نوسوسيال

الأحزاب السياسية في سوريا 1914- 1945م علي بوظو وسلطان باشا الأطرش

918

 

 

حزب الاتحاد السوري (1914-1918م):

كان أول حزب سياسي تأسس في القاهرة من اللاجئين السياسيين السوريين ، ثم تشكلت لجنة مؤلفة من سبعة أشخاص تمثل هذا الحزب وقامت بالكتابة إلى وزير الحربية البريطاني تحدد فيه حدود سوريا المستقلة، ومن أبرز قيادات هذا الحزب رفيق العظم والدكتور الكردي عبد الرحمن الشهبندر، ومن أهداف هذا الحزب إعلان دولة سوريا الكبرى.

حزب الاستقلال السوري 1919م:

انبثق من  الجمعية العربية الفتاة و وسمي حزب التقدم ثم لم يدم إلا شهور قليلة.

حزب الاستقلال العربي 1919م:

أسسه الأمير فيصل بن الحسين الهاشمي في دمشق عندما أقام حكومته، وانبثق هذا الحزب من الجمعية العربية الفتاة التي كان لها دور بارز في أثناء الثورة العربية خلال الحرب العالمية الأولى،  ولكن بعد دخول الفرنسيين دمشق واحتلالهم سوريا وإسقاط حكومة الأمير فيصل، لم يعد لهذا الحزب أي نفوذ سياسي في العالم العربي.

ويعتبر هذا الحزب من الأحزاب الشوفينية وذلك لرفضه قبول طلبات انتساب الكرد إليه، ومنهم الضابط الكردي العراقي رشيد مدفعي والضابط الكردي خليل بكر ظاظا، والسيد حسني البرازي، حيث اعترض على طلبهم أحمد مريود وشكري الطباع وعبدالله سكر، لكونهم من جنسية غيرعربية. (المصدر الجريدة الرسمية الصادرة عن وزارة المالية سنة 1919).

الحزب الوطني السوري 1920م:

شُكِّل هذا الحزب عدد من الأشراف الحجازيين وكثير من وجهاء العرب، وكان هذا الحزب يتميز بالنزعة القومية.

– وفي الفترة ما بين عام 1927م، وهو العام الذي ظهر فيه حزب الكتلة، وعام 1935م، حيث بلغ الكفاح الوطني ذروته، ظهرت عدة أحزاب وصلت إلى 25 حزبًا سياسيًا أهمها: حزب الإصلاح برئاسة حقي العظم، وحزب الاتحاد الوطني برئاسة سعيد محاسن، والحزب الملكي ومعظم أعضائه من العسكريين السابقين، وحزب الأمة الملكي الذي كان يدعو إلى الانتخاب على درجة واحدة، والرابطة الملكية، والحزب الحر الدستوري، وحزب الائتلاف، والجبهة المتحدة، والاتحاد الوطني العام، والحزب الشيوعي السوري، والحزب السوري القومي، وعصبة العمل القومي.

الحزب الشيوعي السوري 1924م:

منذ انضمام خالد بكداش للحزب، أخذ في التقرب من سياسة الحزب الشيوعي الفرنسي، وبدأت المهادنة بين الحزب والانتداب الفرنسي الذي كان الحزب الشيوعي الفرنسي أحد بناة حكومته في باريس. وأخذ الحزب ينادي بوجوب مواجهة الفاشية الإيطالية والنازية الألمانية اللتين كانتا تهددان الاتحاد السوفييتي. وهكذا سخَّر الحزب الشيوعي قدراته لمصلحة الاتحاد السوفييتي ولم يعترض على ما فعلته فرنسا من التنازل عن قطاع الإسكندرونة لصالح تركيا في سبيل كسب صداقتها، وعدم تركها تنضم إلى كتلة المحور النازي الفاشي في مطلع عام 1937م. وكان الحزب الشيوعي السوري يدعم، وبكل جدية، ما يصدر إليه من سياسة الكومنترن في موسكو.

كثرت الخلافات بين أعضاء الحزب الشيوعي السوري الذي انقسم إلى قسمين: قسم بقيادة خالد بكداش والقسم الآخر مضاد له. ورغم تدخل الاتحاد السوفييتي إلا أن محاولات رأب الصدع لم تنجح.

وفي سنة 1979م، كان لجناح بكداش سبعة مقاعد في مجلس الشعب ووزيران في الحكومة.

