نوسوسيال

حينما يكون العراق وسيطا

298

بكل تأكيد الكل يتمنى للعراق النجاح في مهمته شبه المستحيلة هذه التي ألقاها على عاتقه رغم ما يعيشه من أزمات داخلية كبيرة.
مهمة ربما يتحول العراق إلى دولة ذات شأن في قادم الأيام ويفرض وجوده في المنطقة كدولة ووطن وتاريخ، وأنه ليس وطن الصدفة مثل الكثير من البلدان التي ظهرت في غفلة من الزمن. إنه العراق الذي يمتد تاريخه لألاف السنين من الآن والذي يمكنه أن يلعب الكثير من الأدوار في المنطقة.

معلومات وأخبار تم تداولها مؤخراً على أن العراق له اليد فيما يحدث الآن في المنطقة وخاصة في عمليات تقريب وجهات النظر ما بين الفرقاء وخاصة ما بين السعودية وإيران وكذلك ما بين مصر وتركيا. وفق ما قاله مسؤولون عراقيين في الآونة الأخيرة. حيث أكد وزير الخارجية فؤاد حسين ان العراق كان له دور في التقارب المصري التركي. وأضاف الوزير في تصريح متلفز: “أن العراق أصبح حلقة تواصل بين البلدان. مشيراً الى أن الصراعات الإقليمية تنعكس على العراق، مضيفاً أن جزءاً من المواجهة الامريكية الإيرانية كان في العراق”. وتابع: “أن العراق ليس حديقة خلفية لأية دولة”.

وكذلك عقد اجتماعات ما بين مسؤولين سعوديين وايرانيين في العاصمة بغداد، وأنه كانت تلك الاجتماعات مثمرة وتعتبر خطوة نحو تفاهم ما بين الطرفين اللذين سيعملان على تجاوز الخلافات فيما بينهما. وأن جولة ثانية ربما تنعقد في بغداد لاستكمال النقاشات فيما بين الطرفين.

خبرين ملفتان للانتباه بشكل كبير وخاصة في هذه الفترة من الزمن التي تضرب فيها الفوضى المنطقة بشكل عام ومن كافة النواحي.

هذه الفوضى التي أربكت الكثير م الدول وأدخلتها في مستنقعات التشتت والاقتتال الداخلي والخارجي وكادت تقضي وتستنزف مقدرات وخيرات هذه البلدان.

بكل تأكيد كما كتبنا ونوهنا في بداية المقال أن الكل يتمنى أن يعود العراق التاريخ والحضارة لأن يلعب دوره ويخرج من حالة الاغتراب التي يعيشها منذ عقود من الزمن. لكن التمني لوحده لا يكفي مطلقاً بأن نسترجع عافيتنا وإرادتنا في التحول والقوة.

بل يلزمها الكثير من الجهد والعمل المضني للخروج من الأزمات والمشاكل التي يعانيها العراق.

المتعارف عليه في علم السياسة أن القوة هامة جداً لأن يكون أي طرف أو دولة أو حتى شخص وأن يلعب دوره المنوط به في تقريب الأطراف المتنازعة فيما بينها. أي أن القوة بكل أنواعها إن كانت اقتصادية أو سياسية أو دبلوماسية وحتى القوة العسكرية، كل ذلك يعتبر من الأدوات التي تجعل من هذا الطرف عامل توحيد وتقريب الأطراف المتنازعة والمتنافسة لبعضها. وبغياب هذه القوة لا يمكننا التحدث هنا عن أن هذا الطرف يقوم بدوره في الوساطة بين الأطراف المتنازعة. والإصرار على هذا الدور ما هو إلا ذر الرماد في العيون في العُرف السياسي والدبلوماسي وحتى الشعبي والمجتمعي.

العراق الذي يعيش التشتت والانقسام بكل أنواعه المذهبي والطائفي والاثني وكذلك يعيش الصراعات والاقتتال الداخلي منذ عقود ولا زال يعيشها بكل قوتها حتى الآن. العراق الذي بات ملعباً لدول الجوار كي تصفي حساباتها فيه وتتحكم بكل مفاصله، هو بالأساس مترنح ويبحث عن طرف كي يبعد هذه الأيادي عنه على الأقل. ما تقوم به إيران وتركيا من نشر الفوضى في العراق عن طريق البيادق والبنادق العسكرية منها والسياسية ليس خافياً على أحد. ايران وتركيا اللتان حولتا العراق إلى صحراء جرداء جرّاء قطع مياه الأنهار عنه وقضت على الزراعة فيه وكذلك الثروة السمكية، ونشرت المجاميع الإرهابية والمرتزقة فيه ودمرته أمام أعين العالم كله.

العراق الذي بات ميداناً لتصفية الحسابات ما بين دول الجوار وقوى الهيمنة العالمية إن كانت أمريكيا أو روسيا أو الصين، والتي استنزفت خيرات العراق كله ونهبته لتترك الشعب العراق يستجدي حتى اللقاحات.

