المجتمع الصحي هو الذي يهتم بالنشء منذ البداية، فهم سواعد المجتمع، وعلينا أن نبذل جهودا كبيرة لإنشاء طفل سليم جسديًا ونفسيا.
منذ سنوات الطفولة الأولى يجب تعويد الطفل على نوعية غذاء صحي متكامل؛ ليصبح هذا هو نمط غذائه طوال حياته. فنوعية الغذاء هي أحد العوامل الأساسية التي تساعد على تقوية الجهاز المناعي، وتقي الأمراض المزمنة والخطرة مثل أمراض القلب والسمنة والكبد والسرطان.
كما أن الأغذية الصحية تسهم في تنشيط المخ والذاكرة والتركيز؛ مما يسهم بشكل مباشر في جودة التعليم والتحصيل التعليمي. ولذلك أصبح هناك برامج غذائية في كل المدارس تشتمل على تقديم وجبة غذائية صحية تهتم مثلا بوجبة الإفطار التي لا يتناولها كثير من الأطفال في المنزل إما لضيق الوقت، أو لعدم الرغبة في الأكل صباحًا. كذلك منع تقديم الوجبات السريعة والأكل غير الصحي في كافتيريا المدرسة، بالإضافة إلى تخصيص بعض الحصص لتثقيف الأطفال غذائيًّا، وتعليمهم كيفية صنع هذه الوجبات بأنفسهم.
الأنشطة الرياضية والتمرينات الصباحية جزء لا يتجزأ من اليوم الدراسي، ومع زيادة الوعي بأهمية الرياضة أصبحت هذه الأنشطة من المواد الأساسية، وأنشئت أكاديميات خاصة في بعض المدارس للتدريب على الرياضات المختلفة بشكل أكثر تطورًا واحترافية، وذلك بالإضافة إلى إقامة مسابقات دورية لتعزيز روح التنافس.
وتتحقق البيئة الصحية للطفل بالاهتمام بالجانب النفسي مع الجسدي لأنها لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية. ولضمان جودة التعليم، أصبح الاتجاه إلى انتقاء الكوادر التعليمية بعناية شديدة، وتدريبهم على أفضل البرامج التربوية المتطورة التي تدرس نفسية الطفل بخصائصها المختلفة وكيفية التعامل معها، وذلك لإنتاج شخص سوي نفسيًّا ومؤثر مجتمعيًّا وأيضا لمتابعة الأطفال الذين يعانون مشاكل نفسية وعلاجها، بالتعاون مع الطبيب المختص والأسرة.