نوسوسيال

بقلم حسن شيخو : البعد الأسترتيجي لحركة الكردايتي

356

 

لقد بنت حركة الكردايتي بنيانها السياسي ونضالها ونظرتها الأستراتيجية وبعدها القومي الكردستاني والوطني على ستة أعمدة أساسية، ولا يمكن الأستغناء عن واحد منها لأنها تكمل بعضها البعض، وهي:

-الكردايتي – روج أفايي كردستان – العاصمة – اللوبي – الرئاسة (سروك) – العلم

1-الكردايتي هي قاعدة رصينة ومتينة تبنى عليها أمال الأمة الكوردية وطموحات أجيالها وفكرها الحضاري بما هي الأخلاق والقيم، وهي مدرسة نضالية نستلهم منها الرجولة والفداء والتضحية والوفاء وحب الوطن والشعب والأرض والسماء والحجر والشجر والنبع والنهر وكل ذرة من تراب الوطن. من في دمه روح الكردايتي لا يعرف المساومة والتخاذل او التنازل والمساومة على القضية الآساسية مهما بلغ الثمن وتكالب عليه من بشر، و لا يتزعزع إيمانه أو ثقته بنفسه و بالنصر الأكيد . الكردايتي هي عقيدة ومبدأ وإيمان وروح تتجدد لدى المناضلين وتجري في العروق، والكردايتي هي المصدر لحسم المواقف وصياغة الشرائع والقوانين ورسم السياسات التي تخدم الوطن والمواطن.
2-روج أفايي كردستان هو موطننا الحقيقي وساحتنا النضالية، والجغرافية التي نعيش عليها ولها حدودها تفصلنا عن بقية أجزاء كردستان ونرتبط سياسياً مع دمشق كما غيرنا من أخوتنا في الأجزاء الأخرى مرتبطون مع بغداد وأنقرة و طهران، وتختلف تركيبتنا الأجتماعية تماما عن بقية أجزاء كردستان من حيث الثقافة والوعي القومي والديني والعقلية العشائرية وحتى العادات والتقاليد البالية تجاوزناها، كما هو معروف عنا بالكرم والشجاعة والشعور القومي وحب كردستان الكبرى، كما أننا خدمنا أجزاء الأخرى جميعاً بإخلاص كواجب قومي وأخوي.
آن الآوان أن نحدد أولوياتنا ونهتم بشؤون شعبنا ونخدم بيتنا ونناضل ضمن جغرافيتنا ومن إجل تأمين حقوقنا القومية المشروعة والتي بات شبه منسية نتيجة السياسات الفاشلة لما تسمى بالأحزاب الكردية وإنشغالها بخدمة الأخرين على حساب شعبنا وقضيتنا المركزية.
3-لكل جزء من كردستان عاصمة خاصة به يعتز ويفتخر بها ويتغنى بجمالها ورونقها، بتاريخها وشوارعها وببطولات أهلها قديماً وحديثا.ً
لذا من حقنا الطبيعي أن نجعل من قامشلوكة أفيني ـ مدينة الحب والتأخي والعيش المشترك، مدينة خويبون وجكرخوين ومحمد شيخو وأرام ديكران وبالو وكلش وشهداء 11 أذار، عاصمة لنا، المدينة التي أحتضنت كل المناضلين من كافة اجزاء كردستان ومن ضمنهم الأرمن والسريان أثناء المجازر والفرمانات، وقادة ثورة إحسان باشا وصامصون و الشيخ سعيد وثورة أيلول والمناضلين الذين هربوا من بطش الأنقلاب العسكري 1980 بقيادة كنعان إيفرين ومن بينهم المناضل عبدالله أوجلان وكل الفصائل الأخرى.
4-قلنا مراراً وتكراراً أن تقسيم كردستان جاء بقرار سياسي دولي بين فرنسا وبريطانيا وبمباركة دول عديدة تحت إسم إتفاقية سايكس ـ بيكو ولابد من إلغاء هذه الأتفاقية الغادرة و المشينة والجائرة بحق أمتنا بقرار سياسي و مؤتمر دولي أخر وفضحها أمام شعوب تلك الدول والرأي العام العالمي. ويتطلب ذلك لوبي كردي نشيط وفعال، يتقن جيدا لعبة المصالح ولغة العصر والحنكة الدبلوماسية وقراءة التاريخ وجرءة في الطرح والبازار السياسي كتاجر متمكن وسياسي بارع يجيد المناورة والمرونة وسعة الصدر.
5-وكما ذكرنا أنفاً، فقد لعبنا دورنا التاريخي والمهم كجزء مهم من كردستان ولعبنا بشهادة الجميع دوراً محورياً لخدمة الكرد وكردستان، ولابد لهذا الجزء أن يكون له علم وراية تميزه عن بقية الأجزاء و ليس تقليلاً من شأن أحد بل أسوةً بغيره، ونحترم خصوصيات أشقائنا ونقدس أعلامهم وكل مايخص وضعهم الداخلي.
6-هناك شيء مهم بل جوهري ومصيري في حياة الأمم والشعوب كان سبباً مباشراً في تحررها من العبودية والاستعمار لتنال الحرية والأستقلال وتوحد كلمتها وصفوفها وتبني الأوطان والإنسان، أنه دور القادة العظماء الذين حفر التاريخ أسماءهم بحروف من ذهب ونور. لذا أؤكد وأقول لابد لروج أفايي كردستان من قيادة حكيمة تنقذه من هيمنة الأخرين وتضع حداً للطامعين وتفرض أحترامه على الصديق والعدو ويلم الشمل التي شتتها الفاسدون وتجار القضية وأزلام الأنظمة وأصحاب الدكاكين السياسية والبضاعة المغشوشة.

الكاتب:  حسن شيخو رئيس حركة الكردايتي في سوريا