نوسوسيال

بقلم الصحفي حسن ظاظا: انتفاضة الشعوب الإيرانية مستمرة والقادم أعظم

311

 

 

ملالي إيران اليوم في حالة هلع وخوف من انتفاضة الشعوب الإيرانية, المطالبة بالحرية والحياة الرغيدة والعيش الكريم، وهي اليوم تعيش أمام تحديات كبيرة في موضوع القوميات، ودرجة الظلم تعدت كل الحدود والأعراف الإنسانية وحقوق الإنسان، حيث فرض نظام ولاية الفقيه قانون الغاب الذي يشير بوضوح إلى مخالب وأنياب أصحاب العمائم وغدر أنيابهم  ومخالبهم الحادة القوية والعدوانية بشعوبهم وشعوب الشرق الأوسط، هذه السياسة العدوانية التي يتبناها نظام الولي الفقيه تجاه القوميات وكل مكونات المجتمع الإيراني، لم يبق من سبيل إلا  التمسك  بقوة شعوبها وتفعيل روح التضامن والاتحاد من أجل التخلص من أيديولوجية العمائم السوداء، فالشعور القومي المتصاعد لدى الشعوب من القوميات الإيرانية من أصول كردية, وأرمنية, وآذرية, وبلوشية, وعربية, ولورية, خلق حالة من الهلع والخوف بين جميع الأطياف السياسية الفارسية، سواء أكانوا يساريين أم يمنيين في داخل إيران وداخلها…أم ليبراليين…أم عملاء المخابرات الإيرانية فجميعهم وقفوا في صف واحد ضد تطلعات الشعوب المضطهدة في إيران. وباتت التيارات السياسية (القومجية الفارسية) الدينية واليسارية ذات التوجه القومي الفارسي تدافع عن نظام ولاية الفقيه بحجة الوقوف في وجه التحركات والمظاهرات وهناك اتهامات  جاهزة ضد الشعب الكردي المنتفض في الإقليم الكردي غربي إيران من أجل حقوقه المشروعة في المساواة والقضاء على التمييز العنصري ضد الشعب الكردي والشعوب من القوميات الإيرانية.

هذه الحالة رسمت اصطفافاً جديداً في الخريطة السياسية والقومية والدينية مع النظام لمحاربة تطلعات الشعوب المضطهدة في إيران والشق الثاني هو تجمع كل نشطاء الحركات التحررية من العرب والكرد والأذريين والتركمان والبلوش واللور مع بعض التنظيمات الإيرانية التي تعترف بحقوق القوميات، كمنظمة (مجاهدي خلق) أو الجبهة الديمقراطية الإيرانية، حيث يمكن أن تتألف وتتوحد في صف واحد من أجل اسقاط دولة الفقيه، وبناء نظام سياسي تعددي يحترم حقوق القوميات والأقليات الدينية، وإرساء أسس نظام فيدرالي يقضي على المركزية و والاستنثار بالسلطة وبناء دولة تمنح حقوق شعبها، وتتعايش بسلام مع جيرانه.

للكرد تجربة كبيرة مع الخميني الذي وثق منه الكرد، ووعدهم بالحكم الذاتي مقابل وقوفهم مع الثورة، وإعطاء الكرد الأمان السياسي، ثم خانهم، واليوم فإن الكرد وكذلك القوميات الأخرى لا يثقون بالملالي.

وبعد تجربة طويلة من المواجهة مع نظام الولي الفقيه، أدرك جميع الإيرانيين ولا سيما الفرس، أنه لا يمكن إسقاط الحكم الديكتاتوري في إيران، إلا من خلال توسيع ساحة المعارضة، وجمع شمل كل المعارضين، ومن بينهم نشطاء القوميات المتعددة في جبهة واحدة، حيث تم أخيراً تأسيس مجلس الديمقراطيين الإيرانيين في مدينة كولونيا في ألمانيا قبل أسبوعين.

هذا المجلس يجمع كل من يطمح إلى الديمقراطية الحقيقية، والتخلص من نظام ولاية الفقيه في إيران، حيث تم الإعلان عنه بعد مشاورات دامت عامين بين الجانبين- المعارضة الفارسية من جهة وأبناء القوميات المختلفة من جهة أخرى- حيث أدت هذه الجهود إلى خلق هذا الحراك الشامل، ولدى المجلس خطوات متتالية ستعلن عنها المظاهرات لا زالت مستمرة في كل المدن الإيرانية، حيث يردد المتظاهرون بصوت واحد (يؤله رجلاً واحداً يحول الأمة إلى متسولين) وفقاً لما ذكرت (أسوشيدتبرس) وكانت القفزة المفاجئة في ارتفاع أسعار المواد الغذائية… هي الشرارة الأولى (للانتفاضة التي انطلقت تظاهراتها الأولى في مدينة مشهد الواقعة شرقي البلاد، وزاد من الغضب والانتفاضة الموازنة المالية لهذا العام التي كشف عنها الرئيس الإيراني حسن روحاني في منتصف كانون الأول المنصرم داعياً إلى تخفيضات كبيرة في المدفوعات النقدية، التي أقرها سلفة محمود أحمد نجاد، كشكل من أشكال الرعاية المباشرة، ومنذ توليه الرئاسة عمل روحاني على تخفيض تلك المدفوعات النقدية، وقد أدت الموازنة العامة أتلي أعلن فيها الرئيس أيضاً إلى توقعات بقفزة جديدة في أسعار الوقود.

وفي ظل التخفيضات المعلن عنها كشفت الميزانية عن زيادات كبيرة في تمويل المؤسسات الدينية التي تشكل جزءاً رئيساً من منظومة الدولة فوق الدولة المعمول بها في البلاد، والتي تتلقى مئات الملايين من الدولارات سنوياً من الخزينة العامة، وهذه المؤسسات ومن ضمنها المدارس الدينية والجمعيات الخيرية، ترتبط ارتباطاً وثيقاً برجال نظام الملالي الأقوياء، وغالباً ما تكون بمثابة الات للرعاية والدعاية لسلطتهم.

ومازالت الاجتماعات مستمرة حتى ساعة صدور هذا العدد وتتوسع إلى كل بيت ومدينة والقادم أعظم.