نوسوسيال

مصر:بقلم شكري شيخاني/ المعارضة …والنظام في خندق واحد

421
 هناك صفات وقواسم مشتركة عديدة اصبحت واضحة للعيان تجمع بين النظام والمعارضة اول هذه الصفات ان الجهتين لايمثلون الشعب السوري وانما يمثلون شريحة قليلة جدا ذات منافع ومصالح …وثانيا بان هاتين الجهتين متفقتين علانية وليس سرا” على اطالة عمر الازمة اي اطالة عمر الحالة
المتردية والسيئة جدا” التي يعيشها هذا الشعب واطالة عمر الغربة والتهجير لاكثر من نصف الشعب السوري … وباستعراض تاريخ بعض الازمات التي مرت بها الشعوب نجد ان اية امة او دولة تعيش ازمة وهذه الازمة تشبهإلى حد كبير جرح غائر ومتوغل حتى العظم… وخوفا”من غرغرينا مستحكمة …لابد من بتر واستئصال الأعضاء التالفة تماما ومن ثم تنظيف الجرح بشكل كامل وتعقيم… . يعني شوية

قطن. ودوا احمر ولفة شاش متل ايام زمان لم تعد تفيد او تنفع.اما بالنسبة للازمة السورية والتي استعصت على الحل طيلة 10 سنوات فان هذه الازمة لاتشبه جرحا” عاديا” لان كل المفاصل الهامة في بنية النظام والمعارضة لا فرق بينهما تعيش حالة الغرغرينا المفزعة ………………………. لذلك الترقيع والمواربة وبوسة اللحى والشوارب لم تعد تنفع حتى وان اتفق النظام والمعارضة جماعة الائتلاف لان

هاتين الجهتين من وجهة نظري قد سقطتا من عيون غالبية الشعب السوري.. و لن تهدأ النفوس حتى تتم إعادة الاعتبار والاعتذار ورد الكرامة …نعم يجب الاعتذار علنا للشعب السوري من النظام والمعارضة والذي يدعي الجميع ان الشعب مصدر السلطات ومصدر الهام الحكام ولن تهدأ ثانية كل النفوس حتى تتم اعادة كل الاموال العامة المنهوبة وباثر رجعي للثمانينات جيش ومدنية…. والشعب كل الشعب

معارضة وموالي ( اصلا اتحد الشعب معارضة وموالي بعد ان ثبت لهم بان الجهتين نظام ومعارضة انما متفقتين قيما بينهما ..يعني الشيخ زنكي دفنوه سوا الشباب ومن الاخر فان الشعب السوري بات يعرف تماما ويحفظ عن ظهر قلب قائمة الحرامية والمستفيدين والمتنفذين وسلاطين المال والجاه في هذا البلد المقهور. والمواطن المغلوب على أمره… .. نعم لايجوز ان نحاسب فاسد عمره سنتين او
ثلاثة وننسى او نتناسى شيوخ الفساد …الفاسدين الكبار والهرمين ان كانوا بالداخل او خارج البلد.. ولا يجوز استثناء أحدا ولان حال الازمة السورية المأساوي لا يزال يتأرجح بين نقطة الصفر والبداية الهزيلة لأي حل حقيقي وبذلك سيبقى مصيرالمواطن السوري غير واضح وللتاكيد بان المزواودات والازدواجيات لاتبني معارضة وطنية ديمقراطية وهي عاجزة عن تجميع القوى الوطنية الديمقراطية في جبهة واسعة ليس سرا اذا ما اردنا الوصول الى نهاية الازمة ان هذا السر يكمن في اعلاء كلمة

الحق والتأكيد على قوة الحق وليس العكس وقوة تثبيت الحق تأتي من دواخلنا وذواتنا القوية عندما تكون مشبعة بالثقة الكبيرة بالنفس …لا من النفوس المتهالكة …فلنا المسلك مفتوح ومنفرج للاعتلاء والخروج الى النور بعد هذا الليل الطويل من عنف وارهاب وسفك دماء بالمجان ..ومن ناحية اخرى لا اعرف لماذا تصر روسيا وتركيا وايران على نفخ الروح باللجنة الدستورية والتي ستجتمع في 25

هذا الشهر.. وهذا ليس الا مضيعة للوقت واطالة عمر الازمة والفساد ودوام الاحتلال الدولي لسورية…وهذا ما تريده الجهتين المذكورتين اعلاه لان همهم الاول والاخير هو السلطة والكرسي والنفوذ ….فلابد والحال هكذا في التفكير بصوت عالي: في آذار 2011، استيقظنا كسوريين على مجتمع تعصف به شروخ اجتماعية سياسية واقتصادية تهدد وجوده، بعد أن كنا، على جهلنا أولًا، وعلى
التعمية المتعمدة ثانيا” على مثل هذه القضايا التي مارستها السلطة على مدى عقود،كنا نظنه اقصد مجتمعنا السوري واحدًا موحدًا ومتماسكًا. لم تلبث ان طفت على السطح ثنائيات كان كثير منا يجهل وجودها، او بالاحرى يتجاهل وجودها مع مصطلحات وتسميات مثل مدن كبرى- مدن صغرى، ريف- مدينة، غرب سوريا- شمال شرق مهمش، عربي- كردي، إسلام- مسيحية، سنية- علوية، محافظ-
علماني. فوق كل ذلك ظهرت ثنائيات جديدة، تنامت مع تعمق الأزمة واشتدادها، كثنائيات: المعارضة- الموالاة، حيادي رمادي مطبل مزمر مصفقاتي في الخارج- الداخل، مسلح- مدني، وربما سواها، ما جعل المجتمع السوري مفتتًا نعم لنعترف انه فوجئنا تماما بأنه مفتتا” بكل معنى الكلمة، يبحث كل طرف في كل ثنائية، عن وجوده في إقصاء الطرف الآخر أو تهميشه أو حتى إفنائه، حتى غدا
المجتمع السوري برمته معرضًا لخطر شديد يهدد كيانه، وحتى وجوده. من الممكن القول، إن الإعلام الموجه والمسيس لم يكن حكوميا بل كان بعثيا بالدرجة الاولى و هو سبب أساسي ورئيسي لنشر خطاب الكراهية بين هذه الثنائيات، وعرضًا من أعراضه، داخلًا دائرة شر يغذيها ويتغذى بها. ثم حانت
الفرصة وفُتحت منابر لشيطنة مكونات اجتماعية برمتها، بشكل معلن وصارخ، بل ومتباه في حين، ومنابر أخرى ادعت خطابًا بعيدًا عن الطائفية والعنصرية، غير أنها كانت تدس خطابًا عنصريًا مسمومًا، ربما أخطر من سابقه في أحيان أخرى…. اخيرا وليس اخر ليس امام المواطن السوري الا التسلح بالوعي واليقظة لان هذا هو مستقبل اولاده واحفاده..وان سوريا للجميع والجميع لسوريا
تمت المشاهدة بواسطة شكري شيخاني في 10:44 م
Aa