثير على السياسات الأميركية واختراق منظمة أميركية مدافعة عن حمل الأسلحة.

ولم تأت الشكوى على ذكر اسم الجماعة، بيد أن الصور المنشورة على صحفتها على فيسبوك أظهرت أنها حضرت فعاليات رعتها الجمعية الوطنية للبنادق. ولم يرد متحدث باسم الجمعية على طلبات للتعليق.

وجاء في الشكوى أن بوتينا رتبت مآدب عشاء في واشنطن ومدينة نيويورك وحاولت إقامة علاقات مع ساسة أميركيين لإنشاء “قنوات اتصال خلفية” بهدف “اختراق منظومة صنع القرارات الوطنية في الولايات المتحدة”.

ولم تذكر الشكوى حملة ترامب لانتخابات الرئاسة التي تثور مزاعم عن تواطؤها مع روسيا.

وأفاد المصدر الذي قال إن بوتينا عملت مع تورشين بأنها مؤيدة لترامب، وكانت قد تباهت في حفلات بواشنطن بأن بمقدورها استغلال صلاتها السياسية للمساعدة في تمكين أشخاص من الحصول على وظائف في إدارته بعد الانتخابات.

وقدمت بوتينا عرضا، راجعته رويترز، ضمن مشروع بحثي بالجامعة الأميركية في الثامن من ديسمبر كانون الأول 2016 تحت عنوان “ما هي السياسة الخارجية التي قد يتبناها الرئيس ترامب تجاه روسيا؟” وأوردت عددا من الأهداف السياسية الرئيسية لروسيا.

وقالت وزارة العدل إنه صدر أمر باحتجاز بوتينا لحين تحديد جلسة إجرائية الأربعاء.