مليارات ضخمة نسمع عنها ليل نهار استحوذ عليها أو يمتلكها هذا وذاك والفقراء في سوريا في تزايد مستمر، فقد وصلت نسبتهم إلي 60% فضلاً عن ارتفاع معدلات الفقر في بعض المحافظات، حيث لايستطيع 51% من سكان ريف الوجه القبلي الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من غذاء وكساء ودواء وغيره، لتسجل محافظة دمشق منفردة نسبة فقر بلغت 69%.. وفقاً لآخر تقرير صدر عن الجهاز المركزي للاحصاء، الأمر الذى يعد كارثىا على الأسرة السورية وعلى المرأة بشكل خاص حيث تتحمل مختلف تبعات هذا الفقر..
بدايتنا كانت من الجهاز المركزى للاحصاء بدمشق حيث كشف آخر تقرير صدر عنه عن أرقام مخيفة لمؤشر الفقر طبقاً لبيانات بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك لعام 20 20 / 2019، حيث حدث تطور فى نسبة الفقراء والسكان تحت خط الفقر على مستوى سوريا فى الفترة من 2018 حتى مطلع 2021.. فوصلت نسبة الفقراء على مستوى المحافظات لأعلى معدلاتها عام منذ بداية الحرب السورية 2011 لتبلغ 60% مع العقوبات الأمريكية على سوريا ورغم الارتفاع المتزايد للفقراء ملحوظاً فى الارتفاع إلى الفقر المدقع والذى تحدد قيمة دخل الفرد الشهرى فيه بملغ لايتجاوز 60 الف ليرة سورية لذوي الدخل المحدود، وأمام الارتفاع الجنوني للدولار والعقوبات حسب قانون قيصر الامريكي يعيش المواطن السوري اليوم تحت خط الفقر المدقع وأصبح المواطن السوري لايستطيع
الوفاء باحتياجاته الأساسية امام ارتفاع سعر الدولار وارتفاع الاسعار ازدادت ويزدادالفقر فى سورياوخصوصافي مدينة دمشق ويجتاح الفقر كل المحافظات السورية و الجدير بالذكر أن انخفاض مستوى التعليم الذي تدني مع خط الفقر المدقع يعد من أكثر العوامل ارتباطاً بمخاطر تفشى الفقر بين فئات مختلفة من أبناء المحافظات السورية فإلى أى مدى يؤثر ذلك على صحتهم النفسية؟ وماذا عن معاناة المرأة الفقيرة على وجه الخصوص؟! والأهم ماهى الحلول والخطط العملية التى تخلصنا من آفة الفقر؟!..
أن الفقر يؤثر سلباً على نفسية الإنسان فيصيبه بالعديد من الأمراض والاضطرابات النفسية والتى تظهر فى صورة سلوكيات عنيفة. فهناك حاجات أساسية للإنسان يريد أن يحققها ولأن الفقر يحرمه منها ويغلق الأبواب أمام الإحساس بالكرامة والقيمة فى الحياة فينعكس ذلك على مشاعره ليصاب بحالة من الكآبة، وعادة مايؤثر الفقر على المرأة أكثر من الرجل ويرجع ذلك لتركيبتها البيولوجية، فغريزة الأمومة لديها تعرضها للمهانة والذل حتى توفر لأبنائها احتياجاتهم الأساسية من غذاء وصحة وتعليم.. فإذا عجزت عن ذلك تصاب بالاكتئاب، والذى يصل بها لتمنى الموت. لهذا أعتقد أن حل جميع المشكلات النفسية والاجتماعية يبدأ من محاربة الفقر والأمر ممكن إذا قامت الدولة بدورها الأساسى فى خدمة المواطنين وعملت على إقامة العدل الاجتماعى والذى يعد مسئوليتها للقضاء على الفقر.
الأنثي أكثر تأثراً
الفقر فى تزايد مستمر فضلاً عن ارتفاع أعداد السكان الذين يقطنون العشوائيات فى كافة، م المحافظات السورية ما ينبئ بصناعة قنابل بشرية موقوتة وفقاً لتعريفات علم الاجتماع. وعادة ما يؤثر الفقر على النساء أكثر من الرجال نظراً لدورهن التربوى فى تنشئة الأجيال، فإذا كانت الأمهات يعانين الفقر والجهل، انعكس ذلك على مستقبل الجيل الجديد.
خطط تنموية
أن سوريا بحاجة للتركيز على النواحى الاقتصادية الاجتماعية فى الفترة القادمة من خلال خطة سريعة توفر مشاريع تعاونية للأسر الفقيرة سواء فى المجالات الزراعية أو الإنتاجية حيث أن المشاريع الصغيرة فى تلك الفترة لم تعد متميزة.. كذلك على الجمعيات الأهلية التى تعمل فى مجال مكافحة الفقر القيام بدورها تحت مظلة الدولة.. لأن هناك مناطق معينة بها أكثر من جمعية تقدم نفس الخدمة لأشخاص بعينهم، بينما يوجد مناطق أخرى لاتصل إليها أى خدمات، لذا من الضرورى أن تنسق الدولة عمل تلك الجمعيات.
