نوسوسيال

بقلم الهام فريحة : عالجوا جوعَ الاطفالِ قبلَ ” مؤتمراتِ الكبارِ”

327

 

هناكَ ما يحملُ صفةَ المعجَّلِ
وهناكَ ما يحملُ صفةَ المؤجَّلِ
بمعنى ان هناكَ ملفاتٍ يمكنُ البدءَ فيها الآنَ لكنَ هناكَ ملفاتٍ يستحيلُ تأجيلها لحظةً واحدةً .
***
الحيادُ ، المؤتمرُ الدوليُّ ، قضايا استراتيجيةٌ وفي غايةِ الاهميةِ ، ويمكنُ المباشرةُ بها ولكن ليس على حسابِ ملفاتٍ ملحَّةٍ لا تنتظرُ لحظةً واحدةً، وهي :
ملفُ الدواءِ والاستشفاءِ :

هذا الملفُ لا ينتظرُ بل يحتاجُ إلى قرارٍ وينتظرُ الاجابةَ عن السؤالِ التالي :
كيفَ سيستمرُ تامينُ الدواءِ ، وفي حالِ تمَّ رفعُ الدعمِ ، كيفَ سيكونُ بمقدورِ المواطنِ تأمينُ الدواءِ ؟ وأكثرَ من ذلك ، ماذا عن الاستشفاءِ ودخولِ المستشفياتِ والعملياتِ الجراحيةِ ؟
كيفَ بالإمكانِ تأمينُ المستلزماتِ الطبيةِ سواءٌ في عملياتِ القلبِ او غيرها ؟
تصوروا على سبيلِ المثالِ أن يدخلَ مريضٌ بالقلبِ إلى المستشفى ويحتاجُ إلى ما يُسمَّى ” روسور ” ويُقالُ له إن هذا النوعَ من المستلزماتِ الطبيةِ مفقودٌ ، فماذا يحلُ بالمريضِ ؟
هل تعرفُ دولتنا العليَّةُ او من “يستبِّدونَ” بالشعبِ في أيِّ قعرٍ نحنُ؟
وصلنا إلى دولةٍ من دونِ طبابةٍ ، فهل المريضُ مصيرهُ الوفاةُ ؟
***
وملفاتٌ أخرى :
ربطةُ الخبزِ ستصبحُ باربعةِ آلافِ ليرةٍ ،

وكم قاتلتْ النقاباتُ على مدى سنواتٍ لتبقى على 1500 ليرة ! والسرفيس سيرتفعُ إلى اربعةِ آلافِ ليرةٍ ، وكان في ما مضى بألفي ليرةٍ! فمن يعي ما يعانيهِ الشعبُ؟
***
هناكَ موادٌّ وسلعٌ لا يبيعها الوكلاءُ والتجارُ إلا بالدولارِ ، والدولارُ غيرُ متوافرٍ إلا بالسوقِ السوداءِ ، ولا قدرةَ لشرائهِ ، ومَن يحتاجُ إلى السلعِ المعروضةِ بالدولار فقط ، كيفَ يمكنُ له ان يؤمِّنها ؟ هذه معضلةٌ لا احدَ يمكنهُ الإجابةُ عنها .
***
هناكَ الدولارُ الطالبيُّ المتعلِّقُ بإرسالِ الأهلِ الاقساطَ إلى اولادهم الذين يدرسونَ في الخارجِ ، ولنفترض انهم استطاعوا تأمينَ اقساطِ هذهِ السنةِ، فمن أينَ يدبِّرون اقساطَ السنةِ المقبلةِ ؟
هناكَ مأساةٌ حقيقيةٌ يتعرضُ لها الطلابُ في الخارجِ،
فحتى إذا عادوا إلى لبنانَ ، كيفَ سيوفِّقونَ بينَ ما درسوهُ في الخارجِ ومواصلةِ التخصصِ في الداخلِ ؟
هذهِ المجزرةُ الحقيقيةُ في هذا المجال .
وإذا واصلنا التعدادَ ، فإن اللائحةَ تطولُ .
إن الشعبَ تعرَّضَ للسرقةِ في وضحِ النهارِ وضمنَ الدوامِ الرسميِّ للإداراتِ والمصارفِ !
أكلتمْ حقوقهُ، سرقتمْ ودائعهُ ، وهذهِ الجرائمُ تحتاجُ الى خطةِ طوارئ وإنقاذٍ عاجلةٍ ،
” ولاحقين” على مؤتمراتٍ لبلورةِ مستقبلِ لبنان،
أليسَ مستقبلُ الإنسانِ في لبنانَ هو الأولويةُ ؟
لمَن سيبقى لبنانُ إذا كان بينَ مهاجِرٍ ومُعدَمٍ ؟
وفصِّلوا ما تُريدونهُ في السياسةِ العليا العظيمةِ،
بعد ان نزعتمْ لقمةَ العيشِ من افواهِ الاطفالِ، هل يأكلونَ ويشربونَ ويتحلُّونَ “بمؤتمراتِ الكبارِ”؟؟

 

الكاتبة الصحفية السيدة الهام فريحة في سطور
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
وُلدت السيدة إلهام فريحه في لبنان وهي الابنة الوحيدة، للراحل سعيد فريحه مؤسس “دار الصياد”. تلقت علومها في لبنان وحصلت على إجازة في علم النفس من الجامعة الأميركية في بيروت. السيدة إلهام فريحه متزوجة ولها ابنة واحدة، كما انها تتقن ثلاث لغات. وتشمل هواياتها الفن والأدب والرياضة. وتعتبر السياسة من اولى اهتماماتها اليومية. وقد أرست علاقات صداقات واسعة في لبنان والعالم العربي