نوسوسيال

بقلم: الدكتور توفيق حمدوش/ فشل المعارضة السورية فأين البديل ؟

728

 

إن أسباب فشل الثورة السورية عديدة منها داخلية متعلقة بعدم وجود قيادة حكيمة في المعارضة والثاني التشتت السياسي والثالث سيطرة الجماعات المتششدة والأرهابية عسكريأ في المناطق المحررة والسبب الرابع التدخل الخارجي والخامس طبيعة النظام الطائفي في مقاليد الحكم منذ عقود طويلة

إن قيام الثورة السورية في 15 أذار 2011 كانت لها أسباب عدية منها الأكثر وزنآ أسباب داخلية حيث النظام البعثي العنصري والأستبدادي الغاشم وأضطهاد أغلبية الشعب بشكل مباشر أو غير مباشر وهناك تأثير خارجي نتيجة الثورات في الدول العربية مثل تونس ومصر وليبيا واليمن.

إن المظاهرات الشعبية السلمية في سوريا ومطالبه لأصلاحات البسيطة شكلت البداية لقيام الثورة الشعبية ولا ينسى بأن الثورة قامت من مدينة درعا وبالخصوص كانت الجوامع تشكل فتيل الثورة في معظم المدن وعلى هذا الأساس دخلت الثورة السورية منذ اليوم الأول تحت تأثير التيار الأسلامي

وشعارها الأول كان التكبير ألا وهو الله أكبر والأنضمامات الأخرى كانت ومازالت تشكل أكمالآ لهذا الحراك الذي لم يستطيع تحريك القوى الشعبية بأكملها من كافة الطوائف والأثنيات السورسة بالشكل اللازم.فالملاحظ هنا بأن كافة الأقليات التي تشكل المكونات السورية غير منضمة للثورة

السورية بالوتيرة القوية ولم تأخذ مكانها في موقع التمثيل السياسي لا في المجلس الوطني السوري ولافي التشكيلة الجديدة للآئتلاف القوى المعارضة وتنسيقيات الثورة المشتتتة
هذا التشكيل والتمثيل ولد نتيجة الضغوط الخارجية وأخيرآ الداخلية بعد فشل المجلس الوطني

السوري الذي كان خاضعآ لحركة الأخوان المسلمين وبقي حتى الأن في قبضتهم ودخلوا إلى الكيان الجديد الذي هو أي أيضآ يرأسه إسلامي بعيدآ عن الأحزاب السياسية المعارضة ويضم بعض الساسة وبعض حواة وحاضري المحافل والموئمترات المعارضة حتى يكتمل العدد ويطرح للعالم في وجه

وبأسم جديد ولكن عمليآ ليس بعيدآ عما كان عليه المجلس الوطني.وهنا يجب القول والأعتراف بأن المعارضة السياسية في سوريا من كافة المكونات أثنية آوطافية فشلت فشلأ ذريعآ في توحيد قواها الوطنية من أجل قيادة الثورة في هذه المرحلة الحرجة من سنوات الحرب القائمة. إن أنضمام بعض ال

شخصيات من الطوائف والأثنيات إلى هذا الكيان لا يعني بأن هذه المكونات السورية ممثلة في هذا الأئتلاف لأن الأشخاص المنضمين اليه إن كانوا من الطائفة العلوية أو الدرزية أو من الأثنية الكوردية لا يمثلون سوى أشخاصهم وأنفسهم الذاتية.إن وجود الشعب الكوردي في سوريا كمكون أساسي من

مكونات الشعب السوري يختلف كليآ عن وجود الطوائف الأخرى مثل العلويين والدروز والمسيحيين إنها طوائف دينية وهي تتكلم اللغة العربية أما بالنسية للأثنيات الأخرى مثل الأشوريين والكلدان والسريان والشركس والتركمان وهي أقليات صغيرة جدآ التعداد السكاني لكل واحدة منها لا يتجاوز

مائتان ألف مواطن بينما عدد سكان الأكراد في كل سوريا يتجاوز أربعة مليون نسمة ولهم لغتعهم الخاصة وكافة مقومات شعب له تاريخ يصل إلى أربعة ألاف سنة وهم من أبناء حام وسيدنا نوح وسيدنا إبرهيم من موقع حران قرب مدينة أورفا حاليآ في تركيا على حدود سوريا مقابل مدينة رقة السورية.

