تحل علينا اليوم الذكرى ١٠٦ لمجازر الإبادة الجماعية لشعوب المنطقة المعروفة بمجازر سيفو التي أستهدفت مدنيين من الشعب الكلداني السرياني الأشوري و الأرمن و اليونان التي نفذتها حكومة الإتحاد و الترقي العثمانية عام ١٩١٥ حيث أودت هذه الجربمة بحياة أكثر من سبعمائة و خمسون ألف إنسان من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري في آمد و الرها و ماردين و خربوط وطورعابدين وأورميا وهكاري و آزخ . إضافة إلى ما يقارب مليون و نصف مليون إنسان أرمني و عشرات الآلاف من اليو نانيين في حملات إبادة منظمة إنهاء و أقتلاع الوجود المسيحي من السلطة العثمانية .ولقد تعرض شعبنا السرياني للعديد من عمليات التطهير العرقي وجرائم الإبادة الجماعية الشرسة التي مورست بحقه من قبل العديد من الأنظمة السياسية الفاشية و العنصرية خلال مسيرته التاريخية الحديثة وذلك أستهداف وجوده القومي والحضاري في مناطقه التاريخية المتمثلة في بلاد ما بين النهرين ومن هذه النكبات والمآسي مذابح شعبنا عام ١٨٤٣ في هكاري _ مذبحة سيميل عام ١٩٣٣ _ مذبحة صوريا عام ١٩٦٩ _ وحرب الإبادة و التطهير العرقي التي شنتها داعش عام ٢٠١٤ _ ٢٠١٥ على مناطق شعبنا في العراق و سورية . وخلال هذه المرحلة الأليمة عانت المرأة السريانية أفظع الويلات حيث كانت هدفا ممنهجا لإجتثاثها و محو هويتها بممارسات وحشية لا إنسانية من إغتصاب و تعذيب و خطف و سبي وقتل . كما تجبر على تغيير دينها وقتل أطفالها أمام أعينها و المراهنة على جنس الجنين للمرأة الحامل بشق بطنها .ولكن ما أبدته المراة السريانية من مقاومة وقوة وصلابة كانت تخيف العدو و تقلقه ليزيد من بطشه ووحشيته وإصراره على كسر ما تملكه المرأة من روح و جسارة من أجل أن يكسر قوة ومقاومة الشعب و المجتمع ورغم ذلك نرى العديد من النساء القويات و المقاومات ونسمع العديد من القصص التي تحدثت عن دور عدد من نساء شعبنا مشاركات في القتال و الدفاع و الحماية ومساندة الرجل في كل الظروف ولكن للأسف لم يكتب التاريخ الأعمال التي قامت بها نساء شعبنا في هذه المرحلة . وعليه ونحن اليوم كنساء سريانيات علينا أن نعي وندرك مسؤوليتنا وأهمية تنظيم أنفسنا لنكون مساهمين ومشاركين حقيقين في العمل والنضال في جميع مناحي الحياة وجوانبها توازيا مع الرجل بالإضافة إلى دورنا في تقوية العائلة السريانية و حمياتها من التفكك و الشتات وتربيتها على محبة الوطن متمسكين ومحافظين على لغتنا و تراثنا وقيمنا وهويتنا وقوميتنا ساعين إلى تحقيق حياة تعم فيها العدالة و المساواة و السلام و الحرية ونتوجه إلى كافة أبناء شعبنا عبر مؤسساته وتنظيماته السياسية و الثقافية و الدينية بأن يعملوا في كافة أماكن تواجدهم لتحويل ذكرى المذابح الى حدث عالمي بأمتياز و التطرق للموضوع في المدارس و المعاهد و الجامعات وأماكن العمل وفي جميع نواحي الحياة بتنظيم الفعاليات بشكل يجذب أهتمام الرأي العام العالمي والشعوب التي نعيش معها إلى معاناتنا وكذلك وسائل الإعلام .
إن تضامن شعوب العالم مع قضيتنا هام جدا وهو عامل ضغظ على الحكومات الصامتة وعدم الأعتراف بالمذابح التي أرتكبت ضدنا. كما يتوجب علينا توحيد الجهود وتكثيف الفعاليات فدماء أبناءنا وأجدادنا دماء شهداء المذابح أمانة في أعناقنا جميعا .
الحق حق ولو بعد مائة وستة أعوام .
لا للمجازر .
لا للإبادة .
معا لإسترجاع كافة حقوقنا .
الرحمة والخلود لأرواح أجدادنا و شهداءنا الأبرار .
١٥ / ٦ / ٢٠٢١