جرائم وإبادات… “تاريخ عثماني دموي وتركيا تستمر بالقتل”

 

/   شمال شرق سوريا : نوس سوسيال الدولية /

                                                     ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
قال أرمنيو  في مدينة قامشلو إن الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال التركي في شمال وشرق سوريا ما هي إلا استمرار للمجازر التي ارتكبت بحق الأرمن على يد العثمانيين، مشددين على ضرورة تعزيز التلاحم ورفع وتيرة المقاومة لمنع تكرار السيناريوهات القديمة.

تسعى تركيا مرة أخرى إلى إعادة سيناريو “مذابح الأرمن” التي ارتكبتها الدولة العثمانية الزائلة في فترة ما بين ربيع 1914 وخريف 1916، في مناطق شمال وشرق سوريا، وذلك عقب احتلالها لمدينة عفرين عام 2018، ومدينتي سري كانيه وكري سبي عام 2019.

دخلت “مذابح الأرمن” عامها السادس بعد المئة، والتي راح ضحيتها ما يقارب مليون ونصف المليون أرمني على يد الدولة العثمانية الزائلة، إلى جانب تهجير وترحيل أكثر من مليون أرمني قسرًا بين 1915 و1917 من قبلهم، ليلقى الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ حتفهم قبل وصولهم إلى المخيمات إثر الظروف القاسية، لتصبح هذه المذابح مأساة لا تمحى من الذاكرة الأرمنية.

وتذكر الروايات تعرّض الآلاف من الأرمن للتعذيب والضرب واغتصاب النساء، ومصادرة الممتلكات.

وبهذا الصدد، بيّنت الأرمنية، سيلفي باشورة، أن هدف الدولة العثمانية من المجازر التي ارتكبتها بحق الأرمن هو إضعافهم من خلال تشرذم وتقسيم صفوفهم لتنشئ ثغرات دينية وثقافية وروحية بينهم، مؤكدةً أن الإبادة الجماعية التي حصلت كان هدفها التطهير العرقي.

‘مساعٍ لإحياء السيناريوهات العثمانية القديمة’

أشارت سيلفي باشورة إلى أن ما تقترفه الدولة التركية بحق شعب شمال وشرق سوريا منذ بداية الثورة السورية عام 2011، وبشكل خاص إبان احتلالها لمدينة عفرين عام 2018 ومدينتي رأس العين وتل أبيض عام 2019، ما هو إلا تكرار للسيناريو القديم الذي اقترفته الدولة العثمانية بحق الأرمن والسريان والكلدان والآشور من مجازر.

ومضت سيلفي في حديثها قائلة: “تركيا تسعى إلى تفرقة مكونات المنطقة من خلال أجندتها، والتغلغل في أراضي شمال وشرق سوريا لاحتلالها ونهب خيراتها، فالسياسة التي انتهجتها الدولة العثمانية الزائلة سابقًا يعاد إحياؤها ضمن مناطقنا من جديد”.

وأضافت: “القوى العالمية لا تتخذ مواقف جادة حيال انتهاكات الدولة التركية التي تقترفها منذ عهد العثمانيين وحتى الوقت الحالي، وخير دليل على ذلك ما ارتكبته من انتهاكات بحق أبناء رأس العين وتل أبيض عبر مرتزقتها أو ما يسمى الجيش الحر الذين ينتهجون فكر داعش، أمام مرأى المجتمع الدولي”.

وقالت سيلفي: “إن تركيا تنكر ما ارتكبته الدولة العثمانية بحق الأرمن والسريان والآشور والكلدان من مجازر، وكأنها لم تقدم على ذبح وقتل ملايين الأشخاص الأبرياء”، مطالبة تركيا بالاعتراف بمذابح الأرمن، وضرورة تحمّل مسؤولياتها وعدم التهرب.

وشددت سيلفي على ضرورة تعزيز التلاحم بين أبناء شمال وشرق سوريا ورفع وتيرة المقاومة في وجه السياسات القائمة على الإقصاء والإنكار، مؤكدة أن أبناء المنطقة أبدوا مواقف قوية في مواجهة هذه السياسات من خلال المقاومة والتمسك بالأرض، وأن القوى العسكرية أثبتت جدارتها في الدفاع عن المنطقة.

وسلطت سيلفي الضوء على الدور الفعال الذي لعبته الإدارة الذاتية والقوى الأمنية المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية، وقالت: “بكل تأكيد ساهمت القوات في إرساء الأمن والاستقرار في شمال وشرق سوريا، بعد تحريرها من داعش، ومكافحة الخلايا النائمة، كما ساهمت في تحقيق الوحدة بين كافة المكونات”.

‘الوحدة وتعزيز التلاحم مطلوبان’

وأكدت سيلفي أن السبيل الوحيد لسد الطريق أمام المحتل ومنعه من إحياء السيناريوهات والمجازر القديمة هو الوحدة، داعية أبناء المنطقة إلى ضرورة تأريخ الأحداث التاريخية والثقافية لتكون بمثابة مرجعية للأجيال القادمة، وترسيخ الأفكار التي تعزز التلاحم بين مكونات المنطقة.

صبحي إلياس من المكون الأرمني نوّه إلى أن المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن على يد العثمانيين منذ 106 عامٍ لم تنته بل طالت مكونات أخرى كالكرد والسريان والإيزيديين، وأبناء شمال وشرق سوريا.

وتابع: “لا تزال تركيا مستمرة في شن هجمات على مناطق شمال وشرق سوريا عقب احتلالها مدينتي سري كانيه وكري سبي، سعيًا لضرب الإدارة الذاتية ومشروع الأمة الديمقراطية، مشكلة بذلك خطرًا على كافة مكونات المنطقة سواء كانوا من المكون الأرمني أو الكردي أو العربي”.

‘القوى العالمية أتاحت المجال لتركيا بالتمادي’

وتساءل إلياس بتعجب” كيف لدولة أن تحتل دولة أخرى دون أن يُتخذ أي موقف جدي من قبل الدول العالمية التي تنادي بالإنسانية وحماية حقوق الإنسان، ونحن في القرن الواحد والعشرين؟!”.

وانتقد إلياس صمت القوى العالمية والمنظمات الإنسانية والحقوقية حيال المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن على يد العثمانيين، والانتهاكات التي يتعرض لها أبناء شمال وشرق سوريا من قبل الاحتلال التركي، وقال: “القوى العالمية أفسحت المجال لتركيا بالتمادي والتغلغل في مناطقنا”.

ودعا إلياس المكون الأرمني في كافة أرجاء العالم إلى ضرورة التلاحم والمطالبة بحقوقهم المسلوبة في المحافل الدولية ليتم الاعتراف بالمجازر التي ارتكبت بحقهم.

وشدد إلياس على ضرورة أن يتم تعزيز التلاحم بين مكونات شمال وشرق سوريا، وتحقيق الوحدة من خلال التنظيم والتكاتف مع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لنيل حقوقهم وضمان الأمن والاستقرار للمكون الأرمني وكافة مكونات المنطقة في المستقبل.

هذا ويحيي الأرمن في 24 نيسان من كل عام، الذكرى السنوية “لمذابح الأرمن” التي دخلت عامها السادس بعد المئة في كافة أرجاء العالم.