العراق الذي يعيش هذه الفوضى الداخلية والخارجية والذي لا حول له ولا قوة إن كان اقتصادياً ولا سياسياً ولا دبلوماسياً ولا مجتمعياً. السؤال المطروح هو؛ كيف لدولة تعيش هذا الضعف أن تكون وسيطاً تقرب وجهات نظر نفس الأطراف تقريبا انهت على العراق بحد ذاته؟

بالأمس كان وزير الدفاع التركي خلوصي آكار يتفقد قواته المحتلة في جبال جنوب كردستان/شمال العراق، في سابقة خطيرة جداً على انتهاك سيادة العراق. والذي صرح بأنهم أي تركيا بصدد إقامة قاعدة عسكرية لها في منطقة متينا الاستراتيجية. مع أنه هناك أكثر من عشرون قاعدة عسكرية واستخباراتية تركية في نفس المنطقة.

العراق الذي فضل ضمت القبور على هذه الانتهاكات بحق سيادته الوطنية وترك ايران وتركيا تعبثان بهذه السيادة وأمام العالم كله، كأنه قبل بهذا الأمر واعتبره أمر واقع وعليه أن يتعايش معه. العراق الذي عليه أن يبحث عن طرف قوي كي يكون وسيطاً له مع ايران وتركيا على الأقل كي تسحب جنودها منه وتكف باللعب بالداخل العراقي وكذلك أن يضغط هذا الوسيط القوي على تركيا على الأقل كي يترك نهر الفرات يوصل مياهه إلى العراق وينقذ الشعب من العطش والعراق من التصحر الذي بات يعيشه العراق من الآن.

فإما أن تكون هذه الوساطة هي عبارة عن مسرحية ستنتهي في أقرب وقت وتظهر الحقائق للجميع عن هذا الدور الذي قبله العراق على نفسه، أو أننا أمام كارثة أكبر مما نتوقعه ستعمل عليه هذه الأطراف ليقضوا على ما تبقى من العراق وتقسيمه وفق أجندات كل طرف وأطماعه.

الخلافات التاريخية الموجودة ما بين العراق وايران وتركيا اختفت فجأة ولم يعد العراق يذكرها ولا يطالب هذه الأطراف بعدم التدخل في شؤونه الداخلية، أو أن هذه الخلافات ليس لها أساس من الصحة وأن كل ما في الأمر وكل ما قيل ما هو إلا تفاق وكذب وضحك على الشعب العراقي. وأن ما موجود من خلافات هي سطحية ويمكن حلها بكل سهولة.

ويمكن تشبيهها بالخلافات ما بين الزوج والزوجة اللذين يختلفان نهاراً ويتفقان ليلاً، وأن كل تناقضات النهار تمحوها لذة الليل.

بكل تأكيد الكل يتمنى للعراق النجاح في مهمته شبه المستحيلة هذه التي ألقاها على عاتقه رغم ما يعيشه من أزمات داخلية كبيرة.
مهمة ربما يتحول العراق إلى دولة ذات شأن في قادم الأيام ويفرض وجوده في المنطقة كدولة ووطن وتاريخ، وأنه ليس وطن الصدفة مثل الكثير من البلدان التي ظهرت في غفلة من الزمن. إنه العراق الذي يمتد تاريخه لألاف السنين من الآن والذي يمكنه أن يلعب الكثير من الأدوار في المنطقة.

معلومات وأخبار تم تداولها مؤخراً على أن العراق له اليد فيما يحدث الآن في المنطقة وخاصة في عمليات تقريب وجهات النظر ما بين الفرقاء وخاصة ما بين السعودية وإيران وكذلك ما بين مصر وتركيا. وفق ما قاله مسؤولون عراقيين في الآونة الأخيرة. حيث أكد وزير الخارجية فؤاد حسين ان العراق كان له دور في التقارب المصري التركي. وأضاف الوزير في تصريح متلفز: “أن العراق أصبح حلقة تواصل بين البلدان. مشيراً الى أن الصراعات الإقليمية تنعكس على العراق، مضيفاً أن جزءاً من المواجهة الامريكية الإيرانية كان في العراق”. وتابع: “أن العراق ليس حديقة خلفية لأية دولة”.

وكذلك عقد اجتماعات ما بين مسؤولين سعوديين وايرانيين في العاصمة بغداد، وأنه كانت تلك الاجتماعات مثمرة وتعتبر خطوة نحو تفاهم ما بين الطرفين اللذين سيعملان على تجاوز الخلافات فيما بينهما. وأن جولة ثانية ربما تنعقد في بغداد لاستكمال النقاشات فيما بين الطرفين.

خبرين ملفتان للانتباه بشكل كبير وخاصة في هذه الفترة من الزمن التي تضرب فيها الفوضى المنطقة بشكل عام ومن كافة النواحي.

هذه الفوضى التي أربكت الكثير م الدول وأدخلتها في مستنقعات التشتت والاقتتال الداخلي والخارجي وكادت تقضي وتستنزف مقدرات وخيرات هذه البلدان.

بكل تأكيد كما كتبنا ونوهنا في بداية المقال أن الكل يتمنى أن يعود العراق التاريخ والحضارة لأن يلعب دوره ويخرج من حالة الاغتراب التي يعيشها منذ عقود من الزمن. لكن التمني لوحده لا يكفي مطلقاً بأن نسترجع عافيتنا وإرادتنا في التحول والقوة.

