أطفال سوريا بين شبح الفقر والجوع… الحرب شردتهم في بيرون

            /         بيروت :مراسل نوس سوسيال الدولي  هامو مسكوفيان  /

يطاردهم وأعباء الحياة ثقيلة عليهم

كثير منهم يقع فريسة الاستغلال في سوق العمل

يبيعون على الأرصفة وفي الشوارع ويعملون في المحلات

قصص وحكايات تعكس مأساوية أوضاعهم في النزوح واللجوء

روجر هيرن: الأزمة دفعت الملايين إلى الفقر

يونيسف: معدلات العمالة بينهم تصل لمستويات خطيرة

الشؤون الاجتماعية اللبنانية: آلية مكافحة عمالة الأطفال مستمرة

 بيروت – هامو موسكوفيان

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» ومنظمة «سيف ذي تشيلدرن» غير الحكومية من تفاقم عمالة الأطفال السوريين، التي بلغت مستويات خطيرة نتيجة الحرب والأزمة الإنسانية الناجمة عنها.وقالت المنظمتان في تقرير بعنوان: «يد صغيرة وعبء ثقيل» إن النزاع والأزمة الإنسانية في سوريا يدفعان بأعداد متزايدة من الأطفال ليقعوا فريسة الاستغلال في سوق العمل.وأكدّ المدير

الإقليمي لمنظمة «سيف ذي تشيلدرن» في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا روجر هيرن أن الأزمة دفعت الملايين إلى الفقر ما جعل معدلات عمالة الأطفال تصل لمستويات خطيرة.وأضاف أنه عندما تصبح العائلات أكثر يأساً فإن الأطفال يعملون بشكل أساسي من أجل البقاء، ويصبح هؤلاء لاعبين اقتصاديين أساسيين في سوريا أو في دول الجوار.ورصد التقرير في لبنان وجود أطفال بعمر ست سنوات فقط

يعملون في بعض المناطق، فيما يعمل ثلاثة أرباع الأطفال السوريين في العراق لتأمين قوت عائلاتهم، لكن أكثر الأطفال عرضة للمخاطر بحسب التقرير هم أولئك الذين ينخرطون في النزاع المسلح والأعمال غير المشروعة، مثل التسول المنظم والإتجار غير المشروع بهم.ولا توجد أرقام واضحة بالنسبة لعمالة الأطفال في لبنان وفق وزارة الشؤون الاجتماعية، لكن الأكيد أن هذه الأعداد

تضاعفت كثيرا منذ بدء النزوح السوري باتجاه لبنان.وقالت مصادر وزارة الشؤون الاجتماعية أن ضغط النزوح السوري رفع من أعداد الحالات التي على الوزارة الاهتمام بها لكن الآلية التي يجري العمل عليها لمكافحة عمالة الأطفال مستمرة.تأمين الطعام الراية رصدت عمالة الأطفال في بعض مناطق بيروت وكان هذا التقرير.كيفما توجهت في بيروت ترى الأطفال السوريين في صور متعددة، منهم


من يفترش الطرقات ويعرض البضائع لبيعها من أجل تأمين قوت يومه ومنهم من يحمل الورود ليبيعها على المارة وهناك من يبيعون بضائع خفيفة الحجم من أجل عرضها على المارة وأعداد منهم يعملون في محلات بيع المواد الغذائية أو في الزراعة مقابل أجور زهيدة، ويمكن لجولة صغيرة في شوارع بيروت أن تثبت بالعين المجردة حجم استغلال الأطفال.
في منطقة الروشة فإن الأطفال يجولون الطرقات يحملون بضائع لبيعها للمارة لتأمين متطلبات العيش وتسديد إيجار المنزل.أما منطقة الحمراء فهي تعج بعمالة الأطفال، فتاة صغيرة في السن لا يتجاوز عمرها العشر سنوات تقول

“اشتري مني زهرة بدي مصاري لكي أطعم إخوتي”.نور تتنقل بين السيارات والمارة من أجل تأمين الطعام ليس وحدها بل هناك الكثير من الأطفال الذين يجولون في منطقة الحمراء من أجل تأمين بعض المال لأسرهم.قالت نور: والدي مات في سوريا وأنا الابنة الكبرى في العائلة لذلك يجب تأمين بعض المال ولم أدخل المدرسة في حياتي وأنا كل يوم أراقب الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة ويعودون منها وكنت أتمنى لو كنت في بلدي سوريا من أجل أن أعيش حياة كريمة كأي طفل ولكن الحرب شردتنا وفككت العائلات. وسأ لت نور

ماذا تفعل أمك في النهار؟

أمي تعمل في تنظيف المنازل وأنا وإخوتي الثلاثة نجول على الطرقات من أجل كسب المال من المارة.

أين تسكنين؟

أسكن مع أمي وإخوتي في غرفة صغيرة تابعة لموقف للسيارات، نعود إليها ليلا بعد أن نمضي نهارنا في الشارع، ونأكل من فضلات بقايا الطعام من المطعم.

جواهر

أما جواهر بائعة الورد على كورنيش الروشة البالغة من العمر 12 عاما تقول أقف طيلة النهار مع والدتي من أجل أن أبيع الورود للناس.

وقالت:أسكن مع أهلي في غرفة غير مجهزة بشيء نموت من البرد في فصل الشتاء، لدينا الكثير من المعاناة ولا أحد يساعدنا، نعتمد على أنفسنا من أجل تأمين حياة كريمة.

أضافت جواهر: أختي مريضة جدا وتحتاج إلى أدوية من أجل حمايتها من النفايات التي تملأ الطرقات، فالأجواء في لبنان ملوثة جدا حتى المياه يوجد في داخلها جراثيم كثيرة تؤدي إلى قتل المناعة عند الأطفال.

محمد

أما الطفل محمد حمصي 9 سنوات فقد طالب الهيئات المعنية أن تدعم النازحين من أجل استمرارهم على قيد الحياة وتمنى العودة إلى دياره في سوريا قريبا.

والطفل عمر كان يذهب إلى المدرسة، لكن اضطرته ظروف عائلته للعمل بأجر زهيد لدى صاحب محل ألعاب في منطقة الحمرا.

وإلى جانبه يوجد طفل آخر، يسير على الطريق حافي القدمين ويعمل أحيانا في محل لبيع المواد الغذائية.

أما الطفل محمد فهو يحمل الألعاب لبيعها وكان من المفترض أن يلهو بها، وقد بات يكتفي بترتيبها والنظر إليها، ثم يأتي أطفال آخرون من عائلات ميسورة ويشترونها.

تسول

وقال محمد ويعمل ماسحا للأحذية في شوارع الحمراء في بيروت إنه يكسب حوالي 6 دولارات في اليوم، وهناك أطفال آخرون يساعدون في حمل الحقائب في المتاجر أو يمسحون السيارات مقابل النذر اليسير من المال.