نوسوسيال

لاتبحثوا عن الله في سوريا

775

 

يا الله مالنا غيرك يا الله”، شعار رفعه الشعب السوري في بداية الأزمة في سوريا واثقاً من أن الرب سيكون معهم في تجاوز الصعاب والمحن والمظالم التي عاشوها خلال حكم هذه العائلة، لكن سرعان

ما قفز أصحاب اللُحى والعمائم من الاخوان المسلمين ليوجهوا الثورة لغير مبتغاها وحولوها من مطالب شعب مؤمن بالحرية عن طريق كسر جدار الخوف والتضرع إلى الله. لكن بدخول مال الإسلام

السياسي والذي يسيطر عليه الاخوان والمدعوم من قبل قطر وتركيا تحولت سوريا إلى مستنقع مليء بالعسكرة والعنف من أجل اسقاط النظام، وتحول ما كان يُطلق عليهم ثوار إلى حفنة من المرتزقة

وعديمي الضمير وراحوا يقتلون كل من يعارضهم أو لا يقبل بمشروعهم في أخونة الثورة وجعلها مطية بيد الخارج. منذ ذلك الحين وحتى الآن ما زال شيوخ الثورة بكل مسمياتهم واختلافاتهم الفكرية

والمذهبية، يراهنون على الشعارات الدينية لخداع الشعب واللعب بعواطفه ومشاعره لزجه في أتون معارك وحروب في الداخل والخارج، هو ليس فيها له ناقة ولا جمل. مال الإسلام السياسي من الاخوان

المسلمين والقطري برعاية خليفتهم أردوغان، ما زالوا يستخدمون هؤلاء المرتزقة الذين غرر بهم من أجل تنفيذ أجندات إقليمية ودولية، بعد أن تم بيع الثورة السورية وسوريا بكل ما فيها بأبخس الأثمان

في بازارات جنيف واستانة الدولية. نجح أردوغان ومن خلفه في القضاء على الثورة ليحولها إلى ثورة مضادة بكل معنى الكلمة هدفها القضاء على تطلعات الشعب السوري الذي كان يوماً ما ينادي

بالحرية والكرامة باسم الله. وهكذا، تم المتاجرة باسم الله كثيراً وتحت سور من القرآن الحكيم تم احتلال أراضٍ من سوريا وخاصة عفرين التي قرأ عليها أردوغان سورة “الفتح”، وكأنه يفتتح مكة من

الكافرين. هكذا هي عقلية من يتاجر بالدين فكل من يخالفهم الهدف يعتبر كافر وينبغي قتله واحتلال أرضه وسبي نسائه وسرقة ما تصل إليه أيديهم، وكل ذلك باسم الدين والشريعة وما أجمع

عليه العلماء. لتتحول بذلك عفرين إلى مدينة مسبية من قبل المنافقين الذين يتاجرون باسم الدين من أجل القيام بغزوات ليس لها علاقة لا بالشرف ولا بالكرامة ولا حتى بالوطنية الجامعة للشعب

السوري. مرتزقة وبنادق مأجورة تحت الطلب وبأبخس الأسعار بمقدورك شراء الفصائل التي ترفع اسم الدين والله والرسول، ليقاتلوا أينما أردت مقابل المال. ذهبوا إلى ليبيا وأرمينيا واليمن وهناك البعض

في طريقه إلى كشمير الباكستانية لمحاربة الكفرة هناك في الهند أو الصين. الكل بعين أردوغان كافر. إذ، هو السلطان العثماني كما سلفه من السلاطين مؤمنون شكلاً ويضمرون القتل والخراب

والدمار والسرقة جوهراً للشعوب. ما رأيناه في سوريا وليبيا وأرمينيا ما هو إلا حجج وبراهين على أن هؤلاء المرتزقة ما هم سوى عصابة من اللصوص والمفسدين الذين قضوا على الثورة السورية

وحولوها إلى ثورة مضادة، وكل ذلك باسم الله والدين والمتاجرة بهم. الاخوان المسلمين والمرتزقة وسلطانهم أردوغان حولوا الله “جلَّ عظمته وجلاله”، إلى مجرد سلعة رخيصة ليس لها هدف سوى

القتل باسمه والسرقة باسمه والاغتصاب باسمه وجز الرؤوس باسمه ولإعلاء كلمته. إلى هذه الدرجة وصلت بهم هذه العصابة من الذين يتاجرون بالدين إلى أن يقولوا كذباً ونفاقاً باسم الله كل شيء.

 

فمن كان يبحث عن الله في سوريا وليبيا وأرمينيا واليمن وكشمير، ليكن في علمه أنه غير موجود بتاتاً هناك وترك هذه الدول والبلدان جراء ما يراه من نفاق هؤلاء الذين يتاجرون باسمه من الجماعات

المتأسلمة. الله، هو المحبة والسلام والكرامة والشرف والكلمة والوعد، كل هذه الأمور غير موجودة عند من يدَّعون ويرفعون اسم الله في أفعالهم الدنيئة. لا يعرفون المحبة ولا السلام والكرامة ولا

 

الشرف، كلَّ همهم هو المال والقتل والاغتصاب والسرقة ولتذهب الأخلاق إلى الجحيم مع من ينادون بها. فمن كان يبحث وينادي الله في سوريا ينبغي عليه معرفة ان الله غير موجود وترك هذه البلدان

حتى ترجع إلى رشدها. ومن يعمل إلى ارجاع الله إلى هذه البلدان عليه قبل كل شيء أن يؤمن بالمحبة بين الناس من دون تفرقة بين مذهب وقومية وطائفة على حساب أخرى، وكذلك عليه أن

يكون مسامح وغفور كما صفات الله الذي وسعت رحمته السموات والأرض. وإلا سيستمر إبليس يعيش في قلوب هؤلاء المرتزقة يعمي بصيرتهم عن قول الحق أمام السلطان أردوغان الجائر.