يسرنا من القلب أن نزف كل ألوان الحب والتقدير، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يُوافق الثامن من مارس من كل عام، لكل امرأة عربية في العالم والمرأة القطرية على وجه الخصوص، تقديرًا لحجم الأدوار والمسؤوليات والواجبات التي تقدّمها للأسرة والمُجتمع والمُتوجة بالإنجازات، ويُعد هذا اليوم نبراسًا حقيقيًا يُسلط الأضواء على كل جوانب الحياة، لتجد جوانب مُشرقة لبصمات المرأة العربية في كل مكان تتواجد فيه، ووفقًا للأحداث سواء السياسية والاقتصادية والصحية، لها أدوار وبصمات حقيقية، ولا يقتصر الأمر على دورها كأم وعاملة، ولكن تكاد تقوم بأدوار الآخرين في حالة وفاة الزوج أو الانفصال الاجتماعي أو اتكالية الزوج عليها في كل صغيرة وكبيرة.
وإذا سلطت الضوء الإعلامي على المرأة العربية في سوريا وفلسطين والعراق، تحت ضغط الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة، ستجد لها أدوارًا وطنية ومُجتمعية بجانب أدوارها الأساسية كزوجة وأم وعاملة، وهناك نماذج حقيقية قدّمت الكثير من الأدوار والمسؤوليات تجاه شعورها الحقيقي بالمسؤولية الكاملة تجاه قضايا الأسرة والمُجتمع ولها تاريخ حافل، ورغم شدة الظروف السياسية والاقتصادية إلا أنك تجد لها دورًا بارزًا وحقيقيًا.
وعندما نتحدث عن المرأة القطرية، فهي شمس الحياة، بالعطاء والحب للأسرة والمجتمع، فقبل الانفتاح الاقتصادي كان لها أدوار حقيقية، رغم أنها لا تقرأ ولا تكتب، ولكنها عزّزت مفاهيم القيم الدينية والاجتماعية والتعليمية والثقافية، والبيوت القطرية معروف عنها التماسك الاجتماعي والثقافي، ورغم كل التيّارات الثقافية نتيجة الانفتاح إلا أنها ما زالت تتمسّك بالقيم، والسبب في ذلك يعود للمرأة القطرية التي تؤمن بدورها وأهميتها ومسؤوليتها الحقيقية تجاه الأسرة والمُجتمع.
واليوم نرى للمرأة القطرية بصمات سياسية وتعليمية وثقافية واقتصادية وصحية ولها دور حقيقي بداية من الحصار حتى الأزمة الصحية لفيروس كورونا «كوفيد-19»، وأيضًا تعدد الأدوار والمسؤوليات المُوكلة إليها، وتجد لها بصمة مُجتمعية ووطنية تجاه الوطن من خلال إسهاماتها الوطنية ومسؤولياتها الحقيقية وكثرة الأعباء، إلا أنها قدّمت أدوارًا حقيقية كأم وعاملة ومُربية ومُتطوعة ومسؤولة بالدرجة الأولى مُتوجة بالإنجازات، واليوم نرى إسهاماتها الصحية من خلال منصبها كوزيرة وطبيبة ومُعلّمة ومُربية وزوجة وعاملة وفعّالة من خلال الجمعيات والمؤسسات الخيرية والإنسانية وبصمتها السياسية على الصعيد الدولي، وكلها أدوار مُشرقة للمرأة العربية والقطرية ونماذج حقيقية نفتخر بها ولا نستطيع أن نقول إن المرأة نصف المجتمع فقط ولكنها كل المُجتمع.
ونأمل أن تكون الأجيال القادمة نموذجًا أقوى للمرأة العربية والقطرية في قوة فكرها وعلمها وثقافتها وإبداعاتها في كل المجالات، كما نراها في تاريخنا المُشرف بالإنجازات خاصة مع توافر كل الإمكانات العلمية والتعليمية والاقتصادية الراهنة ودعم الدولة وقياداتها للمرأة وتسخير كافة القوانين والتشريعات، إيمانًا بقدرات المرأة وحضورها المُجتمعي والوطني في نهضة المُجتمع بما يتناسب مع الرؤية المُستقبلية القادمة.