نوسوسيال

سويسرا: بقلم دلشا آدم/ المثقف الكردي وضياع البوصلة الثقافية !!

1٬050

 

بمسح سريع للواقع والمعطيات ونحن نسترجع ذاكرة المثقف الكردي الذي لمع اسمه في الكثير من المجالات والميادين الثقافية والسياسية والفنية .أكراد استلموا زمام الحكم والثقافة والفن ،كتاب

افست أقلامهم أقلام أدباء عرب وبشهادة كبارهم فلمع نجمهم في سماء الادب والأبداع .بالإضافة إلى باع كبير من الفنانين من ذوي الأصول الكردية الذين دعموا الفن والدراما السورية والعربية

وبشكل ملحوظ وهنا لاأريد التوقف عند ذكر الأسماء لكن يمكنني القول أن الثقافة والإطلاع والأبداع كانت من سمات الكرد وهنا أتحدث عن أكراد روج افا حصرا .لكن وبنظرة الى عقود خمسة مضت وبقليل

من الشفافية وكثير من الواقعية نلاحظ أن شللا اصاب جذع هذه الأمة العليلة لنواجه بذلك التحول الكلي في الفكر والطموحات الثقافية والتوجه الى النزعة السياسية وحلم حمل السلاح الذي بات يخيم

بظلاله على الشباب فأصبحت الثقافة لا تتعدى كونها سوى شعارات رنانة وباتت في خدمة الأجندات الحزبية بغض النظر إذا كانت تلك التوجهات تخدم القضية والوجود الكردي في سورية بشكل عام

في عصر باتت المعاهدات والمواثيق أكثر وطأة من السلاح إذ ان الحرب باتت حرب فكر ومصالح أقتصادية .بكل تأكيد لا يسعني هنا إلا الوقوف إجلالاً واكراماً أمام تضحيات شباب بعمر الورد ضحوا

بأرواحهم في سبيل إعلاء اسم الكرد وكردستان وهنا سوف يعقب البعض قائلا: انها مرحلة تاريخية تمر بها أغلب الشعوب التواقة للحرية والاستقلال وأثبات الهوية والذات لكن اليوم وفي ظل التغيرات

التي طرأت على المنطقة وعلى المواطن السوري بخاصة وما آل اليه الحال من تشرد وتهجير ولجوء وما إلى ذلك من تبعات الحرب ونتائجها الكارثية على المجتمع والفرد والبيئة فأنه لمن البديهي أن

نواجه حقيقة واقع مرير وما سيكون عليه الحال في قادم الأيام نتيجة الانكسارات التي مُنيَّ بها .
وحال المثقف الكردي اليوم والذي تاه في دوامة الحرب والأغتراب و الاندماج ليس بالشيء القليل

على العكس تماماً لأنه سيحتاج إلى المزيد من الوقت والجهد لاستعادة توازنه والبدء من جديد في خوض معركة الوجود رغم توقه لذاكرة الأيام تلك والألم يعتصره . ونتساءل: هل تخلى المثقف الكردي

عن الإبداع  ؟… وبات حبيس انكساره فيما الموت يخيم على الأجواء أم أنها الفرصة المناسبة لإثبات الذات ومن جديد ؟!…. في كثير من الأحيان يتذمر البعض من الغربة والهجرة واللجوء حقيقة انه ليس

بالأمر الهيّن ونحن من نحمل تلك الذاكرة ولكن إذا تداركنا نقاط الضعف وتلافيناها لتكون بذلك محطة تحول في مسيرة المثقف الكردي اليوم وخاصة وهو الآن في دول هي بمراكز القرار وليس بشيء

مستحيل .بالبداية يتوجب علينا استرجاع ذاتنا التواقة للرقي الفكري والثقافي ومن ثم التركيز على الاشتغال لبناء جيل مثقف حقيقي محب لهويته,  وهنا أود التوقف عند مصطلح العادات والتقاليد

والمتمثلة في أبرازها من خلال المناسبات فقط والتنويه إلى أن هذه الأمور لا تكمن فقط في الشكليات بحيث يجب أن توازي بذلك المضمون والفكرة المتوخاة منها حيث تتضمن الكثير من

المفاهيم والأسس العريقة للشعوب ، لايكفي أن نتحلى بالشكل والمظهر الخارجي وفي الوقت ذاته نسهو عن متطلبات المرحلة لهذي الشعوب وذلك من خلال ارتداءنا للألبسة والتباهي بها خلال

المناسبات القومية فالزي الشعبي ليس لتقديم نشرات الاخبار والبرامج الفنية والسياسية والمناظرات والمداخلات والحفلات وما الى ذلك .. مخلفا بذلك انطباع وفكرا لمجتمع ذو عقلية بدائية

وتفكير سطحي للأمور وهذا مالا يتطابق والثقافة الكردية ومن هنا فعلينا مراجعة الكثير من ركائزنا الاجتماعية والثقافية مما يتطابق وثقافة العصر والشعوب والابتعاد عن القشور والشكليات والتطلع

الى المضمون والهدف . واخيرا وبحكم سياسة الاندمانج وطموح الكردي سيكون حتما للجيل الجديد بصمته في جميع المجالات الحياتية والسياسية والثقافية لاسيما إذا بنيت على أسس صحيحة

والابتعاد عن ثقافة العواطف والاتكال .من السذاجة التعامل بسطحية مع الامور وتحميل القدر نتائج فشلنا وإلا كيف لنا أن نكون قادرين على أتخاذ القرارات ونحن في ذروة مراكز القرار ، آما آن الأوان

لصحوة الكردي من غفوته واستعادته لذاته التواقة للعلم والمعرفة والمساهمة الفعالة والهادفة بالشكل المطلوب وهنا نطرح التساؤل التالي ؟. . . هل ستكون مهمة الحفاظ على اللغة وحب الوطن

من مهام الأسرة فقط كما كانت في الماضي ام بات حمل تلك المهمة واقعاً مفروضاً على عاتق المثقفين وأصحاب القرار من أحزاب ومؤوسسات وبالدرجة الأولى من تلك النخبة من أصحاب روؤس

الأموال والذين هم من يرتهن على امكانات اقتصادهم للدفع بالمواهب وإزالة مايواجهون من عقبات أمام تقدمهم ولكن وللأسف أنهم مغيبون على الدوام .أنها اللحظة الحاسمة ليعود الجميع من رحلة الضياع إلى أرض الواقع وأولهم المثقف والسياسي الكردي ويستعيد ثقته بنفسه بعد أن كبلتها المخاوف .

/   الكاتبة الصحفية: دلشا أدم  /