نوسوسيال

قراءة كتاب: ابن وحشية/ شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام…وقلم الكرد

1٬377

/  قراءة في كتاب ابن وحشية – شوق المستهام في معرفة رموز الاقلام – وقلم الكرد                              (  بقلم الباحث المؤرخ  جاسم الهويدي  )

هو من أندر الكتب في معرفة أصول الأقلام التي تداولتها الأمم الماضية من الفضلاء والحكماء السابقين والفلاسفة العارفين ابن وحشية – هو أبو بكر أحمد بن علي بن المختار الكلداني – انظر نسبه في الفهرست لابن النديم – ص372 – ويعتبر أحد فصحاء النبط بلغة الكسدانيين وهو من أسرة

آرامية بالعراق انظر بروكلمان الالماني –تاريخ الادب العربي-ق2 –ص728 – ولقد عني بالكيمياء والفلاحة والسحر والسموم والعلوم الخفية ومعنى كسداني أي نبطي وهم سكان الأرض الأول من ولد سنحاريب وهو من أهل قسّين يقول ابن وحشية في كتابه ( شوق المستهام في معرفة رموز

 

الأقلام ) (( وأما الكلدانيون ( كذا ) فكانوا أعلم الناس في زمانهم بالعلوم والمعارف والحكم والصنائع وكانوا ( كذا ) الأكراد الأول يريدون مناضرتهم ( أي موازاتهم ) ومماثلتهم ولكن شتّان وإنما كانت براعة الأكراد الأول في صناعة الفلاحة وخواص النبات )) يقول عنه بروكلمان : ( حاول في كتابه

الأساسي – الفلاحة النبطية –على طريقة الشعوبية أن يثبت أن حضارة البابليين القدامى كانت تسمو كثيرا على حضارة العرب الغالبين ولكن لأنه لم يكن له علم حقيقي بتلك الحضارة اخترع مصادر كاملة أضافها إلى المصادر الهلنسية القليلة التي أمكنته الاطلاع عليها مترجمة ) .وقد ترجم كتاب (شمس

الشموس وقمر الأقمار في كشف رموز الهرامسة ومالهم من الخفايا والأسرار) وقد ألفّ وترجم ابن وحشية كثير من الكتب نافت على الخمسين كلها بالكيمياء والنجوم والكواكب ومنها كتاب الفلاحة الكبير والصغير يذكر بها الأكراد وغيرها .ان كتاب ابن وحشية –شوق المستهام – سجل أثرا تاريخيا في

 

معرفة الأقلام القديمة ذلك أنه اكتشف في دلتا مصرالغربية ( حجر رشيد )عام 1799م من قبل الضابط الفرنسي في حملة نابليون بونابرت –بوشار- ثم نقل الحجر الى لندن عام 1802م هدية الى ملك انكلترا جورج الثالث الذي أهداه الى المتحف البريطاني ومازال فيه حتى الآن وقد بدت على الحجر 3

 

مقاطع بخطوط مختلفة هي – الهيروغليفية (الكتابة المصرية القديمة الرسمية)واليونانية الديموطيقية وقد بدأ تحليل اللغتين من الانكليزي توماس ينغ وأتم التحليل النهائي العالم الفرنسي ( جان فرانكو شامبليون )الذي قدم نتائج عمله الى الاكاديمية الفرنسية عام 1822م ومن هذا التاريخ

 

قرئت الهيروغليفية فتعرف العالم على تاريخ وحضارة مصر القديمة ونسب اكتشاف رموز الكتابة الهيروغليفية الى العالم الفرنسي شامبليون -لكن الحقيقة والواقع ان كتاب ابن وحشية هو الذي يقدم حلا” لحروف الهجاء والاشكال التي كان يستعملها المصريون القدماء والهرامسة في كتاباتهم

 

قبل ألف عام من حل شامبليون للكتابات الهيروغليفية ويرى الباحثون السوريون ومنهم الدكتور يحيى ميرعلم – ومحمدحسان الطيان والدكتور محمد مراياتي- وأنا كذلكأن شامبليون استعان في حل رموز الكتابة الهيروغليفية بواسطة كتاب شوق المستهام في معرفة رموز الاقلام –لابن وحشية

