نوسوسيال

بقلم:رفيق إبراهيم/ هل ستكون سرت والجفرة نهاية الحلم الأردوغاني؟

1٬070
رفيق إبراهيم – كاتب وصحفي من الشمال السوري ونظرا لأهمية مقاله ننشره عن الوضع الليبي والأحتلال التركي في هذه المقالة التحليلية التي نشرت في جريدة روناهي الصادرة في اللغتين العربية والكردية صباح السبت الفائت:

يستعد طرفا الصراع في ليبيا لمعركة سرت التي قد تحدث في أية لحظة، فيما يتحدث المحللون بأن المعركة باتت وشيكة حيث تتحضر ميليشيات حكومة الوفاق بقيادة السراج وبدعم كبير من تركيا
للهجوم على مدينة سرت الاستراتيجية، ويؤكد ذلك الناطق باسم الجيش الوطني الليبي بأنه يتوقع حدوث معركة فاصلة خلال الساعات القليلة القادمة، وبأنهم على أتم الاستعداد لصد أي هجوم محتمل،
حيث تستمر تركيا وميليشيات السراج في تحشيد وإرسال المرتزقة للجبهة في سرت.
وأكد ذلك اللواء أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي
قال بأنه لا يستبعد أن تشهد الساعات القادمة معركة كبرى فاصلة بين الليبيين والأتراك بمحيط سرت والجفرة، لقد رصدنا تحركات لقوات الوفاق وميليشياتها في محيط سرت – الجفرة، والجيش ينتظر
انطلاق المعارك في أي لحظة، لن يقوم بالهجوم، لكنه سيردع أي قوات تحاول التقدم للوصول إلى الهلال النفطي.
وكذلك يؤكد العقيد محمد قنونو، الناطق باسم ميليشيات السراج بأنهم ماضون للسيطرة على جميع المدن في ليبيا، في إشارة منه بأنهم مستعدون للقتال والسيطرة على مدينة سرب الهامة
والاستراتيجية، وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من وصول مسؤولين عسكريين أتراك إلى طرابلس بينهم مسؤول العمليات الخارجية بالاستخبارات الخارجية التركية، مع وصول شحنات كبيرة من الذخائر والأسلحة المتطورة والحديثة.
ويستمر التحشيد من قبل الطرفين على تخوم هذه المنطقة، حيث يتزايد الإصرار التركي على السيطرة عليها من خلال إرسال المزيد من الآليات والمعدات العسكرية والمرتزقة نحوها، فقامت بحشد حوالي 10
آلاف من المرتزقة في محيط سرت، ولكن لديها حسابات قبل أن تبدأ هذه المعركة وقد تكون مكلفة
جداً، ولن تُغامر تركيا بالهجوم على سرت والجفرة في ظل الظروف الآنية وبخاصة أن مصر لن تسمح لسيطرة تركيا على هذه المناطق التي ستهدد من خلالها الأمن القومي المصري.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة فأن محور سرت والجفرة أضحى المُرشح لأن تشتعل فيه المعارك ليس فقط بين الفرقاء الليبيين، وإنما أيضاً بين تركيا ومصر أيضاً ولكل حساباته، ولهذا قد تشهد ليبيا والمنطقة تدخلاً إقليمياً ودولياً، لما فيها من تقاطع للمصالح.
وعلى ما يبدو أن مصر مُصرّة على حماية المناطق التي وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسي بـ” الخط الأحمر” في سرت والجفرة، ونشرت منظومتي دفاع جوي S-300 بعيدة المدى لحماية أجواء شرق ليبيا،
إلى جانب نشر منظومات صواريخ ذاتية من نوع “بوك” لحماية منظومة S-300 من أي هجمات جوية قريبة المدى قد تستهدفها. وعلى ضوء هذه المُستجدات، فأن تركيا “تدق طبول الحرب، وتستمر في إرسال المرتزقة ودعم الميليشيات”، وهذا ما معناه بأن معركة سرت والجفرة آتية لا ريب فيها وستكون القول الفصل.
ومع كل ما تقدم من أمور لاندلاع معركة سرت والجفرة، ما زالت في طور الأحاديث، لكن في حال اندلعت المعركة، ستكون معركة فاصلة تحمل معها نتائج قد تطال المنطقة برمتها. والمحتل التركي يحاول
رسم خطوط المواجهة في سرت والجفرة، بهدف خلق معادلات جديدة تفرض من خلالها توازنات أخرى تُمكنها من تغيير الواقع الحالي، بما يخدم مصالحها في ليبيا التي هي الأساس ليتم بعد ذلك التفكير باحتلال بلدان أخرى في المنطقة، غير آبهة بالخطوط الحمراء التي أعلنتها مصر الجادة في تنفيذ ما وعدت به للحفاظ على أمنها القومي.
ويقول قسطنطين كوساتشيف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، بإن ظهور خارطة الحل المصرية في ليبيا هو لتحقيق التوازن فيها، وإعادة لجم التوسع والدور التركي في ليبيا، الذي ينمو على خلفية الطموحات المتزايدة للرئيس التركي أردوغان.