يذكر أن هناك نوعين من الفقر أحدهما الفقر العام، وذلك النوع يمكن الحد منه عن طريق رفع المهارات والتوجه لمشاريع تساعد فى التخلص منه.. إنما تكمن المشكلة فى الفقر المدقع حيث يفتقد المعانون منه القدرة على التعليم لذلك يحتاجون لمساعدة الدولة كى توفر لهم دخلاً شهرياً يعيشون منه..كما نحتاج لتشريع قانونىِ يعطى المرأة المعلقة – والتى يهجرها زوجها دون طلاق رسمى معاشا شهريا من الدولة كى ننقذها وأبناءها من الفقر.حيث انعكست الحرب الدائر في وطننا السوري الحبيب على المرأة السورية التي تأثرت بفقدان أعز ما تملك من أمومتها أطفالها وزوجها وأفراد عائلتها وأهلها وبيتها وكل شئ حتى كرامتها في مخيمات اللجوء وتحت شعارات اسلامية تم اغتصابها جنسيا بشعار اسلامي ( نكاح الجهاد ) واستغلال فقرها وجوعها والحالة لالمانية في الحرب العالمية شبيهة بذلك ولكن تمكنت المرأة الالمانية من التغلب على الفقر والجوع وسارعت إلى ميدان العمل وبناء الوطن
المرأة الالمانية بعد الحرب العالمية الثانية..تغلبت على الفقر والجوع
رغم ظروف الحرب الصعبة والحياة المعيشية تمكنت المرأة الالمانية في التغلب على الفقر والجوع قامت في بناء الوطن بخوض حرب جديدة في ميدان العمل بكل المجالات المهنية في الصناعات الثقيلة والخفيفة والأعمال الادارية والخدمية وساهمت بفعالية كبيرة وقوة ارادية من أجل بناء المانيا الجديدة وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، كانت ألمانيا بقعة شاسعة من الخراب، يسكنها عدد هائل من المشردين والجوعى، 40% من البنى التحتية تدمرت بشكل كامل، أي ما يقارب من نصف المصانع والمدارس والمستشفيات وغيرها من المؤسسات، وكان هناك حوالي 400 مليون متر مكعب من الأنقاض. غير أن المحنة تجلّت بأبشع صورها عندما اجتاحت القوات السوڤييتية والأمريكية العاصمة برلين حيث تم توثيق أكثر من مليوني حالة اغتصاب في برلين ومختلف أنحاء ألمانيا، وكانت النساء من سن 8 سنوات ولغاية سن 80 سنة أهدافاً لجنود الحلفاء، وأصبح السم سلعة نادرة لكثرة طلب النساء الألمانيات له.
في ظل هذه الكارثة، ظهرت “لويزا شرودر” السياسية في الحزب الإشتراكي، مناديةً بالبناء والتعمير للنهوض بالبلاد، والتخلص من هذا الوضع المزري.
قامت لويزا بجمع النساء وحثهم على المشاركة وبث الحماس فيهم للنهوض بألمانيا، وأطلقت على هذه الحركة اسم “نساء الأنقاض”، لاقت الحركة ترحيباً قوياً من النساء اللاتي خيّم الحزن على قلوبهن، لما حلّ بهنّ، فالمرأة الألمانية في تلك الفترة إمّا أمٌّ ثكلى، أو أرملة، أو طفلة يتيمة.
كان العمل هو المفر الوحيد من هذا الواقع ، فما كان منهنّ إلا أن شمّرن عن سواعدهنَّ واتخذن مواقعهنّ في تلك المعركة، كانت لويزا بمثابة القائد لهذه المعركة الشرسة، فقامت بتوزيع أدوات العمل، وتقسيم الأدوار والمهام.
كان التحدى الأول الذى جابهته ألمانيا المدمرة والمحتلة بعد الحرب هو نقص الرجال (كان عدد سكان ألمانيا بعد الحرب 27 مليون، 20 مليون منهم نساء).. و ينظر الألمان بفخر كبير للدور الذي لعبته النساء الألمانيات فى هذه الفترة الصعبة، وكانت مهمتهن الأولى هي استخراج الحجارة السليمة من بين الأنقاض لإعادة استخدامها مرة أخرى فى البناء.. و إخلاء الأبنية و الشوارع من الأنقاض و نقلها إلى خارج المدن.. و كذلك العمل فى المصانع التى لم تتضرر من القصف.. و عاش الألمان ثلاث سنوات بعد الحرب فى ظروف تشبه المجاعة مع تقنين الغذاء و انعدام الرعاية الطبية بعد حل الصليب الأحمر الألماني و نقص المحروقات للتدفئة فى الشتاء القارس، فتضاعفت معدلات الوفيات عما كانت عليه أثناء الحرب نفسها !
انطلقت الحركة من برلين وانتشرت في كافة ألمانيا، ووصل عدد المشاركات إلى 80 ألف امرأة.
بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وفي فترة لا تتجاوز الـ 9 أشهر، تم تكسير حطام ما يقرب من 18 مليون مبنى، وتحويله إلى 750 ألف متر مكعب من التراب، تم تجميعها على هيئة جبال في كل أنحاء ألمانيا، لا تزال بعض هذه الجبال موجودة حتى الآن، كل هذا بأدوات بسيطة وبدائية للغاية تنحصر في فأس وجاروف حديدي وعربات يدوية.
.