نوسوسيال

سوريا: بقلم الكاتب الصحفي حسن ظاظا/ الاحتلال التركي والانتهاكات المحرمة دوليا

527

تصاعدت وتيرة التهديدات الحربية التركية المترافقة مع تحركات عسكرية واحتلال للأراضي السورية على الأرض وبات الساسة الأتراك يتسابقون مع أردوغان وجنرالاته وأمرائه في حزب العدالة والتنمية في تضخيم نبرات صوتهم ورفعها إلى الدرجة القصوى إلى الحد الذي بتنا فيه «نخشى» عليهم من جراء الانتصارات التي حققتها وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية التي قهرت مرتزقة داعش، والسياسة الهادئة النشطة لحزب الاتحاد الديمقراطي على الساحتين الإقليمية والدولية، الأمر الذي دفعنا لاستدعاء سيارات الإسعاف استعداداً لتقديم المساعدة الطبية اللازمة عند الضرورة في مسعى إنساني مطلوب منا في هذا الزمن الغابر الذي يختلط فيه الحابل بالنابل، وتتشابك فيه الخطوط إلى الحد الذي بتنا لا ندرك حقيقة ما يدور على الساحة من كثرة اللغط، الذي يترافق مع تداعيات الأحداث ويشغل الجميع وكأننا نواجه مخاطر حرب عالمية ثالثة ستبدؤُها تركيا الأردوغانية في ساحات كردستان وجبالها الشامخة بحجة ملاحقة صقور الجبال الأبطال مقاتلي حركة التحرر الكردستانية الذين يفرخون صقوراً في جبل «قنديل» الذي يبعد أكثر من خمسين كيلو متراً عن الحدود التركية … والمراقبون… والمدققون… في محتوى الأخبار وتطورات الأحداث بعد الانتصارات التي تحققت في روج آفا وشمال سوريا على الصعيدين العسكري والسياسي يدركون جيداً حجم (الكذبة) التي يطلقها دكتاتور أنقرة رجب طيب أردوغان المتغطرس بداعش الملطخ بالدماء باحتلاله واندفاعه للحدود السورية والعراقية على أمل التوغل واحتلال كردستان وروج آفا وشمال سوريا و»التصدي» للكريلا الأبطال بهدف القضاء عليهم- حسب ما يخطط له.
حركة التحرر الكردستانية أكثر من ثلاثين عاماً تقاتل الطغم العسكرية التركية وتكبدها الخسائر الكبيرة في المال والعتاد والرجال… مقاتلو حركة التحرر الكردستانية الصامدون في جبال وطنهم بوجه حكام حزب العدالة والتنمية.
هل حقاً جنرالات تركيا وساستُها في حزب العدالة جادون في القضاء على صقور الجبال الكريلا الأبطال ؟!..
هل سينتهي التواجد العسكري لقوات حركة التحرر الكردستانية الذي يكافح ويناضل من أجل الحرية والاستقلال .. والعيش المشترك لشعوب كردستان أيضاً. خلال كل السنوات التي مضت والحملات العسكرية التركية ساهم فيها الجيش والطيران والمدفعية وبالتعاون والتنسيق مع بقية الأطراف ابتداءً من حكومة إقليم جنوب كردستان والحكومة المركزية في بغداد التي من المؤمل أن تساهم في دعم الجيش التركي حسب الطلب والرغبة التي يعلن فيها أكثر من طرف وجهة رسمية تركية!! كأن تركيا قد أصبحت سيدة العالم !!هل هو ذاته الحلم الطوراني – العثماني لسيادة العالم يعود من خلال حلم ساسة حزب العدالة والتنمية والأمير الداعشي رجب طيب أردوغان … أم أنه مجرد أحلام مزعجة من تلك التي تنتاب المرء، بعد أن يتمادى في عشائه بساعة متأخرة من الليل، فتختلط عليه الحقائق والأوهام.دعونا نستقرئ طبيعة الأحداث ونميط اللثام عن جزء من حقائق الوضع العسكري والسياسي في المنطقة. لنرى هل لهذه الأطراف رغبة ومصلحة في القضاء على حركة التحرر الكردستانية، القوات الثورية التي تدافع عن أهداف مشروعة لشعوب المنطقة .. أم تصنيفها في خانة التمرد والإرهاب.. ولماذا هذا التصنيف والتشويه لحزب يناضل من أجل تحرير وطنه المحتل؟! ومن أجل تحرير شعوب الشرق الأوسط من سلطات حكامه واستبدادهم؟! والسؤال هنا: هل القوى التي تتصدى لها جادة في مسعاها للقضاء عليها وكيف؟ رغم فشل كل الحملات العسكرية خلال العقود الثلاثة التي مضت؟!تركيا الطرف الأساس في الموضوع تعاني من حالة صراع بين مؤسسة الجيش وحزب العدالة الإسلامي الذي تمكن زوراً وبهتاناً من قلب المعادلة وفرض رئيساً إسلامياً في البلاد وبات فيه جنرالات الجيش يزحفون للخطوط الخلفية بعد تصفية الآلاف من الضباط والعسكريين تحت شعارات واهية كاذبة واتهامات باطلة أطلقها الأمير الداعشي أردوغان.أما صورة أتاتورك فتناديهم ليثبُتوا ولا يتراجعوا والحل في تأزيم الأوضاع والسيطرة على الجيش ليصبح خاتم سليمان بيد الأمير السلفي الداعشي رجب طيب أردوغان.
