نوسوسيال

بقلم حسن ظاظا: العمل الجميل يا فرسان العروبة… لا يرد إلا بالجميل

606
حسن ظاظا
التطورات المتسارعة في كل من سورية ولبنان, والعراق واليمن وليبيا، وكثافة اعتداءات الحشد الشعبي بالعراق، والحرس الثوري وحزب الله في سورية، والحوثيين في اليمن، وإرهاب واستبداد الحكام العرب على شعوبهم، كلها تؤكد التدخل الإيراني اللوجستي والمباشر لإيران وتركيا في شؤون هذه الدول، واحتلال تركيا لأراضي سورية، والتدخل والاحتلال المنظور لإيران في اليمن والعراق وسورية النهجان يعتمدان على تصعيد الحرب في هذه الدول وخارجها، ويبدو أن طهران مضت قدماً في هذا الخيار مع تصاعد الضغوط السياسية والعسكرية في سباق لبسط نفوذها قبل غيرها.
بينما تركيا تريد وسط هذه الأجواء المتوترة … تريد تنفيذ حلمها التركي العثماني في المنطقة على حساب الشعبين الكردي والعربي. وبخاصة احتلالها أراضي سورية، والتهديد والوعيد للقضاء على الشعب الكردي وحقوق الكرد المشروعة بالتآمر والتنسيق مع إيران  وبدا ذلك في الاجتماع الأخير أستانة حين رفض الجانبان حضور وفد من حزب الاتحاد الديمقراطي. علماً أن كل هذه المؤتمرات والاجتماعات ستبقى فاشلة ومخيبة للآمال بدون مشاركة الكرد الممثلة في الإدارة الذاتية الديمقراطية، وبالنسبة لإيران كل الممارسات العدائية التي تقوم بها إيران تهدد الأمن والأمان والسلام في منطقة الشرق الأوسط وممارساتها الداخلية ضد الشعب الكردي وسلسلة الإعدامات المستمر بحق شباب الكرد الوطنيين،
إن الاتفاق الإيراني التركي واستبعاد الكرد من المشاركة في المؤتمرات الإقليمية والدولية لحل الأزمة السورية، لدليل واضح على التآمر ضد الشعب الكردي المسالم وقضيته العادلة، وبالمقابل فإن الدولتين التركية والإيرانية تستهدفان  الشعبين العربي والكردي، وذلك للهيمنة على دول المنطقة.
إيران  بما تفعله بهذه الدول، وبعدم اهتمامها بالتنديدات الموجهة لها من مختلف أنحاء العالم، وبضربها عرض الحائط  المعاهدات والقوانين الدولية إنما تفرض على نفسها المزيد من العزلة التي تصنعها مع قطر وتركيا على رأس الدول الداعمة للإرهاب الأمر الذي يتطلب موقفاً دولياً حازماً ضدها.
 والدولتان التركية والإيرانية لا تخجلان من سياستيهما العدوانية تجاه  الكرد والعرب…
ولا يخجل القومجيون العرب وإسلامهم السياسي  من مواقفهم العدوانية تجاه الشعب الكردي الذي قدم عبر التاريخ الكثير من المواقف الوطنية والإنسانية والثقافية والخدمات الجليلة العديدة في تحرير بلاد الشرق والوقوف في الخندق الواحد جنباً إلى جنب دفاعاً عن البلاد العربية من الاستعمار الكلاسيكي عبر التاريخ القديم والتاريخ الحديث بطرد العثمانيين والقضاء على إمبراطوريتهم بالشرق الأوسط.
إيران وتركيا تتطاولان اليوم على الشعبين العربي والكردي بعنجهية وتفاخر انتصاراتهم المزعومة  وتواجدهما غير الشرعي في سوريا والعراق واليمن عبر ميليشيات ومنظمات إرهابية وغيرها، والنفوذ الإيراني الواسع في العراق وسوريا ولبنان، وممارسة الإرهاب في دول عدة وتتبجحان بالتصريحات الفجة التي تعلنان فيها هيمنتهما، تركيا على مدن في الشمال السوري، وإيران على مدن وعواصم عربية، والسؤال هنا؟ فهل يمكن تحمل جار بمثل بهذه العدوانية التركية ويبقى السؤال الأهم موجه إلى الشعب العربي وحكامه وجامعة الدول العربية…
هل يرد الجميل للشعب الكردي الذي وقف تاريخياً مع الأمة العربية في خندق واحد؟…
لرد (الجميل) لهذا الشعب الذي يعيش في أرضه ووطنه كردستان  وأعاد ألق بلادكم عبر التاريخ على الصعيدين السياسي والعسكري في بناء دولكم في مصر وبلاد الشام.
