نوسوسيال

الأرمن والكرد ضحايا حصار إيران وتركيا

968
  القوى المهيمنة تسعى لاستخدام الأرمن والكرد ثانية لضرب تركيا وايران وحصارهما على الأقل في الوقت الحاضر ليكونوا بذلك ضحايا معارك وحروب عبثية لا ناقة لهم فيها

ولا جمل. لعد أن تم حصارها في الخليج تسعى أمريكا ومن معها من فرنسا وبريطانيا وروسيا لاستكمال طول الحصار على ايران هذه المرة بيد أردوغان ومرتزقته الذين نقل الآلاف منهم إلى

أذربيجان واشعال حرب عبثية هناك ولتحضير الآذريين الذين يعيشون في ايران بنفس الوقت ليكونوا جنوداً تحت الطلب لنشر الفوضى في ايران أيضاً. كل ذلك يتم أمام أنظار العالم لتوجيهه وكأن هذه

الحرب هي من أجل بقعة من الأرض لا تتجاوز مساحتها الأربعة آلاف كم2، ولكن ما خفي هو الأعظم وليس ما يتم التصريح عنه في الاعلام. أمريكا أعلنت بأنها ستسحب قواتها من أفغانستان حتى نهاية

هذا العام وكذلك من العراق، بعدما استكملت الكثير من التدابير ضمن العراق لتشعل الحرب فيها ولتكون معارك ما بين شيعة النجف وشيعة قم، وبنفس الوقت إعطاء وعود للسنة بإقامة إقليم سني

لهم ضمن العراق بدعم خليجي كبير. وبذلك تكون ايران قد تم تقليم أظافرها وقصقصة جناحها في العراق كما حصل في لبنان ويحصل الآن في سوريا بضرب الفصائل التابعة لإيران بشكل مستمر من
قبل الطيران المعروف مصدره. لعبة كبيرة هي ومن أجل الوصول لهذا الهدف وفق منطق أمريكا والقوى المهيمنة التي معها والتي تبحث عن نفوذ لها في القرن الحادي والعشرون، لا يهمها إن تم
التضحية بالأرمن وحتى بمنطقة ناغورني كاراباخ ذات الأغلبية الكردية والأرمنية. المهم هو التعجيل بالحرب ونشر الفوضى في كل مكان خلال السنتين أو الثلاث القادمة أي حتى 2023 ليعاد ترسيم
المنطقة من جديد بعيداً عن إيران وتركيا التي لا مكان لها بهذه الحالة وأردوغان فيها لمرحلة ما بعد التقسيم أو مستقبل ما بعد الفوضى الخلاقة. نفس الأمر كان قبل قرن من الآن حيث تم إعطاء الوعود
للأرمن والكرد إن هم حاربوا العثمانيين سيتم منحهم دولة مستقلة ذات سيادة، ولكن من تحت الطاولة كان الإنكليز والفرنسيين يفاوضون العثمانيين في امتيازات لهم وحينما اتفقوا على هذه
المصالح، سحبت انكلترا وفرنسا وروسيا دعمهم اللا محدود للأرمن والكرد وهددوهم إن هم لم يوقفوا معاركهم ضد الأتراك في أن النتيجة ستكون وخيمة عليهم. لكنه طمع وحب الاستقلال الذي
أعمى بصيرتهم عما تم حياكته ضدهم من مؤامرات ولتكون النتيجة هي المجازر الجماعية بحق الأرمن والكرد والتهجير والتشريد من موطنهم الأصلي إلى بقاع العالم. نفس اللعبة تسعى القوى المهينة لتسييرها على الشعوب لتكون ضحية لمصالح وأطماعها في المنطقة ولتذهب الشعوب إلى
الجحيم ولتحل اللعنة عليهم. هذا هو منطق أمريكا وروسيا وفرنسا وانكلترا التي لا تعي من الحياة سوى الربح والربح الأعظمي على حساب دماء الشعوب. فهل سيدرك الأرمن اللعبة التي تحاك ضدهم وأنهم سيكونون وقوداً لحرب أكبر منهم بكثير وبنفس الوقت خنجراً لضرب الدول الأخرى بوعود لن
يتم التقيد بها وسيتم التنصل منها في الوقت المناسب وفق أجندات تم تحديدها من قبل هذه القوى المهيمنة. يمكن طلب المساعدة من روسيا وأمريكا لإيقاف الغزو والاحتلال الاردوغاني ومرتزقته لمناطقهم وهذا شيء من السياسة، ولكن الاعتماد عليهم والوثوق بهم لا يعتبر من فن
السياسة وليس له أية علاقة بالمنطق في زمن الفوضى. الاعتماد الأكبر والذي يوصل لنتيجة هو الاعتماد على الشعب وتشكيل جبهة عريضة مع شعوب المنطقة من كرد وأرمن وغيرهم من الشعوب التي تدرك حجم الألاعيب التي يتم تسييرها على الجميع من دون استثناء. وعلى الأرمن في كل مكان

في العالم وخاصة اللوبي الأرمني في أمريكا بأن يتحرك ويعمل كل ما في وسعه لإيقاف المجازر التي يتم التحضير لها من قبل نفس القوى التي كانت سبباً في المجازر الأولى قبل مائة عام. عليهم عدم

قبول مجازر أخرى تتم بيد اردوغان سليل السلاطين العثمانيين والذي لا يهمه مطلقاً أمر الشعوب ولا يفهم سوى لغة السلاح حتى يتم إيقافه. الخروج بأقل الخسائر من هذه الفوضى يعتبر أيضاً نصراً كبيراً،

وهذا لن يتم إلا بتحالف الشعوب مع بعضها البعض وخاصة بأن ما يربط الأرمن مع الكرد هو التاريخ والثقافة المشتركة المعمرة آلاف السنين. وهذا بحد ذاته عنصر قوة لتشكيل هذه الجبهة للقضاء على اردوغان ومرتزقته وكل مه معه ومن خلفه.