بقلم مروان فلو : ماذا ينتظر سوريا بعد الاتفاق الأمريكي الروسي ؟

 

من يتابع الوضع السوري والحياة السياسية والحرب الدائرة في سوريا وسياسة الأجندات  الأقليمية والدولية يدرك تماما خطورة النتيجة المؤلمة للوطن السوري والأطماع الأسعمارية والصراع الأقليمي والدولي والتأمر على الشعب السوري الجريح ..؟.. لقد تم توظيف كل الاطراف( ولو بشكل غير متساوي) لخدمة الاجندات الدولية فمن الواضح تماماً أن أيام ما يسمى قوات المعارضة مع اختلاف تسمياتها والتي تعمل تحت الوصاية التركية انهتى دورها وجاء وقت تصفيتها وبموافقة تركية بالاتفاق مع الروس. والحصول على بعض الميزات التي تخدم اردوغان، وستعود كل الاراضي التي سيطرت عليها التنظيمات المدعومة تركياً الى الدولة السورية وبضمانة روسية وعلى الفصائل إما المقاومة وهذا يعني نهايتهامادياً أو تخضع لمصالحات مشابه لما حصل في درعا ويتم إسكانهم في جيب ضيق على مناطق متفق عليها مع الروس والترك والنظام السوري، وليس امام تركيا الا الرضوخ للاوامر الروسية بعد أن تخلى عنها الامريكان بسبب سفقة الصواريخ والتي اصر عليها اردوغان، والتي ازعجت الجانب الامريكي كثيراً وكذا حُلفائه الاوربيين .وهذا يعني أن كل المناطق التي كانت تحت سيطرت مايسمى ( معارضة ) ستسلم الى الدولة السوريةالسوأل: الذي يطرح نغسه الان ، ماذا سيحصل لمناطق شرق الفرات أو مايسمى مناطق سيطرة الادارة الذاتية ؟؟
من الواضح تماماً أن أمريكا هذه المرة لن تتخلى عنهم بل اعطت تطميمات بإستمرار تواجدها على الأقل لمدة عام قابل للتجديد وفق ظروف تلك المرحلة ، وهنا التقطت روسيا هذه الاشارة لذلك طرحت مشروعها بالتوافق مع الامريكان بأن يكون لتلك المنطقة إدارة خاصة والاعتراف بإدارة ذاتية للمنطقة كما الاعتراف باللغة الكوردية كلغة ثانية في البلاد ، هذا ما وعد به الروسي وتجاوب النظام ااسوري مع ذلك وأرسل إشارات لقبول ذلك ..لكن الادارة الذاتية مازالت تدرس ذلك وتريد تطمينات دولية ( امريكية أوربية ،حتى اممية ) و أنا شخصياً أعتقد أن كلا الاطراف ( الادارة الذاتية ، روسيا ، النظام ) لديهم النية الحقيقية لانهاء هذه المسألة ،فكما هو معروف لا يمكن أن تنتهي المسألة الا بتطبيق القرار 2254 والذي تحول اليوم الى مستوى تغير نهج النظام فقط بدل من تغييره ، وأدرك النظام وبتوصية روسية أن لا حل ممكن إلا بقبول ذلك .
نتمنى لوطننا ان يعمه السلام وأن تعود عجلة البناء والاقتصاد لتخفف العبئ عن المواطن الذي اصبح عاجزاً عن الحياة إن استمرت تلك الحالة لا سيما في مناطق سيطرة الدولة، خلاف ذلك فإن مناطق الادارة الذاتية ستحصل على ادارة فدرالية تدير اقتصادها بنفسها مستفيدة من واردات المنطقة وستعطي تطمينات للترك بعدم التحريض او الدخول في معارك مع الدولة التركية وستتحسن العلاقة مع الإقليم في الجنوب وستعيش شعوب المنطقة بكل مكوناتها بأمان وسلام وبضامنة دولية .
المطلوب من النظام السوري إعادة حساباته والتعديل من نهجه ومشاركة الجميع في السلطة وقبول بانتخابات ديمقراطية حقيقية وإعادة مفهوم المواطنة الى موقعه الصحيح لتعود سوريا كما كانت في بدايات عهد الاستقلال وليعم الرخاء على عموم الشعب السوري في كل مكوناته وتوزيع الثروة بشكل عادل وتطوير المناطق التي تم إهمالها لعشرات السنين والذي ادى الى الهجرة الى المدن الرئيسية ، فمن واجب الدولة اعادة اللاجئين إلى بيوتهم وأراضيهم ورفع أية تعديات عليها بسبب الفوضى التي كانت على كامل التراب السوري .