نوسوسيال

بقلم:محمد أرسلان علي/ ليبيا تمرغ الطاغية أردوغان برمالها

734

 

محمد أرسلان علي

إنه التاريخ الذي يعيد إحياء نفسه من جديد ويُرشدنا نحو طريق الخلاص من كل غازٍ ومعتدي يسعى لاحتلال الوطن الذي كان ولا زال الحضن الذي يحمي أبناءه من المحتلين. التاريخ لا يرف الرياء والنفاق

واللا مبالاة بل مؤرخي السلطة والمال هم الذين زوروا التاريخ وأعادوا كتابته وفق أمزجة زعماء النصر الهش والمهين. سنين طويلة ونحن نقلب صفحات التاريخ ويعلموننا أن الدول مصالح وأجندات وأنه في السياسة لا أصدقاء دائمين ولا أعداء كذلك.

السياسة كانت ولا زالت هي كيفية تأمين أفضل السبل لحماية المجتمعات لوجودها بعيداً عن التقربات الميكافيلية التي كانت عنوان لزعماء اتقنوا فن الرياء والنفاق ليس على بعضهم فحسي، بل

على شعوبهم ومجتمعاتهم بحدِ ذاتها. وراحوا يزرعون نشوة الانتصار المنكسر في عواطف الشعوب وأن المستقبل لنا وأننا من صنع الحضارة ونقلها للغرب الكافر.

ولأنه لم نكن صادقين مع أنفسنا وشعوبنا ها نحن ندفع ضريبة ذلك من دماء شعوبنا واستقرار

مجتمعاتنا التي كانت منذ فجر التاريخ متعايشة مع بعضها البعض لا تعرف للقتل عنوان. لم نكن صادقين مع تاريخنا الذي حجبنا الحقيقة عنه وواريناه بألف قناع وقناع وإظهاره بالشكل الذي يريده الزعماء، الذين باتوا يتساقطون الواحد تلو الآخر كأحجار الدومينو أمام شعوبهم لا حول لهم ولا قوة.

تركيا التي لم تعرف منذ تأسيسها معنى الآخر واحترامه ولا تمتلك اية ثقافة مدنية ولا حضارية وكل ما يتم التغني فيه تركياً هو تم سرفته من المجتمعات والشعوب التي احتلتها وهجرتها منذ

مجيئهم هذه المنطقة المقدسة. منذ أكثر من خمسة قرون وتركيا تنهب ثقافة المنطقة من أكلها وملبسها وعاداتها وتقاليدها وكل ما يمت للإنسانية بشيء تركيا تسرقه في وضح النهار وتنسبه إليها، ونحن صدقنا ذلك ورحنا نتغنى بالدراما التركية والأفلام التركية والموضة التركية وحتى القهوة التركية التي هي براءة من تركيا.

تركيا كجمهورية تأسست وتم تشكيلها على دماء ملايين الناس من الشعب الأرمني والكردي والعربي والتركماني ومئات المجازر وعمليات التهجير القسري، كيف لمثل هذه دولة أن تكون صاحبة مدنية وثقافة وتاريخها ملطخ بدماء شعوب المنطقة وكدهم وخيراتهم.

ما تقوم به الآن تركيا لا يختلف البتة عمَّا قامت به أثناء توغلها في المنطقة قبل أربعة قرون أو أكثر. نفس الأسلوب المتبع الآن اتبعته آنذاك وهو الدين، حيث تأسلموا شكلاً ولكن بقي جوهرهم لم يتغير

يعتمد قتل الآخر مهما كان، وسرقة ثقافة الشعوب وتنسبها لنفسها على أنها ذات حضارة وثقافة عالمية. استغلت الدين والعامة من الشعب البسيط تحت شعار الدين وشكلت الفرق الحميدية

الانكشارية من جميع الشعوب والأمم ذاك الوقت، هو نفسه ما يقوم به أردوغان الآن بتشكيل ذات الفرق الاردوغانية من مرتزقة من كافة الشعوب وارهابيين تحت الطلب وارسالهم لمناطق يسعى اردوغان كي يحتلها.

ارسل الآلاف من المرتزقة العرب الى ليبيا كي يحتلها وعينه طبعاً على دول الجوار القريبة منها والبعيدة ويتوهم أنه بمقدوره أن يعيد أمجاد أجداده القتلة العثمانيين ثانية، ناسياً أن الزمن الذي نعيشه تغير وأن تاريخه هو وأجداده بات مكشوفاً إلا للسذج والمخدوعين واللاهثين وراء المال سيتوهون في صحراء ليبيا.

ليبيا التي استعصت على الفرنسيين والايطاليين بكل تأكيد ستكون عصية على العثمانيين الجدد أيضاً من أردوغان ومرتزقته، ومهما فعلوا فأنهم لن يفلحوا في تحقيق أوهامهم وأجنداتهم التي سوف تتحطم وتتوه بين رمال ليبيا كما كانت عاقبة الذين من قبلهم من الاستعمار الإيطالي وغيرهم.

سيتم تمريغ أنف أردوغان والإرهابيين الذين معه في رمال صحارى ليبيا على يد أبناء عمر المختار الذي ربط رجليه ولم يتراجع أمام الآلة العسكرية الفتاكة ذاك الحين. اليوم أيضاً أحفاد عمر المختار سيلقنون

هذا المعتوه الدرس اللازم والتي ستكون آخرته في الشمال الافريقي كله وليس ليبيا فقط. ويكتبوا التاريخ من جديد ويعيدون له رونقه وبهجته وينظفونه من الرياء والنفاق ويكتبوا بالخط العريض أن السياسة هي فن وأخلاق قبل أن تكون فن الممكن.