نوسوسيال

العنف ضد المرأة

605

رغم روح التسامح و الرحمة بين جميع الأديان و المذاهب الإنسانية في التأكيد على روح التسامح و الرحمة بين أسمى خلائق الله و هو الإنسان .
ورغم الأضرار التي تكبدتها الانسانية جراء اعتماد العنف كأداة للتخاطب و التمحور و رغم أن أي إنجاز بشري لابد أن يتوقف بالأساس على دعائم الاستقرار و السلام , و لكن رغم هذا و ذاك فإن البشرية ماتزال تدفع ضرائب باهظة الثمن من أمنها و استقرارها لاستخدام العنف كوسيلة ارأب مشاكل الحياة اليومية , حيث أن رواسب المنهج العدواني ماتزال عالقة في أذهان و سلوكيات البعض منا من خلال التعاطي مع الحياة وذلك على أرضية منهج العنف المضاد للآخر الفاقد للسماحة و الرحمة .
ونستطيع القول بأن العنف هو أحد المشاكل الأزلية التي يصعب تجاوزها و الحد منها وذلك ارتباطاً بتزايد هموم الحياة المرتبط جذرياً بالواقع المعيشي و الاجتماعي , وما تلبث أن تستقر في ساحتنا الإنسانية كل حين لتصادر أملنا الإنساني وتقدمنا الحضاري .
فرغم التطورات الهائلة في الذهن و الفعل الإنساني بما يلائم روح المدنية و التحضر إلا أنه ما نزال نشهد سيادة العنف في لغة التحاور بين بني البشر و بالذت مع من يمثل نصف المجتمع وهي المرأة , وخصوصاً المرأة في بلدان العالم الثالث حيث لايتجاوز دورها أكثر من ركن في أركان المنزل , تفني حياتها في الطاعة وتلقي الأوامر و عقدة الشعور بالنقص المرافقة لها حتى مماتها و الإحساس الفظيع و المتواصل بشعور ( إنسان من الدرجة الثانية ) و يمكننا تعريف العنف ضد المرأة أنه فعل أو سلوك موجه إلى المرأة مستنداً على القوة و الشدة و الإكراه , متسماً بدرجات متفاوتة من التمييز و القهر و العدوانية ناجم عن علاقات غير متكافئة بين الرجل و المراة في المجتمع الأسري على السواء يتخذ أشكالاً نفسية وجسدية متنوعة الأضرار .
وحينما تقع المرأة ضحية الأضرار المتعمدة جراء منهج العنف فإنها تفقد الإحساس و هذا سينعكس سلباً في بناء المجتمع الذي تكون المرأة فيه بمثابة القلب النابض .
إن لكل إنسان حق في أن لا يتعرض للعنف و أن يعامل على مبدأ المساواة و العدل مع غيره من بني البشر بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين باعتباره أنه إنسان له وجوده وكيانه و جوهره يرقى و يتكامل من خلاله .
وما نلاحظه في الوقت الحالي هو أنه رغم التقدم الكبير في الاهتمام بحقوق المرأة من خلال المنظمات و الجمعيات و قانون الأمم المتحدة الرافض لكل أشكال العنف , إلا أن جبين الإنسانية ما يزال ملطخاً بالعنف و التمييز .