ها هم الكرد في جبال قنديل وكردستان يحققون نجاحات في بناء مؤسساتهم في عموم كردستان وها هم الكريلا الأبطال في قنديل فلماذا كل هذا التعنت يا أمير الدواعش … ولماذا كل هذا التصعيد العسكري؟!..تصعيد الموقف كي تغطي على فسادك المستمر وتقاسم الغنائم من النهب والاستيلاء الداعشي على أموال وقوت شعوب المنطقة؟!في السنين التي مرت لأكثر من نصف قرن كانت كردستان ساحة حرب متواصلة استخدم فيها المقبور صدام وجيشه مختلف صنوف السلاح بما فيه الكيماوي ولم يستطع أن يقضي على البيشمركة.رحل صدام… وبقي الكرد كشعب حي قدره أن يواصل بناء تجربته بعرق أبنائه، رغم العراقيل التي يضعها الجيران في طريقه. لكنه يتقدم وسوف يتقدم في كل جزء من كردستان.. وها هم الكرد ومعهم المكونات والشعوب الأخرى اليوم يحققون الانتصارات العظيمة في روج آفا وشمال سوريا والفضل يعود لـتضحيات أبنائه الأبطال من وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية وصمود شعبنا في روج آفا وشمال سوريا الذين تحملوا أعباء الحصار الاقتصادي من كل حدبٍ وصوب، وبخاصةٍ من أبناء جلدتنا وأخواننا في إقليم جنوب كردستان المتضامنين مع حزب العدالة والتنمية وحكومته الداعشية المجرمة والجنرالات الجدد -بعد الانقلاب المزعوم- الموالون لأردوغان يسرحون ويمرحون بالفساد المنتشر بين جنرالات الجيش التركي وبالذات هؤلاء الجنرالات الذين كانوا مستعدين لبيع وطنهم تركيا من أجل حفنة مال، أو صفقة دولارات، ولن أتحدث عن كيلو الشاي أو علبة السجائر التي كانت تقدم للضباط الأتراك من أجل السماح للعبور في الأراضي التركية مع السلاح والعتاد في وضح النهار؟! هل هذه مواصفات جيش يرغب في القضاء على حالة التواجد العسكري لحركة التحرر الكردستانية في كردستان؟.. هل من مصلحة الجنرالات إنهاء دور حركة التحرر الكردستانية الذي فرخ صقوراً في قمم الجبال (الكريلا) الأبطال؟ إذا  كان الجواب بنعم .. نقول لهم من الصعب تحقيق هذا الهدف ولن تصلوا لهذه الغاية أبداً .. والطريق إلى قنديل شائك وصعب الوصول، وعيون الصقور لكم بالمرصاد.
فما عليكم اليوم إلا بتوسيع ديمقراطيتكم رغم مخالبها، والاعتراف بحق الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه. فحكموا عقولكم وابحثوا عن الحل الحقيقي بدلاً من إضاعة الوقت وهدر طاقات شعوب تركيا في مضمار تحركات جيوشكم التي ستتقدم نحو الحدود وتعود ليسجل الجنرلات في قائمة صرفياتهم ثلاثة أو أربعة مليارات دولار ويتم صرفها، وهذا أقصى ما يمكن أن تحققوه فالصقور لكم بالمرصاد.فالقضية الكردية اليوم باتت تشكل ورقة ضاغطة على تطورات الأحداث بالداخل والخارج سواء في تركيا أو إيران والعراق ولكن في سوريا والشرق الأوسط أصبحت القضية الكردية اليوم الرقم الصعب في المعادلات الدولية، هذه هي السياسة، الجميع يتسابقون للقاء القادة الكرد ودعمهم، لكنهم يتواطؤون إعلامياً مع تركيا الغبية التي تأثرت بغباء رجب طيب أردوغان  في خضم استحقاقات وضعها الداخلي الذي يتداعى من خلال ملف الدخول إلى المجموعة الأوروبية واشتراطاته ، وملف الأرمن ومجازر(السيفو) ومخلفاتها التاريخية الدامية.الكرد اليوم  ومعهم الشعوب الحليفة مصرون على إثبات تواجدهم إقليمياً ودولياً ، إذ اقتحموا في انتصاراتهم العظيمة في روج آفا والشمال السوري المحافل الدولية وأصبحوا الرقم الصعب في الشرق الأوسط.ونصيحة لجنرالات تركيا ادخروا جهدكم ومخصصات حربكم للمشاريع التي تخدم شعوبكم ….ونصيحتي الأخيرة لوجه الله، فما عليكم إلا الإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي لخلاص وإنقاذ تركيا من المستنقع الأردوغاني.