 

وقد التقيت السيد حكمت هلال بدمشق صاحب مكتبة دار الهلال في الحجاز فوجدت لديه صورة عن الكتاب الاساسي الموجود في متحف لندن .وقد ذكر لي أن شامبليون كان قد سرق الكتاب من متحف لندن ثم أعاده بعد حلّ رموز حجر رشيد .ان كتاب ابن وحشية بل كتبه كاملة لها أهمية كبرى بماحوته

من أبجديات الأولين وأقلامهم وخاصة الكرد-ن هذا الكتاب كشف عن جوانب مهمة من تاريخ تلك الحضارات الكلدانية والميدية وغيرها ففي الصفحة 21 من كتاب شوق المستهام الباب الأول في معرفة الاقلام يذكرأن الثلاثة أي القلم الكوفي والعربي والهندي هم الفصل الاول من الباب الاول

الذي وضعه سيدنا اسماعيل وفي الصفحة 22 معرفة القلم الهندي وهي 3 انواع وفي الصفحة 24 من الفصل الثالث الباب الثاني يذكر القلم العبراني والقلم البرياوي وفي الفصل الحادي عشر من السادس في صفة قلم برج الدلو كوكبه زحل وهو من جملة الاقلام المنسوبة للكلدانيين والصابيين

وبه رتبوا صلواتهم ودعواتهم وأسرار نواميسهم الخاصة مما فاضت به عليهم روحانيته .وفي الصفحة 53 في ذكر البروج الاثني عشر وأصولها كما قد اصطلح عليه القدماء مما وجدنا في كتبهم وذخائرهم ووضعناها في هذا الكتاب ليقبس منه كل طالب لبيب — الباب مايخصه من الاسرار

 

والنكت التابع من شوق المستهام في معرفة رموز الاقلام في ذكر أقلام الملوك التي تقدمت من ملوك السريان والهرامسة والفراعنة والكنعانيين والكلدانيين والنبط والاكراد والكسدانيين والفرس والنبط وفي الصفحة 90 من الكتاب يذكر( وانما كانت براعة الاكراد الأول في صناعة الفلاحة وخواص

النبات ويدعون أنهم من أولاد بنو شادي وقد وصل اليهم سفر الفلاحة لادم عليه السلام) وفي الصفحة 92 ص – جاء فيها صفة قلم من الاقلام القديمة وفيه حروف زايدة عن القواعد الحرفية تدعي الاكراد وتزعم أنه القلم الذي كتب به بنو شادي وماسي التوراتي جميع علومهما وفنونهما وكتبهما

بهذا القلم وهذا صورته كما ترى —اشكال – ويتمم (وباقي هذه الحروف وقد رأيت في بغداد في ناووس من هذا الخط نحو ثلاثين كتابا وكان عندي منها بالشام كتابين في افلاح الكرم والنخيل وكتاب في علل المياه وكيفية استخراجها واستنباطها من الاراضي المجهولة الاصل فترجمتها من لسان

الاكراد الى اللسان العربي لينتفع بها أبناء البشر وكنت قبل ذلك هذا لما تممته ويسر الله لي اتمامه في احدى وعشرين علفا جاء بحمد الله وعونه في المراد والمقصود بعون الرتب المعبود وجعلته ذخيرة لخزانة حضرة أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان متعة بسعادة دولته واقام عماد الدين بشوكة

ملكه وسلطته يوم الخميس المبارك ثالث شهر رمضان سنة احدى واربعين ومائتين والحمد لله وحده فرغ من كتابة النسخة المكتوبة من الاصل المذكور حسن بن فرج بن علي بن داود بن سنان بن ثابت بن

قرة الحراني البابلي ) .ومن أراد الاطلاع على حقائق فن الاقلام فليراجع كتاب – حل الرموز ومفاتيح الكنوز – لجابر بن حيان الصوفي .المصدر – كتاب شوق المستهام في معرفة رموز الاقلام – ابن

وحشية  الباحث  المؤرخ جاسم الهوي