نوسوسيال

بقلم: مصطفى عبدو/ ساستنا,هل سيسفر موتنا عن دولة أم خيمة..؟

499

 

أسئلة كثيرة مستهجنة تطرح حول مستقبل الكرد والاقتتال الكردي في محاولة من قبل السائلين استجلاء الحَيْرَة، خاصة وأنه ليس لدى الشعب الكردي غنائم تُوجِبُ الاقتتال.يتفاءل الشارع الكردي كثيراً مع كل إعلان عن تقارب وجهات النظر بين الأطراف الكردية حتى يظن البعض أن زمن الاقتتال الكردي قد ولّى إلى غير رجعة؛ فتفاجِئَهم الأحداث ويكتشفوا أن حساباتهم كانت غير دقيقة.فلماذا الاقتتال؟ ولماذا هناك توقعات باندلاعه من جديد؟يقول أحدهم:من المؤلم أن نجد الآن طرفان كرديان يحتكران

النضال الوطني الكردي،والاثنان محاصران من كل جانب؛ حتى من الهواء الذي يتنفسان،وبينهما شعبنا يدفع الثمن بالمعاناة, ويتحول شعبنا من شعبِ التضحياتِ إلى شعبٍ مستجدٍ وطالب عطف.
ضمن كل هذه الظروف يخرج علينا الاقتتال الكردي ــ الكردي الذي هو عارعلى منفذيه، وبدل من أن يكون هذا الدم الطاهر موجَّهٌ ضد الأعداء… الدم الذي طالما وجدناه ينزف ويزهق بأيدٍ كردية، وكل ذلك يتم في غياب مشروع وطني كردي، ومع ذلك نقول يجب على القوى المخلصة أن تنهض وتنفض غبار

 

الزمن؛ لأن المستقبل للمشروع الوطني الحقيقي الذي يحمله البعض بإخلاص.و أخيراً أودُّ أن أقول: بعين أعور ضجرت فكيف إذا بليت بأعورين.ويقول آخر قادته الأقدار أن يكون كردياً: بالنسبة لعدم الاتفاق الكردي؛فيمكن وصفه بالخيانة لقضيتنا بكل جداره, وتقديم خدمة جليلة لتركيا خاصة التي تعتبر عدم الاتفاق فرصة لم تكن تحلم بها.وهنا أشير إلى القوى الوطنية والديمقراطية التي من المفروض أن تقف ضد الاختلاف الكردي, فأين هي من كل ما يجري؟؟ فأنا وللأسف لا أجد لها أي وجود

على الأرض بتاتا,فحلبتنا الكردية متروكة,وهذا ما يدعو للخوف على المستقبل الكردي، ولسان حال الجماهيرالكردية يقول “ساستنا كفاكم اختلافاً”…وهنا يحضرني كلمات للشاعر محمود درويش حين قال:”وهل سيسفر موتنا عن دولة أم خيمة,قلت انتظر لا فرق بين الرايتين”.يقول كردي اختار بلاد الغربة ملاذاً له:كل طرف كردي يُعَرِّفُ المصلحة الوطنية بالطريقة التي يراها مناسبة تماماً مع رؤيته ومصالحه الخاصة، وكل طرفٍ كردي يبحث عن أخطاء الطرف الآخر ليُبهرها، ويضَخِّمها، وينفخُ فيها،

ويصورها على أنها كارثة مُرعبة ستُلْحِقُ بالشعب الكردي الدمار؛ حيث لسان حاله يقول: خطأ الطرف الآخركبير مهما كان صغيراً، وخطأنا صغير مهما كان كبيراً، وبيانات التشهير المتبادلة لا تُحصى، والاتهامات، والاتهامات المضادة في وسائل الإعلام لا تنتهي، وبث الكراهية والبغضاء عبارة عن سياسة ثابتة بين الكرد، والتخوين وإلقاء التُّهمِ ديدنهم في الليل والنهار بسبب كان أو بدون سبب عبر وسائل وأساليب متعددة، ومن شأن هذا أن يزرع بذور الفتنة والصِّدام.ويضيف الكردي البائس:قادتنا لا

يفكرون بالإنجازات والإخفاقات، أظن أن مرحلة من مراحل الكفاح الوطني الكردي قد استنفذت مهامها، وبات من الضروري ميلاد مرحلة جديدة بخيول جديدة وجيل جديد يُعدل مسار الحركة كلها،ومازال أمام الكرد فرصة تاريخية عليهم استغلالها.أما فيما يتعلق بالاقتتال الكردي فإنني اعتبره وصمة عار في جبين الأطراف السياسية الكردية، وعلى جبين كل كردي وهذا الاقتتال إن تم؛ فسيكون بمثابة نجاح باهر لتركيا حيث أنها ستكون قد نجحت في تحويل وجهة الكرد لتكون ضد

إخوانهم وهو هدف وتخطيط تسعى إليه تركيا دوماً بأن تحول وجهة المقاومة نحو الاقتتال الكردي, والحل الأمثل هو أن يستفيق الكرد من غفوتهم؛ فهم وُلدوا للمقاومة وعليهم العودة إليها فهي التي أكسبتهم شعبيةً، واحترام كل العالم. خلاصة القول: كيف لكردي أن يطالب العالم بالوقوف إلى جانب مطالبه؟وكيف يطالب الكرد بالديمقراطية والحرية وهم لا يوفرونها لبعضهم؟الحل الأمثل هودعم المبادرات الخلّاقة من قبل قوى السلام والديمقراطية وتوحيد نضال الأحزاب والقوى الكردية.

أطلق العديد من الناس الصرخات من أجل وقف هذا الأمر ونتأمل أن تخرج بنتيجة تصب في مصلحة الكرد أينما وجدوا. إضافة إلى ذلك فإن تركيا تُحرِّض على الاقتتال الكردي، ونحن نعلم أن تركيا تقف إلى جانب بعض الأطراف الكردية في سبيل تحقيق هدفها في منع أي تقارب كردي قد يحصل، ولا تخفي تركيا هذا الأمر إذ أنها أعلنت عن ذلك مراراً.الاقتتال الكردي انتحار جماعي مع الأسف سببه الأول والأخير التآمرالتركي على الشعب الكردي، وليت الأطراف الكردية تتجاوز انحرافاتها القاتلة وتُوحِّد

صفوفها ولا تكون هذه الأطراف تابعة إلّا للجماهير الكردية المناضلة (ينبوع الثورات)الذي لا ينضب… وعلى كل القوى الوطنية والمثقفة أن تقف بصلابة في وجه هذه الكارثة (الاقتتال) بحق الشعب الكردي.نأمل من قادتنا الاستفادة من دروس التاريخ المشابهة والتعلم مِنْ مصير كل مَنْتاجرَويتاجر بالقضية خدمة لمآربه.وحتى يكون بالإمكان وقف الاقتتال الكردي فإنه لا مفرَّ من القضاء على الأسباب، ومراعاة مشاعر الجماهير الكردية أما العلاجات الأخرى فلا قيمة لها، وتجاربنا بهذا الخصوص

واضحة.بصراحة,المسيرة والمعاناة الكردية الطويلة تقف اليوم عند هذه النقطة الحاسمة،ولتحقيق الهدوء والتعاون؛يتطلب من جميع الأطراف الكردية الاتزان وتغليب المصلحة الكردية العليا فوق أية مصلحة أخرى.