الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة من كردستان حاول دائماً التوصل إلى حقوقه المشروعة بالسُّبل السياسية السلْمية مع الحكومات الحاكمة على كل جزء من كردستان، ولكنَّ الأبواب دائماً كانت مسدودة أمام الحوار الديموقراطي والتوافق على صيغة العيش المشترك، بل جوبهت أية محاولة
لتنظيم الشعب لصفوفه ضمن أي إطار للنضال السلمي بمنتهى الوحشية والقمع، مما دفع بالشعب الكردي إلى المقاومة ضد الظلم والإنكار وسياسات الإبادة الممنهجة، ويسعى من أجل نيل حقوقه المشروعة عن طريق تشكيل الحركات والأحزاب السياسية وكذلك القيام بالعديد من الانتفاضات التي
بلغت 28 انتفاضة أو تمرُّد على مدى القرن العشرين، وجوبهت جميعها بالقمع والإبادة وذهب ضحيتها
مئات الآلاف من أبناء الشعب الكردي من مدنيين عُزَّل، نساء وأطفال وشيوخ
وإعدام كل من قاوم أو تمرَّدَ على أعواد المشانق في الساحات العامة لترهيب أبناء الشعب الكردي.
وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك عبر التاريخ مثل إعدام الشيخ سعيد بيران في دياربكر، وقاضي محمد في مهاباد وليلى قاسم في العراق واغتيال عبدالرحمن قاسملو والمئات من القادة الآخرين. وأخيراً اعتقال القائد عبد الله أوجالان واستصدار حكم الإعدام بحقه، وما زال معتقلاً في سجن منفرد في جزيرة
منعزلة عن العالم منذ ثلاثةٍ وعشرينَ عاماً حزب العمال الكردستاني أيضاً هو أحد هذه الأحزاب والحركات السياسية التي تناضل من أجل شعبها الذي كان يمارس بحقه شتى انواع الظلم والاستبداد والابادة حتى يومنا هذااستطاع حزب العمال الكردستاني استقطاب أبناء الشعب الكردي في كل أجزاء كردستان
واليوم يحظى بثقة وتأييد الملايين كما أن القائد أوجالان استطاع تطوير الحزب واستراتيجيته ليكون متوافقاً مع مطالب الشعب الكردي والواقع العالمي ومتغيراته في بدايات القرن الحادي والعشرين، مما جعل الحزب ممثلاً لتطلعات شعوب الشرق الأوسط عامة وليس الشعب الكردي فقط
خلال السنوات العشر الأخيرة وعندما وصلت المنظمات الإرهابية التي حظيت بدعم الدولة التركية إلى مستوى التهديد لكل العالم وجدنا أن حزب العمال الكردستاني والتنظيمات الكردستانية كانت أكثر القوى التي تصدت للإرهاب لحماية القيم والمعايير التي يعمل بها العالم المتحضر، الا ان
الدولة التركية ومنذ تأسيسها وجدت في بقاء الشعب الكردي أينما كان خطراً على وجودها، ولهذا كانت على رأس الدول والأطراف التي أخذت موقفاً عدائياً ضد أي حراك يسعى إلى نيل الحقوق الديموقراطية للشعب الكردي، فهي لم تكتفِ بقمع وصهر والتنكيل بأبناء الشعب الكردي في شمال كردستان فقط، بل قادت أو شاركت في كل الجهود التي بذلتها الدول الأخرى لقمع الشعب الكردي، ومثال ذلك دورها
في إفشال وإعدام قاضي محمد ورفاقه في مهاباد، وكذلك دورها في قمع انتفاضة البارزاني من خلال اتفاقية الجزائر بوساطة تركية، وكذلك دورها في عقد جميع الاتفاقات السرية المعقودة بين كل الدول المتحكمة في شعب كردستان.عملت تركيا على وضع الحزب في قائمة المنظمات الإرهابية على الصعيد الدولي، وقامت بتلفيق اتهامات كثيرة بهم و استخدمت الدولة التركية نفوذها ضمن الحلف الأطلسي ومارست كل أشكال الابتزاز الاقتصادي والسياسي ونجحت في وضع الحزب ضمن قائمة المنظمات
الإرهابية الأوروبية ولدى حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية، علماً أن حزب العمال الكردستاني لم يمارس أي نشاط إرهابي ضد تلك الدول، بل التزمت بالقوانين المعمول بها في تلك الدول
لأحزاب الكردستانية بكل مشاربها لم تمارس الإرهاب، وحتى الأحزاب التي لجأت إلى الكفاح المسلح فعلت
ذلك دفاعاً عن الذات وفي إطار الدفاع المشروع عن الذات كحق مشروع دولياً، علماً أن كل حركات التحرر والمدافعة عن حقوق الشعوب كانت في قوائم الإرهاب مثل المؤتمر الوطني الأفريقي وقائده نيلسون مانديلا، ومنظمة التحرير الفلسطينية وقياداتها، وحتى قيادات الأحزاب الكردية الأخرى مثل الراحل جلال الطالباني قائد الإتحاد الوطني الكردستاني، وتم إخراجهم من القائمة فيما بعد لحسابات سياسية من جانب القوى العالمية.المقاومة وحق تقرير المصير حسب القوانين الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان
أولا: وفي المادة الثانية فيه تأكيد على «أنّ لكلّ إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان دون أي تمييز بسبب العنصر، أو الدين، أو اللون، أو الجنس، أو النوع، أو الرأي السياسي، أو أي رأي آخر».
ثانيا: العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية:
حيث يشدّد العهد في الجزء الأول على «حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، وحريتها في العمل لتحقيق إنمائها.
إن القانون الدولي واضح وصريح في إقراره لحق الشعوب في المقاومة بشتى الوسائل المتاحة، بما فيها المقاومة المسلحة ضمن إطار الدفاع المشروع عن الذات في سبيل نيل حقوقها في الحرية وممارسة نشاطها السياسي، والحفاظ على مصالحها، ودَرْءِ الأخطارِ المحدقةِ بها،
وعليه فإن ميثاق الأمم المتحدة لعام 1945 يُقِرُّ في بنوده حق الشعوب في المقاومة، ومن أبرز ما ورد في هذا السياق: الفقرة الثانية تنطق بشكل صريح بحق المقاومة من قبل الشعوب وأن لها حق تقرير المصير وعلى كافة المنظمات الإنسانية والدولية والدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدةومنظماتها الدولية المطالبة بحرية القائد والمفكر الفيلسوف عبد الله أوجلان وإجراج حزب العمال الكردستاني من قائمة الارهاب وذلك لأنه حزب المحبة والسلام لكل شعوب الشرق الأوسط .