الكورد من أحفاد صلاح الين الأيوبي القائد الأسلامي الشهير الذي أنقذ الأسلام والعرب في أن واحد من الأنقراض الأبدي أحفاده يطالبون بحقوقهم المشروعة. ومن المعلوم نجد بأن الشعب الكوردي في

سوريا غير ممثل في إدارة هذا الكيان الثوري الذي يريد أن يصبح بديلآ للنظام الأستبدادي القائم في سوريا.إن كل هذه العقبات تضع حواجز كبيرة أمام مسار الثورة وتعيق التحول الى الفترة الأنتقالية ومابعدا فترة  الأنفتاح الديمقراطي السياسي وفتح باب الحريات في مجال التعبير والعمل السياسي

وتشكيل نظام ديمقراطي برلماني تعددي وتثير القلق من أجل العيش المشترك في سوريا بعد أنهيار أوتغيير نظام أسد القائم ويضمن الأمان والأستقرار لكافة المكونات السورية من أجل مستقبل شريف كافي لتأمين العزة والكرامة الأنسانية لكل سوري على أرض الوطن.لآ شك سوريا بلد الأقليات من

طوائف وأثنيات وهذه الحالة تفرض نفسها على الواقع وتعيد لنا للأذان بأن سوريا ليست تونس ولا مصر ولا ليبيا. إن عدم الأعتراف بالوجود القومي الكوردي في سوريا والقبول بخصوصياتهم الأثنية هذا يعني أقصائهم من المشاركة في العملية السياسية القادمة وهكذا سيكون الوضع بالنسبة

للطائفة العلوية والدرزية وأهل حوران وقبائل العشائر في سوريا.إن التنسيقيات الثورية المسلحة وكافة المجموعات المسلحة كات تعمل حسب مفهومها الثورية وهي غير ملتزمة ضمن تركيبة الجيش السوري الحر أو القيادة العسكرية الموحدة وهكذا لم يبقى للجيش السوري الحر سوى الأسم

ولهذه المجموعات المسلحة الكثير منها لها خلفيات دينية منها أصولية ومنها متعصبة دينية متشددة أو أرهاهبية مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش. إن هذه الحالة شكلت عقبات كبيرة أمام التلاحم الثوري تحت قيادة مدنية متنورة حرة وديمقراطية تقود البلاد الى بر الأمان.نحن نرى بأن

 

الكورد في سوريا غير ممثلين في المعارضة السورية سياسيآ وليس لهم ممثلون حقيقيون مشاركون في المحافل الدولية مع المعارضة السورية. للأكراد في سوريا وضعية خاصة وهذه الوضعية لم

تحترم.الأكراد يجاهدون منذ زمن طويل وقبل قيام الثورة وهم الأن يشاركون بالحراك السياسي تحت أسم مجلس سوريا الديمقراطية وفي المجال العسكري تحت أسم قوات سوريا الديمقراطية الى جانب

أطراف الثورة السورية التي تريد أن تبني سوريا ديمقراطية دولة مدنية ترتكز على أسس العلمانية المتفتحة تقبل الحقوق القومية للشعب الكوردي في ظل نظام فيدرالي في سوريا
عدم قبول الفيدرالية الكوردية في شمال سوريا ومعادات الحقوق الشرعية للشعب الكوردي في

سوريا ستأدي عاجلآ أم أجلآ إلى ضربة ثانية في حراك ومستقبل المعارضة السورية وستخسر مرة ثانية النضال السياسيمن الحكمة أن تنضم القوى الديمقراطية العلمانية السورية إلى مجلس سوريا الديمقراطية والبديل هو البقاء في أحضان الدولة التركية مع الجماعات المتشددة ومنها الأرهابية

مثل تنظيم جبهة النصرة وتنظيم داعش أو الأنضمام إلى طرف النظام إن سكوت المكونات السورية أو التلكئ أمام ألة القمع القائم في سوريا من قبل النظام بكافة ألاته العسكرية من دبابات وطائرات إن دل على شيء وهو يدل على خلل تنظيمي سياسي من طرف المعارضة السورية ومنها أسباب عدم

الأعتراف بلأخر ولهذا يسكت كما هو معرف في معظم الحالات ويلاحظ كل من يرى حقوقه مهضومة من قبل النظام وأيضآ غير معترف بها ومهمش من قبل المعارضة المتشكلة إن كانت مسلحة أو سياسية من خلال المجلس الوطني السوري أو الأئتلاف فيما بعد لا يجد حلآ أخر سوى الترييس وأنتظار

الظروف القادمة وهذا هو سبب أساسي لعدم نجاح الثورة السورية ولن تنجح بهذا الشكل والبديل هو مجلس سوريا الديمقراطية بقيادة من شخصيات إضافية جدد مثقفة ورفيع المستوى لتأخذ دورها في

المحافل الدولية والدبلوماسية هذا الفصيل التنظيمي الفتي بقيادة كوردية ويتمتع بدعم دولي كبيرسياسيا وعسكريآ له مسقبل براق للمشاركة في تشكيل النظام القادم في سوريا من أجل بناء ديمقراطي تعددي حر يلبي كافة طموحات أبناء الشعب السوري.
د. توفيق حمدوش
24.09.2020