الحزب الشيوعي السوري اللبناني:

جاء هذا الحزب نتيجة اجتماع عقده الشيوعيون اللبنانيون والسوريون في نوفمبر 1924م، وقرروا في ذلك الاجتماع إقامة حزب شيوعي باسم حزب الشعب اللبناني، كما قرروا إصدار صحيفة ناطقة باسم الحزب تحت اسم الإنسانية.

وبعد مرور أشهر قلائل انضم إلى الحزب عصبة سبارتاكوس الأرمنية التي سبق أن أنشئت في عام 1920م وكان مؤسسها أرتين مادويان. وانتخب الحزب المندمج سنة 1925م لجنة مركزية مكونة من خمسة أعضاء كان من بينهم يهودي روسي هاجر من روسيا اسمه جاكوب تيبر.

أيد الحزب الشيوعي الثورة السورية الكبرى منذ عام 1925م وبذل جهودًا إعلامية وتحريضية، كما كان يهرِّب الأسلحة إلى سوريا عبر تركيا وبمساعدة الحزب الشيوعي التركي. فطاردت السلطات الفرنسية أعضاء الحزب ونفت أغلبهم.

وفي عام 1933م، أصبح خالد بكداش أمين عام الحزب وكان قد سافر إلى موسكو من قبل حيث قضى وقتًا في دراسة الشيوعية اللينينية الماركسية.

حزب الشعب 1924م:

أسسه الدكتور الكردي عبد الرحمن الشهبندر والكردي الحلبي رشدي كيخيا والسيد رشاد مرمدا وهو أيضاً من أصل كردي والدكتور الكردي معروف ابن رسول أغا الباديني الملقب بالدواليبي، وانضم إليه الزعيم الشعبي علي بوظو وهو من الكرد الدمشقيين، كما انضم إليه من جبل الأكراد في اللاذقية المحامي نور الدين بازيدو من منطقة سلمى من قرية كنثبا، ويعتبر هذا الحزب حزباً وطنياً سورياً حيث شكّل الأغلبية في البرلمان السوري في تقاسم المقاعد مع الكتلة الوطنية.

الحزب السوري القومي الاجتماعي 1932م:

أسسه أنطوان سعادة الذي كان يدرس اللغة الألمانية في الجامعة الأمريكية ببيروت، وشُكِّل هذا الحزب على أساس إقليمي ليشمل إقليم سوريا الطبيعية الذي كان يوصف بالهلال الخصيب ونجمته هي جزيرة قبرص؛ إذ اعتُبرت الجزيرة جزءًا من ذلك الإقليم، كما ركزت مبادئ الحزب على فصل الدين عن الدولة، وإحياء نهضة سوريا وقوميتها لتتبوأ مكانتها بين الأمم كافة وإقامة دولة مستقلة قوية ترعى مصالح مواطنيها، وإنشاء جبهة قومية عربية مع بقية الدول العربية الأخرى.

أقيم الحزب السوري القومي بطريقة سرِّية، فلم تعلم بقيامه سلطات الانتداب الفرنسي إلا في 16 نوفمبر 1935م، حيث اعتُقل رئيسه أنطوان سعادة ووُضع في السجن لعدة أشهر. وفي السجن ألّف كتابه نشوء الأمم.

وخلال الثلاثينيات من القرن العشرين، انتشر الحزب القومي السوري في سوريا ولبنان. وانبرت له سلطات الانتداب الفرنسي وألقت القبض على مؤسسه مرتين، ولكنه تمكن من الفرار في المرة الثالثة إلى أمريكا الجنوبية، حيث بقي في الأرجنتين حتى عام 1947م.

عاد أنطوان سعادة بعد الحرب العالمية الثانية إلى بيروت عام 1947م، ووجد أن لبنان قد أصبح دولة مستقلة لا تنتمي إلى سوريا التي كان يخطط لها حزبه. وعندما استُقبل في بيروت لدى عودته، ألقى خطابًا في جمع حاشد رفض فيه انعزال لبنان، فأصدرت السلطات اللبنانية بحقه مذكرة توقيف، فاختفى لعدة شهور ريثما تهدأ الأحوال، ثم أخذ يطوف في المناطق السورية واللبنانية. وحدثت مواجهة سياسية بينه وبين حزب الكتائب اللبناني الذي كان تدعمه السلطة اللبنانية آنذاك. وردًا على هجوم حزب الكتائب على جريدة الحزب الجيل الجديد، قام أنصار أنطوان سعادة بمهاجمة بعض مراكز الشرطة في لبنان، ولجأ سعادة نفسه إلى سوريا. وهناك ألقى حسني الزعيم القبض عليه وسلمه للسلطات اللبنانية التي سارعت بإعدامه في 8 يوليو1949م.

