هروب الأسد من قفصه الفرنسي ليستقر في ربوع دمشق

تصدرت عودة رفعت الأسد إلى سوريا الصحف العربية والاقليمية، بعد صدور الحكم عليه بالسجن لم  وإذ بالرجل الذي أمضى سنوات كمعارض لحكم ابن أخيه الرئيس السوري بشار الأسد، يصل إلى دمشق.

العودة المفاجئة لرفعت الأسد أعادت الكثير من الأحداث القديمة إلى الواجهة مجدداً، لتظهر مواقف ترحب وتؤهل، وأخرى تنتقد وتذكر بقصص وحوادث الماضي المرتبطة باسمه، كحال أكثر القضايا في سوريا.، إنه حتى الآن “لا يوجد تعليق رسمي حول هذه العودة، فالجهات السورية لم تعلق حتى الآن إلا بتسريب خبر يعبر عن وجهة النظر الرسمية في جريدة الوطن السورية.

وقالت الصحيفة في الخبر، إن الرئيس الأسد سمح لعمه رفعت الأسد بالعودة “تفادياً لتعرضه للسجن في فرنسا تنفيذاً لحكم صادر بحقه في أيلول الماضي عن محكمة فرنسية يقضي بسجنه 4 سنوات، على خلفية احتيال مالي حسب محكمة فرنسية”.

وأضاف “بدر” أن هذا الخبر منذ البداية كان واضحاً أنه موجه “لمؤيدي النظام في سوريا، أي يريد القول هذه هي حدود العودة: مكرمة من الرئيس وسمو أخلاق منه تجاه عمه، يترفع عما فعله رفعت الأسد وقاله”.

وسبق لرفعت الأسد أن وجه انتقادات “للنظام ولشخص الرئيس”، وشدد الخبر المسرب، على أن رفعت “لن يكون له أي دور سياسي في البلاد”.

وتباينت ردود الأفعال بين معارض بشدة أو مؤيد بشدة، وهو ما بدا حتى ضمن عائلة رفعت الأسد ذاتها في الموقفين الذين أعلنهما كل من دريد وفراس نجلا رفعت.

وضمن هذه المواقف، يمكن للمتابع أن يتلمس نوعاً من المفاجأة في المواقف من العودة، والكتابات الحذرة، وهو ربما ما عبر عنه فاتح جاموس مؤسس تيار طريق التغيير السلمي، والقيادي السابق في حزب العمل الشيوعي، الذي كتب مقالة مطولة حول عودة رفعت.

وبدأ “جاموس” مقالته بالاعتراف بأن “الكتابة الصادقة والموضوعية عن رفعت الأسد تحتاج لهزة رأس وحسابات فهي داخلة بعمق في وقائع وعلاقات ترابط السلطة والطبقة والعصبيات المتخلفة.. تحت وطنية، هي في قلب حسابات الخوف والرهاب”.

ورغم ذلك كان هناك ردود لبعض الناشطين على فيس بوك، منهم من عدَّ عودته قراراً “صائباً” باعتباره موقفاً من الرئيس، وهنالك من تساءل عن كيف استطاع رفعت أن يهرب من حكم قضائي صادر بحقه في فرنسا؟ وهو بالنهاية سيكون مطلوباً للقضاء الفرنسي؟.

واللافت أن الخطوة تأتي بعد أيام على إعادة عضوية سوريا في الشرطة الدولية للإنتربول وهو القرار الذي يسمح لسوريا بملاحقة سوريين خارج البلاد؟.

وفي حين حفلت صفحة أخبار اللاذقية بتعليقات “مرحبة” بعودة رفعت الأسد كان هنالك تعليقات بمنحى آخر مثل قول أحدهم إن “الشعب في سوريا نادى لمدة عشر سنوات ارحل يا بشار، والنتيجة عودة رفعت الأسد”. الهارب من قفصه الفرنسي بعد صدور الحكم عليه أربع سنوات.