نوسوسيال

تق عن المرحومةرير روفيناز خجادور قره بتيان…المطربة ربى الجمال

385

ربى الجمال التي أغنت المكتبة الاذاعية الأقنية العربية بصوتها الجميل الرائع ورحلت الى عالم الخلود ولكن ستبقى تسجيلاتها ارثا فنيا للأجيال العربية بصوت الأرمنية الخالدة في قلب الشعبين الأرمني والعربي ورمزا خالدا لوحدة الشعوب بصوت روفيناز الأرمنية الخالدة في البلاد العربية


حياتها
:

ولدت ربى الجمال واسمها الأصلي “زوفيناز خجادور قره بتيان” في مدينة حلب بسوريا عام 1966 لأب حلبي من أصل أرمني وأم لبنانية . بدأت مشوارها الفني بشكل فعلي في عام 1975 عندما اعتمدت كمطربة في إذاعتي بيروت ودمشق عام 1979 التي كانت تفتخر بأنها حققت الانتشار من خلالهما.

يشاع بأنَّ عائلة ربى الجمال لم تكن موافقة في بداية مشوارها على أن تصبح مطربة فقد كانوا يأملون أن تصبح طبيبة، هذا ما دعى ربا إلى السفر إلى فرنسا وبعدها إلى لندن من أجل دراسة الطب والاختصاص في طب الأطفال ولكنها لم تعمل أبداً في هذا المجال، وهناك تعرفت على مدير الأوبرا

الذي أعجب بشدة بصوتها ال (سوبرانو)، وطلب منها أن تشارك في مهرجان (ماريا كالاس) الذي كان فيه 30 متشاركة من عدة دول أوروبية وأجنبية، فنجحت فيه وأخذت المرتبة الأولى وأخذت لقب أعلى صوت نسائي في العالم، ومن الألقاب التي حصلت عليها في المهرجان (سيدة الأناقة والرقي)، (أفضل

قرار سوبرانو).يشاع أيضاً أنَّه كان لربى مزاجية حادة دفعتها لتعاطي المهدئات بشكل كبير ويعزي المطلعون على حياتها ذلك إلى أنَّ السبب هو زواجها الفاشل الذي لم يستمر لأكثر من خمس سنوات وأثمر ابنها الوحيد رامي.

مسيرتها الفنية:

بداياتها الاحترافية كانت في الثمانينيات من القرن المنصرم حيث تبنى موهبتها الموسيقار الفلسطيني رياض البندك ولحن لها العديد من الأغنيات. ثم قل نشاطها الفني كثيراً إلى أن انطلقت الانطلاقة القوية عند زيارتها للقاهرة حيث شاركت في حفل المؤتمر الرابع للموسيقى العربية في

نوفمبر عام 1995 والذي اقيم في دار الأوبرا المصرية مع الفرقة القومية للموسيقى العربية بقيادة المايسترو سليم سحاب، وغنت فيه العديد من الأغاني الطربية كان منها (أنت عمري)، (افرح يا قلبي)، (عودت عيني)، (يا ليلة العيد)، (ح قابلو بكرة) و(افرح يا قلبي) والتي اذهلت جميع الحاضرين بأدائها لها

وظلوا واقفين يصفقون لها لمدة ربع ساعة، وتم منحها كتاب شكر وتقدير من المؤتمر. وقال عنها الناقد الموسيقي صميم الشريف بالحرف الواحد إنها (صوت خارق لم يسمع مثيلا له منذ خمسين سنة) وأعلن الموسيقار محمد سلطان عام 1982 أنها ” إذا قبلت أن تبقى في القاهرة لعام واحد

فسيجعل منها أهم مطربة في عصرها”قام بالتلحين لأغانيها مجموعة من الملحنين منهم (سهيل عرفة، سعيد قطب، ماجد زين العابدين، فاروق الشرنوبي، نجيب السراج، صفوان بهلوان، أحمد السنباطي، رياض البندك، وديع الصافي، أمير مجيد، عماد توفيق).غنت قصيدة (لماذا تخليت عني) شعر

نزار قباني وتلحين سعيد قطب، وقصيدة (لن أعود) من تلحين نجيب السراج. لها ألبوم واحد بعنوان “صعبها بتصعب” وهو الالبوم الوحيد الذي ضم أعمالها الخاصة منها (فاكر ولاناسي), (صعبها بتصعب هونها بتهون)، اما باقي تسجيلاتها وحفلاتها فمعظمها عبارة عن حفلات طربية تألقت فيها بإعادة غناء مجموعة من أغاني أم كلثوم وأسمهان.

شهادات

ننقل شهادات وآراء بعض من عرفها وحضر حفلاتها من أصحاب الاختصاص ونقصد هنا الشاعر الياس ناصر والمطربة جاهدة وهبه.

الشاعر الياس ناصر: صوت ربى الجمال صوت لامس العمالقة في النوعية وفي القدرات. انها زهرة في روض واسع الآفاق. بقيت بريّة… عطرها فاح من خلال احاسيسها المفعمة بقدرات اكتسبتها مع مرور الزمن. ربى الجمال مازالت في وجدان من عرفها من الفنانين القديرين ومن عامة الناس الذين “سلطنوا” على ادائها.

المطربة جاهدة وهبه: ربى الجمال صوت ماسي ..يتنقل بين أصناف الغناء بعمق وعذوبة ويرقص على سلم الدرجات الموسيقية بخفة وسلاسة.. يتسلّقها من خفيض الى أعلى فأعلى بطواعية ودراية محافظاً على نبراته الهادلة وتردّداته المخملية الرخيمة مجنّحاً بوقار وكبرياء محلّقاً بانسيابية وامقة فيها من الشجن الكثير ومن الصدق الشفيف ,ومن التلوينات والعِرَب ما يُدخلك في هذيان من آهٍ و وجد.

صوت درامي تعبيري يأخذك بومضة الى طقس السلطنة يتجوّل بك في ربى الجمال ويهديك تنهدات من بلّور محفوف بناي الرّيح وبرق الدمع.