نوسوسيال

بقلم ربحان رمضان:المصارع القادم من جبال كردستان أبو مستو شيخاني

599

بعون عام مرت على وفاة بطل العالم للمصارعة الحرة ابن حي الأكراد الدمشقي مصطفى شيخاني ..
مصطفى شيخاني الذي أكد في كل تصريحاته أنه كردي .

ولد مصطفى شيخاني عام 1936 في حي الأكراد بدمشق لوالدين كرديين هما سلطانة وياسين شيخاني رحمهما الله .

أمه العظيمة ” سلطانة ” كانت قوية الشخصية أكسبت ابنها شخصية متزنة وشجاعة نادرة ..
لقب هذا البطل باسم ” أبو مستو” هذا اللقب الذي يتداوله كرد حي الأكراد نسبة إلى اسم مصطفى .

في عام 1959 ( أيام الوحدة بين سورية ومصر ) تطوع البطل شيخاني بالكلية البحرية المصرية في حي رأس التين بمدينة الإسكندرية للعمل كضابط بحري في الأسطول التجاري البحري.، وهناك انضم لناد

رياضي مختص بالمصارعة الحرة ” بنكراس”
تدرب في هذا النادي على يد مدرب ياباني أهّله للحصول على بطولة الجيش بالمصارعة الحرة ، طبعا جيش الجمهورية العربية المتحدة التي كان يحكمها نظام جمال عبد الناصر في تلك المرحلة ، وقرر

التفرغ لممارسة هذه اللعبة .صرح لي أخيه السيد حسن شيخاني قائلا : ” .. أن المدرب الياباني اعتنى به كثيراً وعلمه فنون هذا النوع من الرياضة .. ”
ثم تابع  حسن قائلا :
عاد إلى سورية عام 1960 وأنشأ نادياً رياضياً لتدريب شباب الحي الذي عاش به ” حي ألأكراد ” على لعبة المصارعة الحرة ومن تلامذته ذكر لي : أخيه محمد والسيد سمير ملاطلي و بهجت ظاظا رحمه الله ابو

جوان والبطل نوري من سركانية- رآس العين في الشمال السوري حاليا مدرب ومدير نادي في مدينة الرياض ومستشارا لرعاية الريضة والشباب .. وغيرهم من شباب حي الأكراد .

في سنة 1961 نشر بالجرائد الرسمية في سورية ولبنان منشورا تحدى به كل أبطال سورية ولبنان بالمصارعة الحرة ، بغض النظر بأي وزن كان ( علماً أن وزنه وقتها لم يتجوز ال 65 كغ وبعد شهر من ت

كرار التحدي قبل بطل لبنان ( عز الدين طاهرة) بالتحدي وقرر أن ينازل أبو مستو الذي يحمل لقب بطل الجمهورية المتحدة وجرت اللعبة في الملعب البلدي بدمشق علماً أن البطل اللبناني عز الدين طاهرة

كان وزنه وقتها 110 كغ في حين أن مصطفى شيحاني كان وزنه 65 كغ فقط ، وفي الموعد المقرر نزلت شباب حارة الأكراد للملعب البلدي لمشاهدة البطل المباراة .ابو مستو المصارع الرشيق والقوي

الذي ، كان يقفز قفزا ً ، اتذكر كيف جرح رأسه في ركن حلبة المصارعة ، .. مسح الدم بيده ، لحس الدم وهجم على منافسه هجوما صاعقا أ ارهبه ، فخرج من الحلبة ، قفز شيخاني فوقه وكسر له يده ..
وفعلا أنا كاتب هذه الأسطر كنت من الحاضرين برفقة والدي رحمه الله والمشجع لهذا البطل العظيم ..
استغرقت اللعبة 9 دقائق فقط أسفرت عن استسلام البطل اللبناني بعد أن كسرت ذراعه اليسرى ، وأعلن الحكم ” خليل أبي نادر ” فوز ” أبو مستو ” على بطل الشرق الأوسط عز الدين طاهرة .

حملوه محبوه وأصدقاءه فرحين بنصره العظيم على الأكتاف من الملعب البلدي بجانب المتحف الوطني حتى حي الأكراد في حالة انتصار ابن حييهم الذي يعتزوا بالانتساب إليه ..

في حالة فرح عامر رقصوا وهتفوا فرحين بفوزه ، ومن تلك االجمل التي كانوا يرددونها : ” أبو مستو الشيخاني كسر إيد اللبناني ، أبو مستو الشيخاني كسر إيد اللبناني .. ”

وعندما ثار السوريين على ممارسات شخصيات الوحدة ” السورية – المصرية ” وحكم جمال عبد الناصر البوليسي كان أبو مستو في طليعة مظاهرات أهالي حي الأكراد ، وقد كنت من المشاركين بتلك ا

لمظاهرات اتاني جرت آنذاك ، رأيته كيف كان يتقدمها حتى انه قفز في إحداها إلى نافذة من نوافذ احدى المؤسسات لينزع علم ” الجمهورية العربية المتحدة” الذي اتخذه نظام البعث علما لسوريا

ويسقطه ارضا ، علم النظام الذي أصبح شعار لاستبداد الحكم فيما بعد ، والذي رفضه السوريون مرة أخرى ورفعوا علم الجمهورية السورية بدلا عنه .

السيد شيخاني شقيقه عقب قائلا : بعد شهرين سافر أبو مستو إلى ألمانيا الغربية وهناك كثّف تدريبه ، وبعد ستة أشهر حصل على بطولة ألمانيا الإتحادية ذلك في عام 1962.
كان يقدم نفسه إلى الجمهور باسم ( البطل القادم من جبال كردستان مصطفى شيخاني ) و ” بطل كردستان ” .
وفي سنة 1966 فاز ببطولة العالم بالمصارعة الحرة الأميركية ( بنكراس) وتتالت انتصاراته حتى أنه تسلم كأس البطولة في إحدى المباريات من السفير السوري في المغرب باسم البطل القادم من كردستان ؟
رحمه الله ، احتفظ بلقب ببطولة العالم لمدة اربعة عشر علما إلى أن طالته يد الغدر عام 1980 على يد عصابة ثبت انها مكونة من ثلاثة أشخاص استأجروها خصومه الرياضيون فأفرغوا في رأسه ثمانية رصاصات أدت إلى وفاته وحيدا غريبا في بلاد الغربة .

*كاتب وناشط سياسي كردي – سوري