بعد إعدام سعادة، دخل الحزب مرحلة جديدة. فسار خلال فترة الخمسينيات في خط سياسي مضاد لحركة القومية العربية الصاعدة المتمثلة في حزب البعث العربي الاشتراكي والحركة الناصرية. وقد عمد أحد أعضاء الحزب بتنفيذ أمر من رئيسه جورج عبدالمسيح بقتل عدنان المالكي (الضابط البعثي) في دمشق وذلك في أبريل 1955م. وعلى الفور بدأت سلسلة ملاحقات بحق أعضاء الحزب وحظر نشاطه في سورية فلجأت قيادته إلى بيروت. ثم حدث بعد ذلك انشقاق نتيجة لما حدث في دمشق وقاد جورج عبدالمسيح مجموعة في حين قاد أسد الأشقر، الذي أعيد إلى صفوف الحزب، مجموعة أخرى. كان أسد الأشقر ينادي بالواقع اللبناني، وكان أنطوان سعادة قد عزله بسبب ذلك. وقد قاد أسد الأشقر الحزب في مواجهة الناصرية وانتفاضة 1958م. وقد أثرت مواقف الحزب هذه على نموه وانتشاره نتيجة لابتعاده عن المنطلقات النظرية لمؤسسه، ولوقوفه ـ كما يعتقد بعض الباحثين ـ إلى جانب حلف بغداد والمخططات الاستعمارية والقوى المتعاونة مع تلك المخططات.

جرت محاولات ترميم لوضع الحزب في أواخر الخمسينيات لكن هذه المحاولات توقفت بعد أن نفذ الحزب انقلابًا فاشلاً في لبنان وذلك في العام 1961م، واعتقلت معظم قياداته لفترة امتدت حتى عام 1968م.

وبعد عام 1969م، بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، وذلك بعد مؤتمر ملكارت، في مارس 1969م، الذي عقده الحزب بعد الإفراج عن قياداته في لبنان. وقد برز في المؤتمر خط سياسي جديد أدان بشكل حازم الممارسات اليمينية والتعاون مع الرجعية، (وفي ذلك إشارة واضحة إلى أحداث 1958م في لبنان) والتعاون بين قيادات الحزب المتلاحقة في الخمسينيات وبين القوى الرجعية والاستعمارية حسب ما دار في مداولات المؤتمر. وشدد قادة الخط السياسي الجديد على يسارية الحزب، وعلى أن منطلقاته اشتراكية، كما اعتبر أن المنطلقات النظرية للحزب ليست مضادة للعروبة. وكانت عدة عوامل قد أدت إلى نشوء هذا التيار منها نمو المقاومة الفلسطينية وأثر ذلك على الشعوب العربية، والمسيرة الفاشلة للحزب خلال مرحلة وقوفه إلى جانب القوى اليمينية، وهزيمة يونيو 1967م وأثرها على كافة القوى والتنظيمات الشعبية. وبالرغم من ذلك فقد حدثت مواجهة جديدة بين التيار اليميني داخل الحزب الذي يريد إبقاء الحزب في مسيرته السابقة (قاد هذا التيار أسد الأشقر وعصام المحايري) والتيار اليساري الذي قاده الدكتور عبدالله سعادة. واستمرت المواجهة عنيفة حول انتهاج الخط السياسي الجديد إلى أن تم خروج المجموعة اليمينية ورفضها العمل في إطار الحركة الوطنية اللبنانية.

أما التيار اليساري الذي قاده إنعام رعد فقد التزم بالمقررات والتوصيات التي أعلنها مؤتمر ملكارت السابق ذكره، وخاض المعارك جنبًا إلى جنب مع حركة المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية في مواجهة المليشيات اليمينية والجيش اللبناني وذلك طوال فترة الحرب الأهلية اللبنانية.

حزب الأحرار 1944م:

حزب سياسي سوري أنشأه سعيد حيدر في سوريا سنة ، وكان معه الصحفي  نصوح بابيل وآخرون. وكان هذا الحزب قد أقيم خصيصًا لمعارضة نفوذ كبار ملاك الأرض وعائلات التجّار. ولم يدم طويلاً إذْ دب الانقسام في صفوفه ثم غاب عن العيون.

– بعد الحرب العالمية الثانية، تلاشت معظم هذه الأحزاب وقويت أحزاب مثل الحزب الشيوعي السوري، والحزب القومي السوري، وعصبة العمل القومي، وحزب الكتلة الوطنية.