بل يلزمها الكثير من الجهد والعمل المضني للخروج من الأزمات والمشاكل التي يعانيها العراق.

المتعارف عليه في علم السياسة أن القوة هامة جداً لأن يكون أي طرف أو دولة أو حتى شخص وأن يلعب دوره المنوط به في تقريب الأطراف المتنازعة فيما بينها. أي أن القوة بكل أنواعها إن كانت اقتصادية أو سياسية أو دبلوماسية وحتى القوة العسكرية، كل ذلك يعتبر من الأدوات التي تجعل من هذا الطرف عامل توحيد وتقريب الأطراف المتنازعة والمتنافسة لبعضها. وبغياب هذه القوة لا يمكننا التحدث هنا عن أن هذا الطرف يقوم بدوره في الوساطة بين الأطراف المتنازعة. والإصرار على هذا الدور ما هو إلا ذر الرماد في العيون في العُرف السياسي والدبلوماسي وحتى الشعبي والمجتمعي.

العراق الذي يعيش التشتت والانقسام بكل أنواعه المذهبي والطائفي والاثني وكذلك يعيش الصراعات والاقتتال الداخلي منذ عقود ولا زال يعيشها بكل قوتها حتى الآن. العراق الذي بات ملعباً لدول الجوار كي تصفي حساباتها فيه وتتحكم بكل مفاصله، هو بالأساس مترنح ويبحث عن طرف كي يبعد هذه الأيادي عنه على الأقل. ما تقوم به إيران وتركيا من نشر الفوضى في العراق عن طريق البيادق والبنادق العسكرية منها والسياسية ليس خافياً على أحد. ايران وتركيا اللتان حولتا العراق إلى صحراء جرداء جرّاء قطع مياه الأنهار عنه وقضت على الزراعة فيه وكذلك الثروة السمكية، ونشرت المجاميع الإرهابية والمرتزقة فيه ودمرته أمام أعين العالم كله.

العراق الذي بات ميداناً لتصفية الحسابات ما بين دول الجوار وقوى الهيمنة العالمية إن كانت أمريكيا أو روسيا أو الصين، والتي استنزفت خيرات العراق كله ونهبته لتترك الشعب العراق يستجدي حتى اللقاحات.

العراق الذي يعيش هذه الفوضى الداخلية والخارجية والذي لا حول له ولا قوة إن كان اقتصادياً ولا سياسياً ولا دبلوماسياً ولا مجتمعياً. السؤال المطروح هو؛ كيف لدولة تعيش هذا الضعف أن تكون وسيطاً تقرب وجهات نظر نفس الأطراف تقريبا انهت على العراق بحد ذاته؟

بالأمس كان وزير الدفاع التركي خلوصي آكار يتفقد قواته المحتلة في جبال جنوب كردستان/شمال العراق، في سابقة خطيرة جداً على انتهاك سيادة العراق. والذي صرح بأنهم أي تركيا بصدد إقامة قاعدة عسكرية لها في منطقة متينا الاستراتيجية. مع أنه هناك أكثر من عشرون قاعدة عسكرية واستخباراتية تركية في نفس المنطقة.

العراق الذي فضل ضمت القبور على هذه الانتهاكات بحق سيادته الوطنية وترك ايران وتركيا تعبثان بهذه السيادة وأمام العالم كله، كأنه قبل بهذا الأمر واعتبره أمر واقع وعليه أن يتعايش معه. العراق الذي عليه أن يبحث عن طرف قوي كي يكون وسيطاً له مع ايران وتركيا على الأقل كي تسحب جنودها منه وتكف باللعب بالداخل العراقي وكذلك أن يضغط هذا الوسيط القوي على تركيا على الأقل كي يترك نهر الفرات يوصل مياهه إلى العراق وينقذ الشعب من العطش والعراق من التصحر الذي بات يعيشه العراق من الآن.

فإما أن تكون هذه الوساطة هي عبارة عن مسرحية ستنتهي في أقرب وقت وتظهر الحقائق للجميع عن هذا الدور الذي قبله العراق على نفسه، أو أننا أمام كارثة أكبر مما نتوقعه ستعمل عليه هذه الأطراف ليقضوا على ما تبقى من العراق وتقسيمه وفق أجندات كل طرف وأطماعه.

الخلافات التاريخية الموجودة ما بين العراق وايران وتركيا اختفت فجأة ولم يعد العراق يذكرها ولا يطالب هذه الأطراف بعدم التدخل في شؤونه الداخلية، أو أن هذه الخلافات ليس لها أساس من الصحة وأن كل ما في الأمر وكل ما قيل ما هو إلا تفاق وكذب وضحك على الشعب العراقي. وأن ما موجود من خلافات هي سطحية ويمكن حلها بكل سهولة.

ويمكن تشبيهها بالخلافات ما بين الزوج والزوجة اللذين يختلفان نهاراً ويتفقان ليلاً، وأن كل تناقضات النهار تمحوها لذة الليل.