والمطلوب اليوم من جامعة الدول العربية والشعوب العربية وحكامها الاعتراف بالوجود الكردي وحقوقه المشروعة، والكرد اليوم في شمال سوريا يقدمون مشروعهم الفيدرالية الاتحادية الديمقراطية لسوريا، وذلك للحفاظ على وحدة سورية، ومشاركة كل مكونات الشعب السوري في إدارة الحكم.
وعلى جميع العرب الوقوف إلى جانب الشعب الكردي لتحقيق حقوقه والاعتراف بالفيدرالية والإدارة الذاتية الديمقراطية لتكون النموذج الأمثل لمشاركة الشعب السوري في إدارة نفسه بنفسه، لبناء سورية الاتحادية الفيدرالية، (والعمل الجميل لا يرد إلا بالجميل) وبقدر ما يتطلب المشهد الراهن في العلاقات الكردية العربية في المواقف والوجود مواجهة مشتركة حاسمة دبلوماسياً وسياسياً ومن خلال كل الأدوات الإعلامية وغيرها من أوراق القوى لتحجيم هذه التدخلات الإيرانية والتركية ضد الشعبين العربي والكردي، والحؤول دون استكمال حلقاتها وتحقيق غايتها، فالمطلوب من الشعب العربي الوقوف مع الكرد في محنتهم بخندق المواجهة ضد نظام الملالي الاستبدادي المظلم..
ونظام الإسلام السياسي الإرهابي الأردوغاني العثماني المريض، فالخطر الإيراني والتركي أيضاً يستهدف العرب والكرد، ويتحول إلى عنصر تخريب يهدِّد استقرار المنطقة، ومع تحول إيران وتركيا إلى لاعبين إقليميين يهداد الشعبين العربي والكردي والدول العربية في سورية ولبنان والعراق واليمن ودول الخليج وعرب أفريقيا حيث يمثلان خصمين حقيقيين للعالم العربي والشرق الأوسط من ناحية أخرى، فإن النفوذ الإيراني والطموحات الجيوسياسية لإيران خطيرة جداً.
رغم تغير الغطاء الأيديولوجي بعد الثورة الخمينية عام 1979م ومنذ ذلك التاريخ شرعت إيران في التكيُّف مع الواقع الجديد واستثمار الفراغ الذي خلفه تراجع الدور العربي والنظام العربي، فعملت بدأب على إنشاء (شبكات زبائنية نائمة) في العديد من البلدان العربية كلبنان وسورية والعراق واليمن والتي أفضت إلى التدخل الأمريكي فيها والتمكين للنفوذ الإيراني في العراق وسوريا واليمن وسيطرتها على باب المندب والملاحة الدولية في البحر الأحمر ولكن الدور التركي صاحب شعارات الإسلام السياسي ورغم الخلاف العقائدي بين الملالي في إيران وأردوغان  ونظامه الإسلامي الذي دعم الإرهاب المنظم تحت شعار (إعادة الخلافة الإسلامية) والتي انتهت بالقضاء على داعش، وبقي الهدف الإيراني والتركي هو انتصارات الكرد في روج آفا وشمال سوريا وإقامة الإدارة الذاتية الديمقراطية واستقرار الشمال السوري والعيش المشترك بين جميع مكونات المجتمع، والمشروع الفيدرالي الاتحادي الديمقراطي المحافظ على الوحدة السياسية والجغرافية لسورية المستقبل حيث يسعى الجانبان لضرب هذا التعايش وإعاقة كل المشاريع والحلول اللازمة لسورية كل ذلك من أجل القضاء على الشعبين العربي والكردي ومن هنا يقع على الشعبين الكردي والعربي عبءُ الدور الكبير في احتواء مضاعفات المشهد الراهن بحكم ثقلهما الدبلوماسي والوقوف معاً في خندق المواجهة وتبني مشروع الفيدرالية الاتحادية الديمقراطية لمشروع سورية المستقبل في المحافل الع